صدام: ولدت في العراق وسأموت هنا ومن يعرض علي اللجوء في بلده لا أخلاق له

الرئيس العراقي قال في مقابلته مع شبكة «سي بي إس» الأميركية إن بلده لا يحرق ثرواته ولا يدمر سدوده

TT

نفى الرئيس العراقي صدام حسين في مقابلته مع شبكة «سي بي إس نيوز» التلفزيونية الاميركية والتي بثت الليلة الماضية ان تكون لبغداد اية صلات بشبكة «القاعدة» او زعيمها اسامة بن لادن. وقال انه لن يقبل اي عرض للعيش في المنفى اذا غزت الولايات المتحدة العراق لنزع سلاحه والاطاحة به من السلطة. وفي مقابلة على مدى ثلاث ساعات مع دان راذر المذيع الشهير بالشبكة الاميركية نفى صدام ايضا اي تلميح الى ان العراق قد يتبع استراتيجية «الارض المحروقة» باشعال حرائق في حقوله النفطية ردا على اي هجوم اميركي.

وسئل صدام عما اذا كانت لديه اية صلات باسامة بن لادن او بتنظيمه «القاعدة» مثلما تزعم ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، فاجاب قائلا «العراق لم يكن له قط اي علاقة مع القاعدة واعتقد ان السيد بن لادن نفسه قدم اخيرا في احدى خطبه مثل هذه الاجابة باننا ليس لنا اية علاقة معه». وقال الرئيس العراقي ايضا انه سيرفض اي عرض لمنحه حق اللجوء وانه يفضل الموت في بلده على العيش في المنفى. واضاف قائلا «لقد ولدت هنا في العراق .. انا فخور بكوني ولدت هنا واخاف الله ولقد علمت اطفالي قيمة التاريخ وقيمة المواقف الانسانية.. سنموت هنا. سنموت في هذا البلد وسنحافظ على شرفنا.. الشرف المطلوب امام شعبنا. اعتقد ان كل من يمنح صدام اللجوء في بلده هو في الواقع انسان لا اخلاق له».

ونفى صدام نيته تفجير آبار النفط العراقية اذا ما غزت اميركا بلاده، رافضا بذلك تكهنات اميركية بهذا الشأن. وقال الرئيس العراقي ردا على سؤال حول هذا الموضوع «لقد اجبت على هذا السؤال الافتراضي ولكن لمزيد من التفصيل فان العراق لا يحرق ثروته ولا يفجر سدوده ،لكننا نأمل الا يكون المقصود من هذا السؤال ينطوي على تلميح الى ان السدود العراقية وابار النفط العراقية سيدمرها اولئك الذين سيغزون العراق».

من ناحية ثانية، وفي معرض رده على سؤال لراذر عما اذا كان يعتزم البدء بتدمير صواريخ «الصمود 2» بحلول مطلع الشهر المقبل كما طلب كبير مفتشي الامم المتحدة هانس بليكس، قال الرئيس العراقي «نحن متمسكون بالالتزام بالقرار (1441) وبتطبيقه حسب ما تمليه ارادة الامم المتحدة وعلى هذا الاساس تصرفنا وسنتصرف. كما تعلمون مسموح للعراق بانتاج صواريخ ارض - ارض حسب قرارات الامم المتحدة». وبسؤاله ثانية عما اذا كان يعني بكلامه انه لن يدمر هذه الصواريخ ، رد الرئيس العراقي «اية صواريخ؟ ماذا تقصد؟ لا صواريخ لنا خارج مواصفات الامم المتحدة وفرق التفتيش هنا وهم يفتشون. اعتقد ان الامم المتحدة تعرف والعالم يعرف ان العراق ليس لديه اي مما قيل وزعم على مستويات سياسية اعلى».

وسأل راذر الرئيس العراقي عن اهم ما يريد ان يفهمه الشعب الاميركي في هذه المرحلة الحرجة، فأجاب «اولا، اريدك ان تقول لهم ان الشعب العراقي ليس عدوا للشعب الاميركي. اذا اراد الشعب الاميركي ان يعرف المزيد من خلال الحوار عبر شاشة التلفزيون فانا مستعد لحوار مع بوش، مع السيد بوش، رئيس الولايات المتحدة وعلى الظهور معا في التلفزيون. سأقول ما علي قوله عن السياسة الاميركية ويقول هو اشياء عن السياسة العراقية.. ليكن ذلك في التلفزيون بشكل عادل ونزيه». وبسؤاله عما اذا كان يقصد مناظرة، اجاب صدام «نعم. نحن لا نطلب منافسة بالسلاح بل كل ما اطلبه هو الظهور امام الشعب الاميركي وغيره من الشعوب في نقاش مباشر وحوار بيني وبين السيد بوش يبث تلفزيونيا. هذه فرصته، اذا كان مقتنعا حقا بموقفه بشأن التحضير للحرب او لأي وسيلة اخرى، ليقنع العالم كله بالاسباب التي تبرر الحرب. وهذه ستكون فرصة لنا ايضا لنبين للعالم الاسباب وراء رغبتنا في العيش بسلام». وللتأكد اكثر، سأل راذر الرئيس العراقي «هذه ليست مزحة؟»، فأجاب «كلا اطلاقاً، لست امزح. بل اقولها لانني احترم الرأي العام الاميركي. ان الحوار قد يجلب السلام فلماذا لا نجري مناظرة؟». وفي برنامج صباحي لشبكة (سي.بي.إس) بثت اسئلة الشبكة واجابات الرئيس صدام عليها وهي:

* ماذا ستفعل اذا وافق مجلس الأمن على مسودة مشروع القرار الأميركي البريطاني؟

ـ نحن لا نساوم على استقلالنا وعلى كرامتنا وعلى حريتنا، وفي نفس الوقت نحن ملتزمون بقرارات مجلس الأمن. واذا اصدر مجلس الأمن قرارات اخرى تسيء الى كرامتنا واستقلالنا وتهدد أمننا، فاننا لا بد ان نقف من اجل مبادئنا.

* كيف تقول بأنك ستنتصر على هذه القوات الأميركية الهائلة، مع ان بوش الأب انتصر عليك في حرب الخليج الأولى. فكيف تعتقد بأنك ستنتصر في هذه؟

ـ في كلتا الحالتين نحن لم نعبر المحيط الأطلسي لنهاجم أميركا. وان من واجبنا الاخلاقي ومسؤوليتنا الوطنية، ومبادئ عقيدتنا، ان نقول لمن يريد ان يهاجمنا بأننا لن نستسلم.

* كيف تقول ذلك وأنت تعرف ان قوات ضخمة تقف وتحتشد على حدود بلدك؟

ـ نعم. أنا افهم واسمع وأرى. ولكن الحقيقة النهائية هي بيد رب العالمين عبر العراقيين هنا في العراق.