رسالة من خاتمي إلى لحود تدعو لتبني الخيار السلمي بشأن الأزمة العراقية

TT

تلقى الرئيس اللبناني اميل لحود امس رسالة من نظيره الايراني محمد خاتمي شدد فيها على ان البشرية مدعوة لتسوية المشاكل والخلافات سياسياً وفي اجواء من التعايش السلمي، والى السعي «لبلورة تحالف من اجل السلام والحوار». واعتبر ان اللجوء الى القوة العسكرية واتباع الاساليب الاحادية لنزع اسلحة الدمار الشامل في العراق «تتعارض والحاجة البشرية الملحة للأمن والسلام»، داعياً الى «تبني الخيار السلمي بشأن الازمة العراقية».

وقد لاحظ موفد الرئيس خاتمي، علي اكبر محتشمي بور، الذي سلم الرسالة الى الرئيس لحود «ان النزعة العسكرية الاميركية تهدد بادخال المنطقة في حروب لا تحمد عقباها»، مؤكداً انه «لا يحق لأي قوة مهما كبرت او عظمت، ولا لأي منظمة دولية تقرير مصير اي من الشعوب التي يعود لها وحدها ان تقرر مستقبلها وشكل النظام الذي تريد العيش في كنفه».

واعرب الرئيس لحود عن امله في «ان يجسد المؤتمر المقبل للقمة العربية وحدة الصف العربي ويقوي التضامن بين الدول العربية، تماماً كما حصل خلال قمة بيروت في شهر مارس (آذار) الماضي والتي كانت قمة المصالحة العربية والقرارات التاريخية التي عكست اجماعاً عربياً قل نظيره، الامر الذي يوجب على الدول العربية ان تتمسك بها لأنها من الانجازات العربية الفريدة». وابلغ الموفد الايراني «ان اي لقاء عربي لا يهدف الى توحيد الموقف العربي ستكون له انعكاسات سلبية على الحقوق العربية العادلة».

واكد الرئيس لحود مجدداً موقف لبنان الداعي الى «تطبيق قرارات الشرعية الدولية سواء في ما خص النزاع العربي - الاسرائيلي، او في ما خص الوضع في العراق»، معتبراً ان الخيار العسكري «لن يكون هو الحل العادل للأزمة العراقية، لا سيما ان تنفيذ القرار 1441 يحظى بدعم دولي واسع لتمكين المفتشين الدوليين من القيام بمهمتهم والعودة الى مجلس الامن في اي خطوة جديدة». وحذر من «استغلال اسرائيل لأي تطورات عسكرية في الازمة العراقية كما سبق لها ان استغلت احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001، وذلك للقيام بعملية واسعة لتهجير فلسطينيي الداخل، مؤكداً ان لبنان الذي ادرج في المبادرة العربية للسلام نصاً صريحاً بحق عودة الفلسطينيين الى ارضهم ورفض توطينهم في الدول التي لجأوا اليها، لن يسمح بحصول اي عملية «ترانسفير» في اتجاه اراضيه، وان الاجراءات الضرورية اتخذت لهذه الغاية.

وجاء في رسالة الرئيس خاتمي الى لحود: «نرى لزاماً علينا ان نحذر الجميع من مخاطر وقوع مثل هذا الحدث (الحرب) وندعو جميع البلدان والقوى المؤثرة الى تبني الخيار السلمي والمقبول دولياً بشأن الازمة الراهنة في العراق».

واعرب الرئيس خاتمي عن امله في ان «يعتبر العالم بالتجارب المرة التي مرت عليه خلال الاعوام المائة الماضية، وألا يشهد انماطاً اخرى من الحروب واراقة الدماء، ليعم السلام والوئام والامن والرقي في ارجاء العالم، ويمارس المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، لاسيما منظمة الامم المتحدة والقوى المؤثرة، مهامها الجسام في هذا المضمار وفي مثل هذه الظروف الحساسة».

والتقى محتشمي برئيس مجلس النواب نبيه بري وأدلى بتصريح قال فيه: «بادر الرئيس الايراني السيد محمد خاتمي الى ارسال كتب خطية الى رؤساء الدول العربية والاسلامية والاوروبية تبين مخاطر هذا التفرد الاميركي في مقدرات هذه المنطقة وتدعو الى عمل دبلوماسي جامع على الصعد الاقليمية والدولية لمواجهة مثل هذه التوجهات الاميركية الاحادية الجانب».