بغداد تدعو حركة عدم الانحياز لإيفاد وفد إلى العراق بهدف التأكد من تعاونه مع المفتشين

زعماء دول إسلامية يعقدون اجتماعاً اليوم لبحث عقد قمة «المؤتمر الاسلامي» في بلد آخر غير قطر

TT

دعت حركة عدم الانحياز، في ختام قمتها الثالثة عشرة امس، الى «وقف تهميش» العالم الثالث وتمكينه من الحصول على التكنولوجيا اللازمة. وتبنى «اعلان كوالالمبور» هدف تحول الحركة من تجمع تأسس كنتيجة للحرب الباردة، الى منظمة تعمل على تقوية العلاقات بين العالم الثالث والدول الغنية.

وجاء في مسودة بيان كشف عنه مسبقاً يوم امس «انه من الضروري للحركة ان تروج للعولمة وتدافع عن مصالح الدول النامية وتمنع تهميش» العالم الثالث. واضاف البيان «يجب على العولمة ان تؤدي الى نجاح وتمكين الدول النامية وليس الى الاستمرار في فقرها واعتمادها على الدول الغنية». كذلك دعا البيان الى تمكين الدول النامية من الحصول على التكنولوجيا المتقدمة بسرعة اكبر، حتى تطور اقتصادياتها وتكسر الفجوة الرقمية الموجودة اصلاً بين الشمال والجنوب.

وتبنت القمة ايضاً قرارات سياسية واجتماعية اهمها رفض حل الازمة العراقية عبر استخدام الحرب. وحذر البيان من ان تكون الحرب ضد العراق «عامل عدم استقرار للمنطقة برمتها»، وان تسفر عن «تداعيات سياسية واقتصادية بعيدة المدى بالنسبة لجميع دول العالم، وخصوصاً لدول المنطقة». وأكدت دول عدم الانحياز دعمها «للجهود الاخرى المبذولة لتفادي الحرب» و«لمتابعة التحركات المتعددة الجوانب في مواجهة التحركات الاحادية».

وفي المقابل دعا اعلان كوالالمبور، العراق الى «الاستمرار في الامتثال بفاعلية لقرارات مجلس الأمن». وشدد الاعلان على الا تكون عملية نزع الاسلحة العراقية «نهاية بحد ذاتها وانما يجب ان تكون خطة باتجاه رفع العقوبات عن العراق».

وكان نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان طلب من الحركة امس ايفاد فريق وزاري الى العراق بهدف التحقق من مستوى التعاون الذي تقدمه بغداد الى المفتشين الدوليين المكلفين نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية.

وقال رمضان في كلمة بلاده امام القمة «يسعدني بهذه المناسبة ان اوجه الدعوة لوفد وزاري او أي وفد عالي المستوى يمثل ترويكا عدم الانحياز لزيارة العراق والاطلاع على الحقائق بشأن تعاون العراق الشامل والفعال مع المفتشين ونقل هذه الحقائق الى دول الحركة بشكل خاص والى المجتمع الدولي بشكل عام«. واوضح انه «يمكن ان يزور وفد من الترويكا (يضم جنوب أفريقيا وماليزيا وكوبا) عواصم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لاطلاعهم على هذه الحقائق».

واكد ان «العراق مصمم على مواصلة العمل الجاد والمهني لتسهيل التحقق من اية مسألة قد ترى الانموفيك (لجنة الرقابة والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة) انها بحاجة الى معلومات اضافية بشأنها». واوضح انه «من اجل كشف زيف الادعاءات قبلنا عودة المفتشين الذين لم يطردهم العراق كما تزعم أميركا وبريطانيا، بل اخرجتهم الولايات المتحدة من العراق استعدادا لعدوان عام 1998». واشار المسؤول العراقي الى ان «المفتشين الدوليين قاموا بزيارة اكثر من 400 موقع عراقي خلال 780 عملية تفتيشية».

بدوره، ندد نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام في كلمة القاها امام القمة امس بتوجه الولايات المتحدة وبريطانيا لضرب العراق، وانتقد ازدواجية المعايير تجاه قضايا منطقة الشرق الاوسط. وقال خدام ان الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط لن يتحقق الا بالتوصل الى سلام شامل، مشيراً الى ان الحلول السلمية المنفردة والجزئية لم تجلب السلام للمنطقة.

وقد اختتمت اعمال قمة حركة عدم الانحياز امس، واصدرت قرارات شملت جوانب سياسية واقتصادية وثقافية عديدة، كان ابرزها المطالبة برفض حل الازمة العراقية باستخدام الحرب، ودعوة العراق لمواصلة التعاون مع المفتشين عن الاسلحة.

وبشأن القضية الفلسطينية، دعت القمة لادانة الممارسات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة، بما في ذلك عمليات الاستيطان، واعتبار الممارسات الاسرائيلية جرائم حرب. اما بخصوص المسألة الكورية، فطالبت الحركة الاطراف المعنية بمواصلة المحادثات وعدم اتخاذ اي خطوات من شأنها تصعيد الموقف الحالي الناجم عن انسحاب كوريا الشمالية من معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وطرد مفتشي وكالة الطاقة النووية.

الى ذلك، يتوقع ان يعقد 16 من قادة الدول الاسلامية المشاركين في القمة، اليوم في كوالالمبور، اجتماعاً تشاورياً دعت اليه ماليزيا في وقت سابق من الاسبوع الجاري. وقال سيد أحمد البار وزير الخارجية الماليزي لـ«الشرق الأوسط» ان هذا الاجتماع ليس بديلاً عن الاجتماع الاستثنائي الذي دعت اليه قطر لبحث الضربة المحتملة على العراق. وأوضح البار ان المؤتمر الاستثنائي الذي دعت اليه قطر لا يزال قائماً، وان ماليزيا ستشارك فيه. وقالت مصادر ماليزية ان قرار عقد قمة استثنائية لمنظمة المؤتمر الاسلامي قد يتخذ خلال الاجتماع التشاوري.

ويعارض العراق انعقاد القمة الاسلامية في الدوحة بسبب ما اسماه «الحشود العسكرية العدوانية الأميركية» الموجودة في قطر. وقالت المصادر الماليزية ان هناك جهوداً تبذل للتوصل الى حل وسط يقضي بعقد القمة الاستثنائية في مكان آخر غير قطر التي ترأس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي.