اتفاق أنقرة وواشنطن على نشر القوات الأميركية ما زال مرهونا بالتفاوض على «قضية أو اثنتين»

TT

قال عبد اللطيف سينير، نائب رئيس الوزراء التركي، امس ان البرلمان قد يتلقى «خلال ساعات» اقتراحا حول السماح بانتشار القوات الأميركية في الاراضي التركية ولكنه استبعد مناقشة الاقتراح امس.

ولكن موافقة الحكومة على احالة اقتراح بالسماح بنشر جنود في تركيا الى البرلمان للتصديق عليه كشف عن انقسامات عميقة حياله داخل حزب التنمية والعدالة الحاكم في انقرة. فقد أكد رئيس البرلمان التركي، بولنت ارينتش، مجددا امس معارضته لاجراء نقاش على الفور في البرلمان حول مذكرة حكومية تطلب السماح بنشر قوات أميركية في تركيا تحسبا لحرب ضد العراق. وفي المقابل دعا ارينتش الحكومة الى تقديم مشروع الميزانية للعام 2003 على وجه السرعة معتبرا انه من أولويات البلاد. وفي حين قال نائب رئيس الوزراء التركي لوكالة رويترز امس انه «سيقدم الاقتراح الى البرلمان خلال ساعة او اثنتين» واعرب عن اعتقاده بان البرلمان لن يتمكن من مناقشته، أكد رئيس الوزراء عبد الله غول لرويترز ان الاقتراح قد يقدم الى البرلمان اذا ما اتفقت تركيا والولايات المتحدة «على قضية او اثنتين» من القضايا التي ما زال التفاوض فيها جاريا، قال رئيس البرلمان، ارينتش: «أتوجه للحكومة واقول اننا لا ننتظر منكم المذكرة (حول الانتشار) بل ننتظر مشروع الميزانية للعام 2003... لقد تأخرنا كثيرا في هذا المجال».

وردا على اسئلة الصحافيين الملحة، اعتبر ارينتش انه في حال وصول المذكرة الحكومية الى البرلمان امس، فثمة احتمال كبير ان يرفضها النواب الذين لهم كلمة الفصل بشأن نشر قوات اجنبية على الاراضي التركية. وقال «يمكن رفض المذكرة او اعتمادها او تعديلها». (وينص القرار على احتمال نشر قوات أميركية في تركيا وقوات تركية في شمال العراق).

وفي غضون ذلك سلطت الصحف التركية الصادرة امس الضوء على الانقسامات العميقة حيال المذكرة الحكومية.

وفي اشارة الى هذه المذكرة اوضحت صحيفة «أقسام»، تحت عنوان «توجيه كتلة النار الى البرلمان» ان عدة وزراء عارضوا ذلك «بشدة». وذكرت صحيفة «حرييت» الواسعة الانتشار ان رئيس الوزراء عبد الله غول حاول «ان يخنق التمرد» داخل حكومته اثناء الاجتماع الذي استمر اكثر من 6 ساعات «وناشدهم» توقيع الوثيقة. ونقلت الصحيفة عن غول قوله للوزراء «لا تنقادوا وراء العاطفة فهذا شأن من شؤون الدولة». واكدت صحيفة «حرييت» ان الأتراك والأميركيين تجاوزوا بعض نقاط الخلاف في المفاوضات التي يجرونها منذ اسابيع ولكن هذه المفاوضات لم تنته بعد، واشارت الى التوصل الى اتفاق حول مسألة نزع الاسلحة من الفصائل الكردية في شمال العراق بعد الانتهاء من عملية عسكرية محتملة ضد بغداد ، فيما نقلت صحيفة «راديكال» عن مصادر دبلوماسية قولها انه يتعين على واشنطن ان تقوم «ببادرة اخيرة» لاقناع نواب الغالبية المتحفظين على التصويت على المذكرة الحكومية.

وفي واشنطن ، اعلن الرئيس جورج بوش عن تعيين سفير أميركي جديد في تركيا هو اريك ايدلمان، خلفا للسفير روبرت بيرسون الذي تسبب باشكال دبلوماسي مع رئيس البرلمان التركي، بولنت ارينتش، في يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما رفض رئيس البرلمان دعوة من السفير لزيارته كي يبحث معه الازمة العراقية بداعي ان السفير بيرسون لم يقم بزيارة مجاملة له بعد انتخابه رئيسا للبرلمان في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي. وأوضح البيت الأبيض ان السفير الأميركي الجديد لدى تركيا، اريك ايدلمان ـ الذي يجب ان يصدق مجلس الشيوخ على تعيينه ـ يشغل الآن منصب مساعد مستشار لدى نائب الرئيس الأميركي ريتشارد تشيني للشؤون الأمنية. كما شغل منصب سفير الولايات المتحدة في فنلندا من 1998 الى 2001.