«البنتاغون» نفقات الحرب المحتملة وتكاليف أي احتلال للعراق تصل إلى 85 مليار دولار

TT

كشفت مصادر مطلعة ان وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» ابلغت البيت الابيض والكونغرس بأن هزيمة العراق واحتلاله لمدة ستة اشهر من المحتمل ان تكلف حوالي 85 مليار دولار اميركي، وهو رقم اكبر بكثير مما اعلن عنه رسميا في وقت سابق كبار مسؤولي ادارة الرئيس جورج بوش واذا اضيف لهذه المبلغ حجم المساعدات المقدمة لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مثل تركيا، فإن المبلغ ربما يصل الى 100 مليار دولار، أي ضعف المبلغ الذي تحدث عنه الشهر الماضي وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومبلغ آخر قال الكونغرس انه مبالغ فيه.

ويتوقع مراقبون ان تتجاوز التكلفة الكلية هذا الرقم، اذ اشارت مصادر مقربة من الجهات المعنية بهذا الامر الى ان خبراء التخطيط والاستراتيجية لم يتوصلوا بعد الى رقم محدد للتكلفة النهائية مما اوجد قلقا بالغا في اوساط المسؤولين عن صناعة القرار في الادارة الاميركية في وقت اوشكت فيه الولايات المتحدة على خوض الحرب وعلق مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية قائلا ان الارقام الخاصة بتكلفة الحرب المتوقعة في زيادة مستمرة. واشار المسؤول الى ان مستشارين في القسم الخاص بالميزانية في البيت الابيض رفضوا قبول طلبات جديدة تدخل ضمن المجهود الحربي وطالبوا بضبط عملية التخطيط حتى يتمكنوا من تحديد التكاليف على نحو دقيق وكان متحدث باسم «مكتب الادارة والميزانية» قد رفض التعليق على مبلغ الـ85 مليار دولار، واشار الى ان ادارة بوش لم تصل الى رقم نهائي تطلب من الكونغرس المصادقة عليه. جدير بالذكر ان ميزانيات بوش للعام المالي الحالي والمقبل لا تشتمل على مخصصات للحرب مع العراق.

من جانبه قال ترينت دافي، مدير الاتصالات بـ«مكتب الادارة والميزانية»، ان الرئيس بوش لم يتلق بعد أي رقم محدد للتكلفة، مؤكدا ان المصادقة على ميزانية الحرب تخضع لقرارات الرئيس وان هذه القرارات لم تتخذ بعد. وأوضح انه من السابق لأوانه التكهن بحجم ميزانية الحرب، وكان بوش نفسه كان قد اشار اول من امس الى ان الامن القومي للولايات المتحدة يجب ان يأتي قبل نفقات الحرب. وقال بوش للصحافيين عقب جلسة عقدها مع مستشاريه الاقتصاديين الجدد ان هناك مختلف التقديرات حول تكلفة الحرب إلا ان المخاطر الأمنية على الولايات المتحدة من جراء احتمال التعرض الى هجوم باستخدام اسلحة الدمار الشامل، تأتي قبل أي مخاطر اخرى.

وظلت واشنطن منشغلة بأثر الحرب على الميزانية والاقتصاد على المستوى الفيدرالي منذ خريف العام الماضي عندما وضع المستشار الاقتصادي للبيت الابيض، لورانس ليندسي، تقديرا لنفقات النزاع يتراوح بين 100 و200 مليار دولار، إلا ان مسؤولين في الادارة الاميركية سارعوا الى نفي التقديرات وجرى عزل ليندسي في وقت لاحق. ومنذ ذلك الوقت وضع مشرعون ومحللون ماليون في «مكتب الادارة والميزانية» وخبراء آخرون تقديرات لتكلفة الحرب المتمثلة في نشر القوات والقتال والاحتلال المبكر تتراوح بين 50 و60 مليار دولار، كما ان رامسفيلد قدر خلال لقاءات اجريت معه في الآونة الاخيرة تكلفة الحرب بأقل من 50 مليار وحذر محللون من ان المبلغ الجديد (80 ـ 85 مليار دولار) ربما لا يغطي تحديدا الجوانب التي اخذت في الاعتبار عند وضع التقديرات السابقة، وربما يعتبر مناقصة مفتوحة من جانب «البنتاغون» في المفاوضات المقبلة مع مكتب الادارة والميزانية والكونغرس بدلا عن الاعتماد على تكاليف محددة مسبقا.

ولا تتضمن الارقام الجديدة مساعدات للدول الحليفة للولايات المتحدة، اذا قالت مصادر انه بالاضافة الى مبلغ الـ80 ـ 85 مليار ستطلب وزارة الخارجية من الكونغرس مبلغا اضافيا يتراوح بين 10 و18 مليار دولار عبارة عن مساعدات للدول الحليفة، كما ان هذه الارقام لا تتضمن النفقات المترتبة على احتلال القوات الاميركية وقوات التحالف الاخرى للعراق على مدى فترة ربما تطول بعد انتهاء الحرب. وتجدر الاشارة الى ان عسكريا اميركيا بارزا قد صرح اول من امس بأن احتلال العراق من المحتمل ان يتطلب مئات الآلاف من الجنود. ويعتقد مراقبون بان الارقام الجديدة لتكلفة الحرب المحتملة في العراق قد اثارت تساؤلات داخل الكونغرس حول كيفية إعداد ميزانية العام المالي المقبل في ظل نقص اموال ضخمة من خطة إنفاق العام المالي الحالي. ويعتقد ستيفن كوسياك، المحلل الدفاعي بـ«مركز تقويم الاستراتيجية والميزانية» بواشنطن، ان ارقام تكلفة الحرب المرتقبة تجاوزت بكثير ما كان متوقعا من جانب الرأي العام، وأضاف ان التكلفة العالية تشير اما الى ان عدد القوات الاميركية المشاركة سيكون كبيرا او ان فترة النزاع ستكون طويلة.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»