أفغانستان: اعتقال 12 طالبانيا في جنوب البلاد

انفجار أمام منزل مسؤول في قندهار والبحرية الباكستانية لم تعثر على جثة الوزير الأفغاني بعد

TT

سبين بولداك ـ قندهار (افغانستان) ـ كراتشي ـ وكالات الانباء:: قالت السلطات الافغانية امس انها اعتقلت 12 طالبانيا يشتبه في انهم اعضاء من حركة طالبان، في جنوب البلاد خلال الايام القليلة الماضية.

وذكرت الشرطة انها احتجزت الرجال وضبطت معهم اسلحة ومتفجرات وانه يشتبه في تورطهم في شن هجمات ارهابية.

وقال محمد انور، ضابط رفيع في قندهار، لـ«رويترز» ان سبعة من المشتبه فيهم اعتقلوا في منزل بالمدينة الاحد الماضي ومعهم كميات من الاسلحة والالغام الارضية.

وصرح عبد الله، مسؤول امن محلي، بان الخمسة الآخرين اعتقلوا مساء اول من امس في فندق ببلدة سبين بولداك قرب الحدود الباكستانية.

وجاءت تقارير الاعتقال عقب انفجار وقع في قندهار الليلة قبل الماضية امام منزل المدير التعليمي للاقليم. وقالت الشرطة ان الانفجار الذي نجم في الاغلب عن انفجار لغم ارضي احدث اضرارا بسيارة، لكنه لم يتسبب في سقوط قتلى. والقت الشرطة بالمسؤولية على فلول حركة طالبان او مقاتلين تابعين لقلب الدين حكمتيار.

واسفر انفجار وقع اول من امس امام منزل موظف كبير في قندهار في جنوب البلاد عن اصابة شخصين بجروح واحداث اضرار مادية جسيمة كما افاد امس نائب حاكم المنطقة.

وأوضح نائب حاكم قندهار خان محمد ان الانفجار وقع امام منزل داود باراك، المدير العام الاقليمي للتربية ونسب العملية الى «متطرفين مناوئين للحكومة». واضاف «ان الحادث نجم عن انفجار لغم او قنبلة وضعت في حفرة امام المنزل». وقال «يوجد عادة عدد كبير من الاشخاص في هذا المكان ولكن نظرا للوقت المتأخر، لم يكن فيه احد تقريبا».

وأفاد شهود ان الانفجار احدث فتحة كبيرة في واجهة المنزل الواقع على بعد مائة متر من مركز للشرطة و200 متر من ثكنة عسكرية. وتمت معالجة شخصين اصيبا بجروح طفيفة في مستشفى قندهار.

وكانت قندهار، كبرى المدن في جنوب افغانستان، معقل حركة طالبان التي بقيت في الحكم من عام 1996 حتى خريف عام 2001 ومقر اقامة زعيمها الروحي الملا عمر.

وواصل غواصون تابعون للبحرية الباكستانية امس بحثهم عن جثة وزير افغاني واثنين آخرين من بين ثمانية اشخاص لقوا مصرعهم عندما تحطمت طائرة خفيفة في بحر العرب قبالة كراتشي.

وبدأت هيئة الطيران المدني التحقيق في حادث تحطم الطائرة سيسنا 402 اول من امس، والذي اسفر عن مصرع وزير المناجم والصناعة الافغاني جمعة محمد محمدي. وقال متحدث باسم البحرية انه يشتبه في ان يكون الحادث نتيجة خلل فني.

وقال الكوماندر روشان خيال المتحدث باسم البحرية لرويترز «فقدت الطائرة ارتفاعها فجأة وهوت من ارتفاع سبعة الاف قدم وغاصت في البحر وانشطرت الى جزءين». وقال مكتب الارصاد الجوية ان الجو كان صحوا ومشمسا في وقت الحادث الذي تسبب في مصرع جميع ركاب الطائرة.

وقال محمد رجب بياسا المسؤول بالقنصلية الافغانية في كراتشي لـ«رويترز» ان «جثة محمدي وضحيتين اخريين ما زالت مفقودة».

وقال خيال ان اربعا من سفن البحرية منها مدمرة وكاسحة الغام وطائرتي هليكوبتر تبحث عن الجثث. وقال القائد الجوي شاداب حسين المحقق الرئيسي في هيئة الطيران المدني ان المحققين يحاولون العثور على شهود للحادث.

وقال «الطائرة سيسنا لا تحتوى على صندوق اسود. الحطام والجثث والشهود ستكون هي ادلتنا الرئيسية»، مضيفا ان التحقيق قد يستغرق وقتا طويلا.

وقال ان السلطات الافغانية طلبت من باكستان الا تقوم بتشريح جثث مواطنيها، مضيفا «لان هذا يمكن ان يبطئ من تحقيقاتنا». وفي ذات السياق، قال نائب رئيس احد الفصائل المتقاتلة في شمال افغانستان امس ان الفصائل وافقت على وقف لاطلاق النار بعد ثلاثة ايام من قتال وقع فيه ستة قتلى.

وقال الجنرال عبد الصبور نائب الاستاذ عطا محمد رئيس الجمعية الاسلامية ان فريقا مشتركا يمثل ميليشيا جونبش التابعة لعبد الرشيد دستم والجمعية الاسلامية زار موقع القتال في اقليم فارياب لاقناع المتحاربين بالتوقف.

وذكر عبد الصبور في اتصال هاتفي بـ«رويترز» من شمال افغانستان «الوضع هادئ الآن. توقف القتال ظهر اول من امس مع وصول الفريق القادم من فارياب». وينتمي دستم الى اقلية عرقية اوزبكية بينما ينتمي عطا الى الاقلية الطاجيكية. وكلا الزعيمين عضو في حكومة حميد كرزاي الانتقالية. واثار القتال المتقطع بين قواتهما على مدار العام الماضي المخاوف بشأن استقرار حكومة كرزاي. واشتعلت اعمال العنف الاخيرة بينما كان كرزاي في اليابان لحضور مؤتمر تلقى فيه وعدا بالحصول على مساعدات بمبلغ 51 مليون دولار تقريبا من اليابان والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا للمساعدة في نزع اسلحة الجماعات المسلحة المتحاربة في بلاده.

ووقعت الاشتباكات عندما حاول هاشم حبيبي القائد بجماعة دستم نزع اسلحة نبي شرزاد القائد الرئيسي في جماعة عطا.

وذكر عبد الصبور ان من بين القتلى في الاشتباكات التي استخدمت فيها القذائف والدبابات زوجة شرزاد وابنته وقريب له واثنين من مقاتليه.

واضاف ان دستم بعث بمزيد من القوات من اقليمي جوزجان وساريبول المجاورين وان ذلك قد يكون حجرة عثر امام استمرار وقف اطلاق النار على المدى البعيد. وذكر انه ستتم اثارة المسألة مع دستم بمجرد عودته من رحلة في الخارج. ولم يتسن العثور على مسؤولين في جماعة دستم للتعليق.

ويواجه كرزاي مهمة صعبة مع حرصه على استكمال نزع اسلحة الجماعات المسلحة قبل الانتخابات المقرر عقدها في يونيو (حزيران) عام 2004 بسبب قوة القوى المتعددة وصغر الجيش الوطني حتى الآن.