جنرال أميركي متقاعد ينتقد خطة الحرب ضد العراق

TT

واشنطن ـ رويترز: وجه الجنرال الاميركي المتقاعد باستر جلوسون الذي قاد الحملة الجوية في حرب الخليج الثانية عام 1991 نقدا الى الاستراتيجية العسكرية الاميركية لحرب جديدة محتملة ضد العراق ووصفها بانها جريمة لانها ستخاطر بحياة اميركيين وحلفاء على نحو يفوق الضرورة.

ووجه جلوسون تحذيرا بخصوص ما قال انه «اندفاع» اميركي لانهاء حملة جوية في غضون ايام قليلة، وحذر من ان خطط الحرب لا ترقى الى مستوى الحاجة الماسة «لمحو» وحدات الحرس الجمهوري العامل الرئيسي في بقاء الرئيس العراقي صدام حسين. وقال في كلمة امام معهد الانجاز الاميركي اول من امس «كيف يمكن الدفاع من الناحية الاخلاقية عن الوقت المتاح لاتخاذ قرار سياسي (باستخدام القوة العسكرية ضد العراق) ثم محاولة الاندفاع الى عملية عسكرية وانهائها في غضون ايام، ان ذلك جريمة».

وتابع قائلا «لا يجب بناء استراتيجية على اساس استخدام قوات جوية او قوات خاصة فقط ولأيام قليلة... والقوات الخاصة ستذهب سواء كانت جاهزة ام لا لأن كل ما يفعله الجميع هو مطالبة الامهات والاباء في اميركا والحلفاء بفقدان المزيد من ابنائهم وبناتهم».

وقال «استراتيجيتنا خاطئة، انها تخاطر بالحياة على نحو يفوق الضرورة لذلك... عدم السماح للقوات الخاصة والقدرة والتقنية الجوية المتاحة بانجاز اقصى ما يمكن قبل البدء في توجيه قوات برية يعد تسببا في كارثة».

وقال ريتشارد بيرل الباحث في المعهد وهو مستشار جمهوري بارز لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) انه قلق كذلك لان «الضغط من اجل الانهاء السريع للاشتباك العسكري ينطوي دائما على خطورة».

وتدعو خطط الحرب الاميركية الى استخدام ما يزيد على ثلاثة الاف قنبلة وصاروخ موجه ضد اهداف عسكرية وقيادية في اول 48 ساعة من الحرب. وحسبما يشير مسؤولون عسكريون فان الحرب الجوية ستستمر اقل من اسبوع وستؤدي الى صدمة مما يؤدي الى استسلام الاف الجنود العراقيين وانهيار الجيش، واحد الاهداف هو تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

وسيبدأ متزامنا مع الهجوم الجوي او بعد ايام قليلة من بدئه هجمات برية على جبهتين من الكويت وتركيا.

ولم يحمل جلوسون الرئيس الاميركي جورج بوش ولا وزير دفاعه دونالد رامسفيلد مسؤولية هذا الخطأ وانما حمله لمخططين عسكريين. ويدير جلوسون الان شركة خاصة بعد ان انهى للتو خمس سنوات امضاها كمستشار لمدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية.

وقال ان الولايات المتحدة تتجاهل دروس حرب الخليج عام .1991 وقال انها تقلل من تقدير قوة الحرس الجمهوري العراقي وغيره من قوات خاصة عراقية وانها تتبع خطة ترغم الرئيس العراقي على تحصين هذه الوحدات في المدن وان تستخدم هذه الوحدات اسلحة الدمار الشامل عندما تخرج من المدن.