إسرائيل تؤكد وجود جهود للتوصل لهدنة في غزة وعريقات ينفي وجود أي اتصالات في هذا الصدد

TT

نفى صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني امس ان تكون اسرائيل قد اقترحت على الفلسطينيين وقف عمليات التوغل وغيرها من العمليات الهجومية في قطاع غزة مقابل وقف الهجمات الفلسطينية، مؤكدا «ان الحديث عن السلام شيء وما تقوم به الحكومة الاسرائيلية في قطاع غزة شيء اخر».

وقال عريقات لوكالة الصحافة الفرنسية «لا توجد اتصالات مع دان مريدور (الوزير المنتهية ولايته وعضو حزب الليكود) او غيره بهذا الخصوص. الحديث عن السلام شيء وما تقوم به الحكومة الاسرائيلية من دمار في قطاع غزة واقتحامات وجرائم حرب شيء اخر».

واضاف ان «الذي يريد ان يعرف طبيعة سياسة الحكومة الاسرائيلية عليه ان يزور بيت حانون وخان يونس وغزة ورفح بقطاع غزة ليعرف حجم الدمار الهائل الذي خلفته اسرائيل».

ومنذ الاربعاء، نفذ الجيش الاسرائيلي حملات عسكرية واسعة في قطاع غزة، بحجة تدمير الورش التي تصنع فيها صواريخ قسام، اسفرت عن مقتل اكثر من عشرين فلسطينيا وجرح العشرات.

واعتبر عريقات «ان تصريحات مريدور هي للاستهلاك الاعلامي والعلاقات العامة»، مؤكدا ان «غزة مقسمة الى ثلاثة اقسام غزة واصبحت سجنا كبيرا وبالتالي فان الذي يريد معرفة الحقائق يجب ان يزور غزة ليرى ان هذه كلها اجراءات احادية الجانب تمهيدا لاحتلال القطاع».

وكانت اذاعة الجيش الاسرائيلي قد اعلنت امس ان مريدور يجري اتصالات دولية ترمي الى التوصل الى هدنة في قطاع غزة مقابل تقديم تنازلات لتخفيف المأساة التي يعيشها الفلسطينيون هناك. وقالت الاذاعة ان واشنطن وعواصم اوروبية اضافة الى مصر واخرين يشاركون في هذه الجهود، وان جزءا من هذه الجهود ممارسة الضغوط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من اجل تحجيم حركة حماس.

يذكر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عين مريدور خلال حملته الانتخابية الأخيرة لإعداد خطة سلام للحكومة الجديدة. ويقع مريدور سياسيا في وسط حزب الليكود وكان اول من اقترح النظر في فكرة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.

واوضحت الاذاعة ان شارون كلف مريدور القيام باتصالات مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول بهدف تنفيذ هذه الخطة. وردا على سؤال، قال مريدور «من الواضح ان للفلسطينيين مصلحة في وضع حد للهجمات الجنونية التي تنفذها حركة حماس». ولمح الى انه يقوم باتصالات مباشرة وغير مباشرة مع ممثلين عن السلطة الفلسطينية ولكنه اكد مجددا الموقف الرسمي لاسرائيل التي تؤكد ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لا يمكن ان يكون محاورا مقبولا.

ولهذا وحسب ما قالته اذاعة الجيش فان اول خطوة في خطة مريدور هي ايجاد شريك فلسطيني خلافا لعرفات يمكن ان تتفاوض معه اسرائيل ويمكن ان يسيطر على الامور في الميدان. وقالت ان الخطة هي في أساسها خطة غزة اولا التي اتفق عليها خلال الحكومة الليكودية ـ العمالية السابقة، التي سينسحب بموجبها الجيش الاسرائيلي ويعلن وقف اطلاق النار وتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين. وفي حال نجاح هذه الخطة فانه يمكن تطبيقها في مناطق في الضفة الغربية.