السعودية تدعو في قمة عدم الانحياز إلى إعطاء الفرصة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة العراقية

TT

أكدت المملكة العربية السعودية أن الوضع الراهن الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط وتداعياته يتطلب من الجميع تضافر الجهود لتجنيب المنطقة ويلات الحروب وآثارها السلبية على الجميع. وأوضح الدكتور مدني علاقي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي، الذي ألقى كلمة بلاده أمس في مؤتمر حركة عدم الانحياز المنعقد فى العاصمة الماليزية كوالالمبور، بأن الحالة العراقية بلغت حداً كبيراً من التفاقم والتأزم مما يمكن إعتبارها مصدر تهديد خطير لأمن واستقرار منطقة الشرق الاوسط والعالم. وأشار علاقي الى ان الجميع يؤيد الجهود السلمية المبذولة في معالجة القضية العراقية عبر الطرق الدبلوماسية وإعطاء الفرصة الكافية لإيجاد مخرج سلمي لهذه الحالة تجنب الحرب، موضحا أن السعودية تعد تعاون العراق في هذا الخصوص وتسهيل مهام المفتشين الدوليين بمثابة خطوة إيجابية من شأنها تعزيز فرص السلام وتلاشي مسببات الحرب. وقال المسؤول السعودي: «إن التعاون بشفافية والمبني على أساس الثقة وكذلك الالتزام التام بتطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة، يعتبران السبيل الأمثل للوصول إلى مخرج من هذه الأزمة بسلام»، مشيرا في هذا الصدد الى أن تفعيل دور الأمم المتحدة ممثلة بمجلس الأمن يجب أن يحظى بالتأييد والمناصرة من الجميع مع تأييد ومباركة الجهود التي تبذلها بعض الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وحركة عدم الانحياز من اجل الوصول بهذه الجهود لتجنب العراق الحرب وآثارها المدمرة على المنطقة.

كما تحدث الدكتور علاقي عن مسلك إسرائيل العدواني تجاه الشعب الفلسطيني، ونواياها العدوانية تجاه شعوب المنطقة، موضحا أن إسرائيل استغلت انشغال العالم بالتصدي للاعمال الإرهابية فواصلت ممارساتها العدوانية ضد شعب أعزل، موضحا أن هذا الأمر اصبح يشكل تصعيداً خطيراً للوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة ويزيد من حدة التوتر في المنطقة ويعرض السلم والأمن الدوليين للخطر، مشددا القول: «إن هذا المسلك العدواني الغاشم ضد أبناء الشعب الفلسطيني وقيادته يعطي دليلاً قاطعاً على مدى اصرار الحكومة الإسرائيلية على مواصلة ممارساتها العدوانية وإبتعادها عن منطق الحوار ولغة السلام وإعتمادها أساليب الحرب والدمار». وعزا إتباع إسرائيل لهذه الأساليب بأنه يأتي كوسيلة لتحقيق غاياتها وأهدافها التوسعية في الوقت الذي تبنت فيه الدول العربية بالإجماع في قمة بيروت العربية الأخيرة مبادرة سلام عربية لتحقيق أمن واستقرار منطقة الشرق الاوسط. موضحا أن مواقف الاسرائيلية إزاء المبادرة العربية السلمية أظهرت عدم رغبة الجانب الاسرائيلي في تحقيق السلام المبني على العدل والانصاف والشرعية الدولية.

كما رأى الدكتور علاقي أن بلاده ترى تفعيل وتعزيز دور حركة عدم الانحياز على الساحة الدولية، وأن يكون الدور متماشياً مع تطلعات الشعوب ومقتضيات العصر والأحداث. وقال: إن حكومة المملكة العربية السعودية ترى أن تكثف الحركة جهودها نحو الحفاظ على استمرار الحركة ودعم جهودها للقيام بالمهام التي أنيطت بها والسعي نحو إيجاد سبل جديدة وفعالة للنهوض بهذه الحركة وتوجيهها الوجهة الصحيحة وخصوصاً فى مجال التنمية والاقتصاد والتفاعل الاجتماعي والثقافى بما يعود على شعوبنا جميعاً بالرفاهية».

وتطرق وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي في الحديث الى معاناة المجتمع الدولي من الآثار السلبية للأعمال الارهابية، مؤكداً انها أزهقت أرواحاً بريئة وألحقت اضراراً كبيرة بالممتلكات وبالمصالح الحيوية. وأفاد بالقول: «لهذا كان من الطبيعي أن تبادر حكومتي إلى استنكار تلك الجرائم الارهابية البشعة والتي تعرضت لها بعض الدول والشعوب في أسرتنا الدولية». وأشار في هذا السياق الى ان السعودية عانت من حوادث إرهابية أدت إلى ازهاق أرواح بريئة، وأنها من هذا المنطلق كانت من اوائل الدول التي تنبهت لخطر الإرهاب وآثاره، موضحا أن بلاده دعت إلى تكاتف الجهود لمحاربته على كل المستويات ودعمت كل التوجهات الدولية لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة تحت مظلة الأمم المتحدة، داعيا إلى العمل في أن تطال هذه الحملة كل مصادر الإرهاب ومسبباته.

ودعا الدكتور علاقي الجميع الى تسخير الجهود حتى يتحقق السلام والامن والاستقرار المبني على العدل والإنصاف وتفعيل دور الامم المتحدة في التعامل مع القضايا الدولية الراهنة من أجل الوصول الى مستقبل واعد للأجيال القادمة.