زوجة الترابي تهاجم ظروف اعتقاله في لقاء بمجلس اللوردات البريطاني

TT

اكدت وصال المهدي زوجة الدكتور حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي السوداني، ان ظروف اعتقال زوجها احدثت ضغوطاً شديدة عليها وعلى اسرتها، اذ ان سلطات الامن السودانية لا تسمح لأبنائه وأحفاده بزيارته الا مرة واحدة في الاسبوع. كما انها منزعجة لأن احفادها يزورون جدهم وسط حراس مدججين بالسلاح في المنزل الذي خصص لإقامته الجبرية في حي كافوري بالخرطوم بحري.

وقالت السيدة وصال ان تبرير الحكومة السودانية لاعتقال زوجها مخالف للمنطق والواقع، اذ تدعي الحكومة انها اعتقلته لتوقيع بعض اعضاء حزبه على مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق في 21 فبراير (شباط) 2001 في جنيف، بينما تجري الحكومة نفسها حالياً سلسلة من المفاوضات مع حركة قرنق بغية الوصول الى تفاهم معها لتحقيق السلام في جنوب السودان.

جاء ذلك في لقاء نظمته البارونة اودين عضو مجلس اللوردات البريطاني في احدى قاعات المجلس اول من امس، لوصال المهدي وابنها صديق الترابي ليشرحا ظروف اعتقال الدكتور الترابي في السودان.

وأوضحت وصال المهدي انه ليس في الافق حالياً اي امل لاطلاق سراح زوجها، لأن الحكومة تمدد فترات اعتقاله بقانون الطوارئ، نسبة لأنها لم تجد ما تدين به الترابي وتقدمه للمحاكمة، مشيرة الى ان زيارتها الى لندن مع ابنها كانت بهدف المشاركة في ملتقى نظم في العاصمة البريطانية يوم السبت الماضي بمناسبة مرور عامين على اعتقال زوجها وصدور كتابه الجديد بعنوان «السياسة والحكم: النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع». ولكنها رأت امكانية الاستفادة من هذه الزيارة في اجراء سلسلة من اللقاءات مع بعض المسؤولين البريطانيين واعضاء مجلس العموم البريطاني واجهزة الاعلام البريطانية، اضافة الى المنظمات والمؤسسات الاسلامية في هذه البلاد لمناشدتهم تشكيل ضغط على الحكومة للافراج عن زوجها.

وقال صديق الترابي ان الغرب لم يكترث باعتقال والده «لأنه مفكر اسلامي، ولكنه لو كان مفكراً علمانياً لاهتم الغرب به وعمل على اطلاق سراحه بالضغط على الحكومة. ولكن مع ذلك رأينا انه من الضروري التحرك من اجل اطلاق سراح الدكتور الترابي. والغرب يتحدث كثيراً هذه الايام عن حقوق الانسان، فعليه ان يهتم بقضية الدكتور الترابي لأن الحكومة انتهكت حقوقه المدنية والسياسية والانسانية».

واضاف ان الدكتور الترابي عندما اعتقل وجهت له اربع تهم، ولكن بعد فترة من التحقيقات اعلنت الحكومة اسقاط التهم عنه، ثم واصلت اعتقاله بقرار من رئيس الجمهورية بناء على قانون الطوارئ.

وقال مسعود شاجري رئيس مفوضية حقوق الانسان الاسلامية انه من الضروري التركيز على اوضاع حقوق الانسان في السودان، وعلى ألا يقتصر الحديث في هذا الخصوص على ما يحدث في جنوب السودان، بل في شماله ايضاً. والمفوضية تنظم حالياً حملة جديدة من اجل اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في السودان.

واوضحت البارونة اودين انها دعت الى هذا اللقاء «للاستماع الى وصال المهدي وابنها صديق الترابي لمعرفة ظروف اعتقال الدكتور الترابي لأكثر من عامين، ولأننا نحرص على الاهتمام بقضايا حقوق الانسان، فلذلك رأيت من المناسب تنظيم هذا اللقاء للسماع اليهما، ومن ثم عمل ما يمكن عمله لاطلاق سراح الدكتور الترابي وغيره من المعتقلين السياسيين في السودان». واعربت عن شكرها وتقديرها للسيدة وصال وابنها لحضورهما وشرح ظروف اعتقال الدكتور الترابي.