بلير يكسب تأييد البرلمان لسياسته رغم الشرخ في صفوف حزب العمال

أكد في كلمة أمام مجلس العموم: على صدام أن يفهم أن الوقت قد حان لكي يتخذ القرار الأخير

TT

وجه توني بلير رئيس الوزراء البريطاني كلمة حارة أمس لأعضاء مجلس العموم دعاهم فيها الى تأييد الموقف الرامي الى تصعيد الضغوط على الرئيس العراقي صدام حسين لنزع أسلحة الدمار الشامل، واعتبر خلالها ان العراق بدد بالفعل الفرصة الاخيرة التي منحت له، ولكنه رأى ان الوقت لم ينته بعد للتوصل نزع اسلحة العراق طواعية ومن دون حرب.

ويواجه بلير معارضة داخلية قوية، تقسم صفوف حزب العمال الحاكم، الا انه نجح، على أي حال، في كسب تأييد البرلمان بالاعتماد على تأييد حزب المحافظين المعارض.

واستعرض بلير في كلمته امام البرلمان سجل الانتهاكات العراقية، وقال ان الطريق الذي اختارت بريطانيا الى جانب الولايات المتحدة واسبانيا سلوكه في مجلس الأمن يقضي بتقديم قرار يعلن ان «العراق فشل في انتهاز الفرصة الاخيرة التي وفرها القرار 1441». ولكنه قال «ان هذا القرار لن يعرض على التصويت مباشرة. سنؤجله لنمنح صدام فرصة أخيرة ثانية لنزع أسلحته طواعية. المفتشون يتابعون عملهم وسوف يقدمون تقريرا آخر في مارس (آذار)، لكن على صدام حسين ان يفهم هذه المرة. لقد حان الوقت لكي يتخذ قرارا. التعاون السلبي لن ينفع. والتعاون في الاجراء لا الجوهر لن ينفع».

وقال بلير «اني امقت هذا النظام (العراقي). ولكن حتى الآن يستطيع صدام انقاذه بالاستجابة لطلب المجتمع الدولي. والى هذه اللحظة نحن مستعدون للذهاب خطوة ثانية الى الأمام كي نؤمن نزع الأسلحة سلميا».

وقال كريس سميث وزير الثقافة السابق الذي يتصدر معارضي الحرب امام البرلمان «ان الحرب سوف تعني مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء وتحدث دمارا هائلا وتؤدي الى ايقاع خسائر حتمية في صفوف القوات المحاربة وتزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط وتؤجل الى امد مفتوح حل المشكلة الفلسطينية وتعزل الاصوات الاسلامية المعتدلة في المنطقة». وقال انه ما يزال ممكنا تجنب هذا كله بمنح المفتشين الوقت الكافي لنزع أسلحة العراق.

وطرحت حكومة بلير على البرلمان طلبا صاغته بعناية فائقة تطلب فيه من المجلس تأييد عملية الامم المتحدة لنزع سلاح العراق وذلك من دون ان تشير فيه لاحتمالات الحرب. ووقع نحو 100 عضو من حزب العمال في البرلمان تعديلا قالوا فيه ان الحرب غير مبررة. وعول أصحاب التعديل على تأييد نحو 50 عضوا آخرين يمثلون بالدرجة الرئيسية نواب حزب الديمقراطيين الاحرار وأحزابا صغيرة أخرى. واشارت بعض الترجيحات الى ان عددا من نواب حزب العمال المعارضين للحرب سوف يؤجل اتخاذ موقف حاسم الى حين يتم طرح قرار المشاركة الفعلية في الحرب على التصويت في وقت لاحق. حيث مثلت المناظرة التي جرت امس في مجلس العموم لا اكثر من اختبار قوة بين مؤيدي الحرب ومعارضيها داخل البرلمان، وبصفة خاصة داخل حزب العمال الحاكم نفسه.

وفي محاولة لاستمالة المعارضين داخل حزبه، شدد بلير على القول انه لا يريد الحرب. ولكنه استطرد قائلا «ان نزع الأسلحة بشكل سلمي يتم فقط بتعاون صدام الفعلي». وقال «ان عدم تعاون صدام وعدم قيام المجتمع الدولي بالرد على التهديدات التي تمثلها أسلحة الدمار الشامل العراقية سوف يقوض مصداقية الأمم المتحدة ولن يعود بوسعنا التصدي مجتمعين لاخطار مماثلة».