القمة ستعقد في نفس الفندق الذي استضاف المباحثات الماراثونية الفلسطينية ـ الإسرائيلية بمشاركة كلينتون

TT

قبل نحو 20 عاما لم يكن منتجع شرم الشيخ سوى قرية صغيرة ضمن عشرات القرى المتناثرة في جنوب صحراء شبه جزيرة سيناء على ساحل البحر الأحمر التي اشتهرت بصيد الأسماك. أما الآن فان اسم المنتجع يظهر يوميا عشرات المرات على صدر جميع وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، وبكل اللغات التي يعرفها سكان الكرة الأرضية، تعبيرا عن التغيرات الكبيرة التي طرأت على المكان وحولته الى معلم رئيسي على الخريطة السياسية، ناهيك من الخريطة السياحية لمصر والشرق الأوسط.

ومع أن منتجع شرم الشيخ يصنف على أنه «الريفييرا المصرية»، ويضاهى في سمعته السياحية أشهر المنتجعات الدولية، إلا انه اصبح ايضا يحظى بسمعة سياسية مميزة كمكان مفضل لعقد المؤتمرات الدولية والاقليمية. الصخب الإعلامي والدبلوماسي المتوقع أن يصاحب القمة العربية المرتقبة يوم السبت القادم، الهدوء والسكينة اللذان يميزان المنتجع الذي سيستضيف للمرة الأولى في تاريخه قمة عربية رسمية، على الرغم من انه شهد خلال السنوات الخمس الماضية العديد من الاجتماعات والقمم الدولية والإقليمية الهامة اشهرها القمة الدولية لمكافحة الارهاب.

وطبقا لمصادر مصرية وعربية مسؤولة فان القمة ستعقد في القاعة الرئيسية في فندق موفنبيك الجولف، الواقع في قلب خليج نعمة الشهير، وهو نفس الفندق الذي استضاف المحادثات الماراثونية التي رعاها الرئيس المصري حسني مبارك خلال شهر أكتوبر (تشرين الاول) عام 2000 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بمشاركة الرئيس الأميركي وقتها بيل كلينتون لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستئناف المفاوضات المتعثرة بين الجانبين بعد قليل من قيام سلطات الاحتلال باقتحام واحتلال المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.

ويقع الفندق على بعد 5 كيلومترات فقط من مطار شرم الشيخ الذي يشهد حركة سياحية متواصلة على مدار العام ، ويضم من واقع الإحصائيات التي يوفرها موقعه الإلكتروني على شبكة الانترنت 335 غرفة، بالإضافة الى جناحين رئاسيين خاصين، كما يحتوي على عشرة أجنحة صغيرة فاخرة و42 شقة سكنية تطل كلها على البحر مباشرة، فضلا عن تسعة مطاعم متنوعة.

وبإمكان القاعة الرئيسية للمؤتمرات الملحقة بالفندق استضافة اكثر من 500 شخص، كما أن بها عددا من الغرف الإدارية التي توفر أعمال السكرتارية والترجمة وقت الحاجة. ويشتهر الفندق بملاعب الجولف الشاسعة التي تميزه عن غيره من عشرات الفنادق المخملية التي تنتشر بطول ساحل البحر الأحمر اللازوردي.

واختيرت مدينة شرم الشيخ التي كانت حتى انسحاب إسرائيل عام 1984 من الأراضي المصرية التي احتلتها عام 1967 مكانا مجهولا لمعظم المصريين، قبل عامين من قبل منظمة اليونيسكو الدولية ضمن أفضل خمس مدن في العالم.

وأضحى المنتجع خلال العامين الماضيين مكانا مفضلا للرئيس مبارك الذي بات يقضي أغلب أوقات الشتاء فيه، خاصة بعدما وافق المجلس المحلي للمدينة عام 2000 على استقطاع مساحة كبيرة من الأرض تقدر بنحو 90 ألف متر لإقامة مقر دائم للرئاسة المصرية فيها. وعقد مبارك على مدى السنوات الماضية عدة لقاءات قمة ثنائية وثلاثية مع رؤساء وقادة عرب في المنتجع الذي تحول بمرور الوقت الى مكتب شبه دائم للرئيس المصري خاصة في فصل الشتاء.

واعتاد عدد من زعماء العالم اختيار المنتجع كمكان لتمضية عطلة أعياد الميلاد، وكان أبرزهم توني بلير رئيس الحكومة البريطانية الذي حضر برفقة أسرته، كما اعرب كلينتون عن انبهاره بمدينة شرم الشيخ والمقومات السياحية الهائلة التي تحفل بها.

وبعدما كان المنتجع الذي يحظى بشهرة سياحية عالمية مرشحا لاستضافة قمة عربية استثنائية لم تعقد على الرغم من دعوة الرئيس المصري لها اخيرا فان اختياره لعقد القمة العربية المرتقبة يعد بمثابة «رد اعتبار شرفي» للمنتجع الذي يحمل منذ سنوات لقب مدينة السلام في منطقة الشرق الأوسط.