رئيس الأركان الأميركي: عمليات حفظ السلام في عراق ما بعد الحرب تتطلب 200 ألف جندي

TT

أعلن رئيس هيئة اركان القوات البرية الاميركية ان عمليات حفظ السلام في عراق ما بعد الحرب تتطلب على الارجح «مئات الالوف من الجنود»، اي نفس عدد الجنود الذين يجري حاليا حشدهم في منطقة الخليج لشن الحرب المحتملة.

واضاف الجنرال اريك شينسكي امام لجنة الدفاع التابعة لمجلس الشيوخ ان ادارة الرئيس جورج بوش بحاجة الى ابقاء قوة كبيرة في العراق بعد انتهاء الحرب بهدف الحد من التوترات الاثنية وتقديم المساعدات الانسانية. وحين سئل عن العدد المطلوب، قال الجنرال شينسكي «استطيع القول انه مساو لما تم حشده لحد الآن، اي نحو عدة مئات من الالوف من الجنود».

وفاجأ هذا الرقم المشرعين الاميركيين، اذ ان عدد القوات الاميركية الموجودة حاليا في منطقة الخليج يبلغ حوالي 200 الف جندي. وتساءل سيناتور ديمقراطي بارز في اللجنة ما اذا كان بامكان ادارة بوش خوض حرب تتطلب هذا العدد من القوات بعد انتهاء القتال بدون تلقي مساعدات من الامم المتحدة.

يذكر ان اربع دول فقط في مجلس الامن الدولي اعلنت دعمها لخطط ادارة بوش العسكرية. وقال كارل ليفن السناتور الديمقراطي البارز في اللجنة في مقابلة اجريت معه ان الامر «يتطلب نشر قوة هائلة، مما يؤكد اهمية ابقاء مجلس الامن موحداً. ليس بامكاننا ابقاء 200 الف جندي في العراق» بعد انتهاء الحرب. واضاف «انها قوة كبيرة جدا».

وقال ليفن ان هناك حاجة لمشاركة بلدان اخرى في عمليات حفظ السلام. وقال مسؤولون من القوات البرية الاميركية التي ستكون مسؤولة عن مهمات من هذا النوع ان عدد القوات المتوفرة لارسالها الى الخارج هو 293 الف عسكري من المجموع الكلي للقوات الاميركية التي يبلغ عددها 480 الفاً.

وقال لورن تومبسون المحلل العسكري في معهد لكسينغتون المتخصص في شؤون السياسة العامة «ما يقوله شينسكي يعني انه في حال عدم حصولنا على حلفاء في الحرب، سيتعين علينا ارسال كل الجيش الاميركي (القوات البرية) الى هناك».

وقال شينسكي والجنرال جون جمبر رئيس هيئة اركان القوة الجوية امام لجنة مجلس الشيوخ ان بعض القطاعات العسكرية تعيش وضعاً متوتراً اصلاً بسبب انتشار القوات الاميركية حالياً في افغانستان وكوريا الشمالية وسيناء والبوسنة. وعلى سبيل المثال، كانت وزارة الدفاع (البنتاغون) قد توقعت عام 1997 خروج القوات الاميركية من البوسنة خلال سنة واحدة، الا ان نحو 8 آلاف جندي اميركي ما يزالون في تلك المنطقة حتى الآن.

كذلك، لاحظ شينسكي ان القوات الخاصة تأثرت بشكل خاص، لاننا «نستعملها في مهمات مزدوجة، وهذا شيء لم يكن متوقعاً قبل عدة سنوات».

ويبدو ان البنتاغون خفف من التقديرات مباشرة بعد انتهاء جلسة الاستماع. وقال المسؤولون العسكريون ان شينسكي قدم تقديرات تقريبية فقط. وقال مسؤول عسكري كبير في البنتاغون طلب عدم ذكر اسمه ان الجنرال «بالغ في التقدير».

وقال مسؤول عسكري آخر من القوات البرية ان شينسكي الذي سيتقاعد في يونيو (حزيران) المقبل ليس معروفاً عنه الرغبة في الشهرة. وقال هذا المسؤول ان شينسكي «كان دائما على اهبة الاستعداد لتحمل المسؤولية وهو انسان مستقيم، ولعله قال ذلك من منطلق حسن النية».

واثناء جلسة الاستماع، اكد قادة القطاعات العسكرية الاربعة انهم مستعدون للحرب. وقال الادميرال فيرن كلارك رئيس القوات البحرية ان هذه القوات «جاهزة، وهي اكثر جهوزية مما كانت عليه طيلة حياتي العسكرية».

وقد فاجأت تقديرات القوات المطلوبة لعمليات حفظ السلام، المشرعين لان التقديرات السابقة التي جاءت من خارج المؤسسة العسكرية الاميركية تحدثت عن رقم اصغر بكثير. وحسب تقدير قدمه ستيفن كوسياك من مركز تقييم الميزانيات والاستراتيجيات، فان عمليات حفظ السلام في العراق تحتاج الى 150 الف جندي لمدة ستة اشهر، وان قوة يتراوح عددها فقط ما بين 20 الى 90 الفاً سيتعين الابقاء عليها لفترة خمسة اعوام. وحسب التقدير نفسه، فان تكاليف تلك القوات يبلغ ما بين 25 ملياراً الى 105 مليارات دولار. وهناك تقدير آخر قدمه المحلل انتوني كوردسمان رأى فيه ان الرقم سيهبط الى 100 الف جندي خلال فترة تتراوح بين عدة اشهر وسنة.

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»