«الشاباك» يعتقل زوجات أسرى حماس لكسر معنوياتهم وإجبارهم على الاعتراف

TT

استيقظت فزعة على صوت الضوضاء والجلبة في صحن منزل في مدينة رام الله. لم تكد تفتح عينيها حتى وجدت عددا كبيرا من جنود الاحتلال ينتشرون في كل ركن في البيت. تقدم اليها احدهم قائلا: عليك ان ترتدي ملابسك وترافقينا.

صعقت زوجة الشيخ فلاح ندى احد كوادر حركة حماس من الطلب فهي الوحيدة في هذا المنزل مع اولادها السبعة، لكن لم يكن هناك مجال للتردد. فقد دفعها الجندي بقوة على الحائط وصرخ فيها قائلا «هيا بسرعة». ارتدت المرأة ملابسها. ووسط عويل وبكاء اطفالها، سحبها الجنود الى سيارة جيب عسكري كانت متوقفة على باب المنزل في مدينة البيرة.

انطلقت بها السيارة جنوبا الى القدس المحتلة وبالتحديد الى سجن المسكوبية، ورغم ذلك فانها لم تصدق ما يحدث لها. فقد كان زوجها مطاردا من قوات الاحتلال على خلفية اتهامه بعضوية كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري للحركة. ولم تكن تعرف انه قد وقع في الاسر.

زج بالسيدة ندى التي تبلغ من العمر اربعين عاما، في احدى زنازين سجن المسكوبية سيئ الصيت والسمعة لينهال عليها سجانان بالضرب الشديد دون ان ينطقوا ببنت شفة أو ان يبلغوها بالتهم الموجهة اليها. وبعد ان انهوا وجبة الضرب التي تركتها فاقدة الوعي، سحبوها الى احدى الغرف.

وعندما فتحت عينيها لم تصدق ما شاهدت، فقد كان زوجها في الغرفة يتعرض للتعذيب الشديد من قبل عدد من محققي رجال المخابرات الاسرائيلية العامة (الشاباك).

كان الهدف من اعتقال السيدة ندى وادخالها على زوجها في هذا الوضع هو تدمير معنويات زوجها، الذي كان محققو الشاباك يتهمونه بتهم بالغة الخطورة، حيث انه كان متهما بانه خطط لقصف الاحياء الغربية اليهودية من القدس بصواريخ «سام». ويعتبر اعتقال نساء قادة وكوادر المقاومة الفلسطينية من اجل الضغط عليهم احد مظاهر عمل «الشاباك» ضد المقاومة في العام الاخير.

وبالتالي لم تكن السيدة ندى هي الاولى التي تعتقل، ولن تكون الاخيرة. فقد سبق لمخابرات الاحتلال ان اعتقلت زوجة الشيخ عباس السيد، الذي اتهمته بقيادة حركة حماس في طولكرم، وبمسؤوليته عن عملية نتانيا الفدائية التي قتل فيها 28 اسرائيليا في مارس (اذار) الماضي والتي اتخذتها اسرائيل ذريعة لسن ما سمته بحملة السور الواقي واعادت فيها احتلال مدن الضفة الغربية وحاصرت مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وتعرضت زوجة الشيخ السيد للتعذيب الشديد من اجل ممارسة اكبر ضغط نفسي عليه.

واقدمت مخابرات الاحتلال اخيرا على اعتقال زوجة الشيخ جمال ابو الهيجا، احد ابرز قادة حماس في الضفة الغربية، صبيحة عيد الاضحى، مع انها تعاني من مرض سرطان الدماغ. يذكر ان النجل الاكبر للشيخ ابو الهيجا معتقل.

وذكر معتقلون فلسطينيون افرج عنهم اخيرا ان رجال المخابرات عرضوا على الشيخ ابو الهيجا اثناء التحقيق معه زوجته المريضة. وهناك امثلة كثيرة اخرى على مثل هذه الممارسات.

الملاحظ ان معظم الذين يتم اعتقال زوجاتهم من قادة وكوادر المقاومة المعتقلين هم من حركة حماس، فمحققو المخابرات يفترضون ان مثل هذا الاسلوب يساهم في تدمير معنويات هذا النوع من المعتقلين ويجبرهم على الادلاء بالاعتراف بالتهم التي توجهها لهم، فمحققو الشاباك يريدون اختصار الوقت باسرع ما يمكن.