17 دولة عربية وافقت على حضور قمة شرم الشيخ السبت واليمن يسحب اعتراضه

ماهر يتوقع حضور الحديثي * موسى ينفي أن تكون القمة تسعى لإحراج بغداد * بحث إرسال وفد عربي للقاء صدام حسين

TT

أعلنت القاهرة أمس ان الأمور تسير في الاتجاه الصحيح الى عقد القمة العربية العاجلة في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الاحمر يوم السبت المقبل رغم الطلب العراقي بتأجيلها الى مابعد 14 مارس ( اذار) المقبل وأيده في ذلك سورية ولبنان، وعاد اليمن أمس وسحب تأييده لطلب التأجيل وأعلن مصدر يمني مشاركة بلاده في القمة.

واكدت الكويت امس حضورهما القمة وذلك على لسان الشيخ صباح الاحمد الصباح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الذي قال في كوالامبور ردا على سؤال عن طلب التأجيل العراقي «كلا ابدا من الضروي عقد القمة في وقتها وهي ليست طارئة وفي وقتها الان». لكنه قال في الوقت ذاته ان منع الحرب يحتاج معجزة، كما اكد محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي في كوالالمبور امس حضور بلاده القمة. وقال وزير الخارجية المصري احمد ماهر أمس في مقر الخارجية المصرية انه أجرى سلسلة من الاتصالات مع عدد من نظرائه وزراء الخارجية العرب في اطار الاعداد للقمة العربية، وأوضح ماهر انه تلقى اتصالا هاتفيا أمس من محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب من كوالالمبور حيث يشارك في قمة دول عدم الانحياز في ماليزيا، وانه تلقى كذلك اتصالا من نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية البحرين (الذي سترأس القمة في دورتها الـ15) كما أجرى اتصالا مع عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية.

وقال ماهر: «اعتقد ان الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وان القمة ستعقد السبت المقبل في شرم الشيخ، وسوف يسبقها في صباح نفس اليوم اجتماع لوزراء الخارجية العرب كما سيتم عقد اجتماع تشاوري للوزراء قبل ذلك».

وكشف ماهر عن عدد الدول التي وافقت حتى الآن على المشاركة في القمة العربية قائلا «ان المعلومات المتوفرة لدينا تشير الى ان هناك رداً إيجابياً من 17 دولة عربية، وليس معنى ذلك ان الدول الأخرى لا توافق على المشاركة ولكن معناه أن الرد من جانب هذه الدول في الطريق ولم يصل بعد» وأعرب ماهر عن أمله في أن تخرج القمة بقرارات تساهم في حل الأزمة العراقية بطريقة سلمية.

وحول الطلب العراقي بتأجيل القمة قال ماهر ان هذا الطلب تم تعميمه على الدول العربية بابداء الرأي فيه، إلا أنه عاد وقال ان المعلومات المتوفرة لديه هي أن ناجي صبري الحديثي وزير الخارجية العراقي سيصل الى شرم الشيخ خلال اليومين القادمين.وامتنع الدكتور محسن خليل مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية عن الرد على معظم المكالمات التي انهالت على هاتفه النقال للاستفسار حول طبيعة الخطوة العراقية القادمة.

من ناحيته أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية مجدداً أمس ان القمة العربية العادية الخامسة عشرة ستعقد في مدينة شرم الشيخ يوم الأول من مارس المقبل بعد الحصول على الموافقات المناسبة واللازمة من خلال الأغلبية البسيطة وهذا ما توفر بالفعل. وقال في تصريحات صحافية أمس انه تم توجيه الدعوات لحضور القمة وتم الحصول على الموافقات اللازمة لعقدها.

وأوضح ان هناك رأياً آخر يرى عقد القمة بعد يوم الرابع عشر من مارس لأسباب عرضها الجانب العراقي لكن هذا الرأي لم يتوفر له النصاب اللازم وبناء عليه فقد تم التأكيد على عقد القمة يوم أول مارس في شرم الشيخ وسوف تسبقها اجتماعات تحضيرية لوزراء الخارجية العرب ابتداء من غد (الخميس) لاعداد مشروع جدول الأعمال.

