مناوشات ما قبل الحرب تنطلق في شبه الجزيرة الكورية بإطلاق بيونغ يانغ صاروخا

طائرة تجسس أميركية اخترقت المجال الجوي لكوريا الشمالية خلال أربعة أيام متتالية

TT

زادت كوريا الشمالية من حدة التوترات في ازمة نووية باطلاقها صاروخا في الوقت الذي يتجمع فيه وزير الخارجية الاميركي مع عدد من الشخصيات العالمية البارزة في سيول لحضور مراسم تنصيب الرئيس المنتخب لكوريا الجنوبية نوه مو هيون. وهزت انباء اطلاق الصاروخ الاسواق في المنطقة وطغت على تنصيب نوه، 56 عاما، المحامي السابق المدافع عن حقوق الانسان والذي يهدد اسلوبه المهادن مع كوريا الشمالية تحالف بلاده المستمر منذ نحو نصف قرن مع واشنطن التي تريد موقفا اكثر تشددا. وبذات المناسبة، كشفت بيونغ يانغ امس ان طائرة تجسس اميركية اخترقت مجالها الجوي لاربعة ايام متتالية استعدادا لما اسمته بهجوم وقائي محتمل.

وذكرت وكالة الانباء المركزية الكورية الرسمية ان طائرة من طراز «آر. سي 135» تدعمها طائرة للتزود بالوقود من طراز «كيه. سي 135» حلقت على ارتفاعات متفاوتة فوق الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية داخل المجال الجوي لكوريا الشمالية لمدة اربعة ايام حتى يوم اول من امس.

وقالت في هذا الشأن وكالة الانباء الكورية ان «صقور الحرب الامبرياليين في واشنطن اخترقوا بشكل غير مشروع المجال الجوي الاقليمي لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) باستخدام طائرة الاستطلاع الاستراتيجية «ار. سي 135» للتجسس عليها». وعن اقبال حكومة كيم جونغ ايل على اطلاق صاروخ قصير المدى، علقت وزارة الخارجية الاميركية امس قائلة ان كوريا الشمالية اجرت تجربة اطلاق صاروخ مضاد للسفن في بحر اليابان اول من امس فيما بدا انه جزء من تدريبات عسكرية دورية.

وأكد مسؤول من بيونغ يانغ تحدث في قمة دول حركة عدم الانحياز في ماليزيا اجراء الاختبار، وقال انه اجري بدافع «الامن»، وليس التدريب. وقال مسؤول آخر من الوفد الكوري الشمالي «ان الجميع لديه صواريخ فما الجديد في الامر».

وصدمت كوريا الشمالية المنطقة عندما اطلقت صاروخا ذاتي الدفع طويل المدى فوق اليابان في اغسطس (آب) عام 1998. وتعتقد واشنطن ان الدولة الشيوعية لديها صواريخ قادرة على ضرب الساحل الغربي للولايات المتحدة وقد يكون لديها بالفعل اسلحة نووية.

وفي خطبة تنصيبه قال نوه ان برنامج السلاح النووي المزعوم لكوريا الشمالية يشكل «تهديدا خطيرا للسلام العالمي»، لكنه القى الضوء على خلاف متنام مع واشنطن بشأن كيفية التعامل مع هذا التهديد لدعوته الى تحول في العلاقة التي ارسيت اثناء الحرب الباردة وتعززت من خلال حكام عسكريين موالين للولايات المتحدة.

وقال نوه انه يريد علاقات اكثر انصافا وتفاعلا مع واشنطن الحليف الرئيسي لكوريا الجنوبية التي تنشر قوات قوامها 37 الف جندي في البلاد.

وفي طوكيو اعلنت وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاياغوشي ان اليابان تدرس هذه المعلومات، بينما قال المتحدث باسم الحكومة ياسو فوكودا «اننا لا نملك اي معلومات عن اطلاق صاروخ بالستي».

واضاف المتحدث ان الحكومة لا تعتزم اجراء مشاورات في هذا الشأن مع رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي الموجود حاليا في سيول، موضحا ان اطلاق صاروخ قصير المدى لا ينتهك اتفاقا ابرم بين طوكيو وبيونغ يانغ العام الماضي لوقف التجارب البالستية. وتابع قائلا ان هذا الاتفاق لا يشمل سوى الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي تهدد امن اليابان.

وكان من بين نحو مائتي شخصية اجنبية بارزة حضرت مراسم تنصيب نوه ممثلون عن القوى الكبرى ذات الاهتمام الكبير بنزع فتيل الازمة النووية ومنهم باول ورئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي ومسؤول السياسة الخارجية الصيني تشيان تشيتشن ونائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيوكوف المسؤول عن شؤون كوريا الشمالية.