بروكسل ـ افي: بينما اقترح الطيب الفاسي الفهري الوزير المغربي المنتدب للشؤون الخارجية، التفاوض على مرحلتين حول الاتفاق الزراعي مع الاتحاد الاوروبي لكسر جمود المحادثات، ولام الدول الـ15 على عدم إيضاح عرضها، طلبت الدول الـ15 من الحكومة المغربية عرضا يكسر جمود المحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق زراعي جديد، خلال انعقاد المجلس الثالث للشراكة بين الجانبين في بروكسل. وأبرز الفاسي الفهري في مؤتمر صحافي عقد اول من امس اهتمامه بأن يتم ايجاد توازن سريعا لتجديد البروتوكول الزراعي في اتفاق الشراكة بين الاتحاد الاوروبي والمغرب.
وفي هذه المفاوضات، التي تنعقد منذ سنة ونصف السنة، يسعى الاتحاد الأوروبي الى الحصول على مزيد من الامتيازات لادخال الحبوب واللحوم الى السوق المغربية، بينما يريد المغرب رفع حجم إرساليات الفواكه والخضر، ولا سيما الطماطم الى اوروبا. وأكد الفاسي الفهري أن الاتفاق المحتمل يشمل حاليا الحبوب والطماطم، واقترح إحراز اتفاق على مرحلتين. وأوضحت مصادر دبلوماسية أن هذه الفكرة تقوم على ايجاد اتفاق موقت، في مرحلة أولى، وعلى ترك القضايا الاكثر تعقيدا لمرحلة ثانية من المفاوضات يتم فيها التطرق إلى المعاهدة النهائية. وأشارت المصادر إلى أن المرحلة الأولى قد يتم خلالها مع ذلك التطرق إلى جوانب متعلقة بصادرات الحبوب والطماطم، ولو بصفة انتقالية. وأكد الفاسي الفهري أن المغرب مستعد للقيام بجهود استثنائية لتحسين عرضه في منتجات معينة لكن فقط إذا حدد الاتحاد الاوروبي موقفه وشرحه. وتعتبر الدول الـ15 ان الحكومة المغربية اقتصرت في جميع جولات المفاوضات المنعقدة حتى اليوم، على عرض تخفيضات متواضعة في الرسوم الجمركية بالنسبة لغالبية المنتجات، وفقا للموقف المشترك في الاتحاد الاوروبي.
من جانبه، يتذرع الاتحاد الاوروبي بأنه اقترح على المغرب امتيازات تخوله إرسال غالبية منتجاته معفاة من الرسوم، من دون قيود أو حصص رسوم تتجاوز بشكل كبير ما تنص عليه التجارة التقليدية.
وأبرز الوزير المنتدب المغربي أن البروتوكول الجديد يجعل المغرب يفتح لأول مرة سوقه الزراعية، وأبدى ثقته في أن لا تحول المصاعب دون استمرار النقاشات لايجاد أرضية تفاهم ونظام من الامتيازات المتبادلة.
من جهة ثانية، قال نائب وزير الخارجية اليوناني، يانيس ماغريوتيس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي والذي رأس الاجتماع مع المغرب، إن مجلس الشراكة قرر انشاء لجان فرعية جديدة بينها واحدة مخصصة للزراعة والصيد من أجل التعمق في التعاون بين الجانبين، وسيتم داخل هذه اللجنة الفرعية بحث قضايا مثل تصدير الطماطم والحوامض.