وذكر مصدر مسؤول في الجامعة ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا تشاوريا يوم غد وسيعقد الاجتماع الرسمي التحضيري للقمة يوم أول مارس حتى لا تكون مخالفة للوائح الخاصة بدورية انعقاد القمة التي تقول ان القمة العادية واجتماعاتها التحضيرية تعقد خلال شهر مارس.

وحول حضور العراق القمة قال موسى انه أجرى أمس اتصالا هاتفيا مع وزير خارجية العراق ناجي صبري لاقناعه بالحضور وقال ان الوزير قال انه سيدرس الموقف، وعبر موسى عن أمله في أن يشارك العراق في القمة وان يكون حاضرا مثل باقي الدول الاعضاء خاصة ان المشكلة العراقية هي من البنود الرئيسية أمام القمة.

وعبر موسى عن أمله في أن تكون القمة العربية المقبلة نقطة ارتكاز مهمة لتهيئة العمل العربي ودعم مسيرة الجامعة العربية، وقال ان الموقف العربي الذي ستبلوره القمة سيؤكد على أهمية استكمال مهمة المفتشين واعطائهم الوقت الكافي، والاشارة لتعاون العراق معهم ومطالبته باستكمال التعاون.

وقال موسى انه لايستبعد خطر الحرب ولايجب استبعاده ولكن يجب استمرار العمل لاستبعاد الحرب، وأكد انه لايمكن للقمة ان تحرج العراق، وقال ان ما يتردد حول ان القمة ستطالب بتنحي الرئيس صدام سيخرج عن نطاق ما نعمل، وأضاف «نحن نعمل في اطار قرارات الامم المتحدة والتأكيد على تعاون العراق لنزع أسلحة الدمار الشامل ومهمة المفتشين».

وذكر ان القمة العربية سوف يشارك فيها الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان وممثلون عن الاتحاد الأوروبي وعدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الافريقي، واكد ان الزعيم الليبي معمر القذافي سيحضر القمة العربية.

وتلقت القاهرة تأكيدات من عدد من الرؤساء والقادة العرب باعتزامهم المشاركة شخصيا في القمة العربية ، وقالت مصادر مصرية ان هذه التأكيدات الرسمية جاءت من الزعيم الليبي معمر القذافي والرؤساء الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والسوداني عمر البشير والتونسي زين العابدين بن علي والجيبوتي إسماعيل عمر جيلة والصومالي الانتقالي عبد القاسم صلاد حسن واليمني علي عبد الله صالح والعاهلين المغربي والبحريني بالإضافة إلى العقيد عثمان غزالي الرئيس الاتحادي لجزر القمر.

ويبدأ اليوم توافد وزراء الخارجية العرب على منتجع شرم الشيخ لعقد اجتماع تمهيدي غدا تحضيرا للقمة برئاسة العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة.

ونفت مصادر مصرية وعربية واسعة الاطلاع لـ «الشرق الأوسط» ما تردد عن وجود ضغوط اميركية لعقد القمة العربية بهدف توجيه رسالة عربية رسمية إلى الرئيس العراقي صدام حسين وحثه على التنحي عن الحكم والتخلي عن السلطة تفاديا لضربة عسكرية أميركية وشيكة.

وقالت المصادر ان القمة العربية لن تناقش على جدول أعمالها الوضع الداخلي في العراق وما يرتبط به من مسألة استمرار النظام العراقي من عدمه ، مشيرة إلى أن القمة ستناقش فقط الملف الخاص بمدى تعاون العراق مع فرق التفتيش الدولية التابعة للأمم المتحدة وضرورة التعاون الكامل معها لتفادى أي عواقب وخيمة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن القمة العربية ستناقش فكرة إمكانية إرسال وفد ممثل عن القمة العربية إلى بغداد لعقد اجتماع طارئ مع الرئيس العراقي صدام حسين لوضعه في صورة الموقف العربي والرسمي الراهن من تداعيات الأزمة العراقية.

وتقول معلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط» ان التشكيلة النهائية للوفد لم تتضح بعد بانتظار المزيد من المشاورات واللقاءات الثنائية التي سيعقدها القادة والزعماء العرب على هامش قمتهم المرتقبة في منتجع شرم الشيخ.

