راذر : صدام سألني عن رأي الأميركيين في بوش فأجبته أنهم يحبون مناقشة الأمور لكنهم مع الرئيس

TT

اعلنت شبكة « سي بي اس» ان السلطات العراقية سلمتها شريط المقابلة بعد «تحريره» مما اثار تساؤلات عما اذا كانت هناك مقاطع لم تعجب الرئيس العراقي قد حذفت من الشريط. الا ان المذيع دان راذر قال انه مقتنع بان «مضمون المقابلة لم يتأثر ولم تطله الرقابة العراقية». وقال راذر في تصريحات من عمان مساء اول من امس انه والمنتج جيم ميرفي راجعا الشريط بدقة بعد ان اعادته السلطات العراقية و«نحن متأكدون للغاية من انهم (العراقيين) لم يحذفوا شيئا». وكشرط لاجراء المقابلة كان على « سي بي اس» قبول عدة شروط. فكما هو متعارف عليه في العراق فان السلطات هي التي وفرت ثلاث كاميرات وتولت بنفسها تصوير المقابلة من ثلاث زوايا. وقال راذر ان السلطات العراقية هيأت ايضا مترجمين وبعد انتهاء المقابلة اخذ العراقيون الاشرطة لترجمتها واستنساخها. ولكن بدلا من يعيد العراقيون للشبكة ثلاثة اشرطة مدة كل منها ثلاث ساعات فان ما تسلمته الشبكة هو شريط مدته نحو ثلاث ساعات يجمع نسخة محررة مما سجلته الكاميرات الثلاث. وبعد تسليم الشريط لـ«سي بي اس» في بغداد، بثته الشبكة عبر الاقمار الصناعية الى نيويورك حيث تولت الشبكة ترجمته.

وحسب راذر، فان المقابلة «بدأت ببطء». وقال انه اضطر لانتظار مترجم ليترجم اسئلته ومترجما ثانيا ليقدم له اجوبة صدام. واضاف راذر «بعد نحو 11 او 12 دقيقة بدأت دينامية المقابلة تتغير وبدأ (صدام) يتفاعل مع الاسئلة.. كان ينحنى الى الامام احيانا او يضرب الطاولة باصبعه عندما كان يتحدث عن مصير غزاة الماضي في الشرق الاوسط. ابتسم احيانا ولكن ليس كثيرا». وبعد توقف التصوير في نهاية اول ساعة، التفت صدام لراذر وبدأ هو يستجوبه، حسبما كشف المذيع الاميركي. وقال رادز ان صدام «سأل عن الرأي العام الاميركي والرئيس بوش». واضاف الصحافي الاميركي انه بين لصدام انه صحافي وليس سياسيا فرد عليه صدام «نعم، نعم، لكنك ايضا مواطن وصحافي متمرس». وتابع راذر «قلت له: سيادة الرئيس، انت سألتني وانا سأحاول الاجابة ولا اعتقد ان الكثير من الاجابات ستروق لك». واضاف الصحافي «مثل هذه المواقف ليست مريحة.. ما كنت اعتزم اعطاءه الاجوبة التي ظننت انه يريد سماعها. قلت له ان الرأي العام الاميركي هو مع الرئيس بوش». عندها، والكلام لراذر، قال صدام «ليس (التأييد لبوش) كما كان». ويضيف الصحافي انه رد على الرئيس العراقي قائلا «الاميركيون يحبون النقاش وبحث الامور والتنفيس عن مشاعرهم» وان الاميركيين، مع ذلك، يؤيدون بوش. هذه المقابلة التي اجراها الصحافي الاميركي هي الاولى التي يمنحها الرئيس العراقي لصحافي اميركي منذ 13 سنة. وكان راذر اجرى حديثا مع صدام حسين في اغسطس (آب) .1990 وروى الصحافي في ختام المقابلة ان «صدام حسين كان يمشي مشية متأنية بسبب مشاكل في الظهر على ما يبدو لكنه كان هادئا جدا. على الاقل هكذا بدا ولم يكن على عجلة من امره كما تبين من الوقت الذي امضاه معنا». واضاف انه «يعرف ان الغزو قريب جدا ويعتقد ان العراق قادر على الصمود وسيصمد، وان الاميركيين والدول الحليفة ستهزم في حال قررت التحرك في نهاية المطاف». وقبل انهاء المقابلة سأل راذر الرئيس العراقي ما اذا كان يظن بانها المرة الاخيرة التي يلتقيان فيها فقال له «انك طرحت علي السؤال نفسه في عام 1990».

* خدمة «واشنطن بوست» و«لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»