وبينما تقول مصادر عربية واسعة الاطلاع ان القمة العربية ستصدر بيانا موحدا بشان العراق يطالب القيادة العراقية بالتعاون الكامل والفوري مع فرق التفتيش الدولية وعدم عرقلة عملها ويدعو في نفس الوقت الولايات المتحدة إلى إتاحة المزيد من الوقت أمام إيجاد حل سلمي للأزمة العراقية بعيدا عن استخدام القوة العسكرية، فان مصادر دبلوماسية غربية شككت في إمكانية إصدار بيان يتضمن انتقادات شديدة إلى التحضيرات العسكرية الاميركية المتواصلة في منطقة الشرق الأوسط تمهيدا لضرب العراق.

وذكرت المصادر بالخلافات التي اندلعت بين بعض الدول العربية بعد احتجاج الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي على البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ الذي عقده وزراء الخارجية العرب في القاهرة مؤخرا، مشيرة إلى أن هذا البيان وضع القمة العربية في موقف صعب.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد ماهر قد وجها انتقادات حادة إلى هذا البيان، واعتبر الرئيس مبارك أنه لم يكن هناك داع من صدوره قبل التئام القمة العربية في شرم الشيخ.

ويغادر عمرو موسى القاهرة اليوم متوجها إلى منتجع شرم الشيخ على رأس وفد من الجامعة العربية للمشاركة في الاجتماع الذي سيعقده المندوبون الدائمون للدول الأعضاء لدى الجامعة العربية من اجل وضع اللمسات الأخيرة .وكان السفير سمير سيف اليزل الأمين العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية بالجامعة العربية قد بدأ أمس في منتجع شرم الشيخ إعداد خطة العمل الخاصة بالشؤون اللوجستية للقمة العربية، في نفس التوقيت الذي بدأ فيه فريق عمل من وزارة الخارجية المصرية مهمة عمل مماثلة.

وشهدت الساعات الماضية تدفق عدد من السفراء والمندوبين المعتمدين لدى الجامعة العربية بالإضافة إلى مراسلي مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية على منتجع شرم الشيخ بانتظار التئام أول قمة عربية موسعة تعقد في المنتجع السياحي المطل على البحر الأحمر في تاريخه.

والتقى موسى أمس على حدة مع يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية وعبد الولي الشميري مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية.

ورفض المندوبان السوري واليمني الكشف عن تفاصيل اللقاء الذي يأتي في إطار الجهود المكثفة التي يبذلها موسى لتأمين حضور عربي قوي لاجتماعات وزراء الخارجية والقمة العربية على التوالي إلا ان مصدرا يمنيا مسؤولا قال لـ«الشرق الاوسط» ان اليمن سيشارك في القمة بوفد يرئسه علي عبد الله صالح.

وكان وزير الاعلام المصري صفوت الشريف قد اعلن امس اكتمال «النصاب القانوني» لانعقاد القمة، مؤكدا انه «لا يمكن تأجيلها تحت اي مسمى»، لان التأجيل معناه آن الاوان قد فات.

وأشار الى ان «الهدف هو بلورة رسالة عربية الى العالم بان الخيار العسكري سيكون له اثار وخيمة وعلينا تجنبه عن طريق كل القوى الساعية لحل المشكلة سلميا مع احترام الشرعية الدولية».

الى ذلك أطلع السفير الأميركي بالقاهرة ديفيد ولش وزير الخارجية المصري أحمد ماهر امس على مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وبريطانيا واسبانيا بشأن العراق الى مجلس الأمن، وعرض عليه نص مشروع القرار، وأبلغه وجهة نظر بلاده حول الأزمة والشروط التي يتعين على العراق الوفاء بها.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر أميركي مطلع أن اللقاء تطرق كذلك الى مجموعة من المطالب الأميركية من مصر في حالة عدم تجاوب العراق مع قرارات مجلس الأمن، ووقوع الحرب، وكذلك مسألة التعويضات الأميركية لمصر عن الأضرار التي ستلحق بها من جراء الحرب. ورجح المصدر تأجيل زيارة وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي لمصر والتي كان مقرراً لها هذا الأسبوع إلى أوائل الشهر المقبل لتتزامن مع القمة العربية بشرم الشيخ، أو في الأيام التالية لها، وكذلك ترتيب زيارة للرئيس المصري حسني مبارك الى واشنطن خلال الشهر المقبل.