«تردد» أنقرة يرفع العرض الأميركي إلى 14.5 مليار دولار وأردوغان يرجئ مجددا طرح طلب الانتشار على البرلمان

TT

واصل حزب العدالة والتنمية ممارسة تكتيك التمهل في طرح مذكرة الحكومة التركية بشأن السماح لـ62 ألف جندي أميركي بالانتشار على الاراضي التركية للتصويت في البرلمان رغم الضغوط الاميركية المتزايدة على انقرة والتي تجلت أمس في اتصال هاتفي مباشر من وزير الخارجية الاميركي، كولن لاول، برئيس الحكومة عبد الله غول، لحثه على تسريع الموافقة على الطلب الاميركي.

وفي غضون ذلك استمرت التعزيزات العسكرية الاميركية بالوصول الى تركيا ورست أمس سفينة شحن في ميناء الاسكندرونة حيث أفرغت صواريخ هولندية من طراز باتريوت الدفاعية التي وعدت بها تركيا لتعزيز دفاعاتها في حال شن حرب على العراق.

وفي سياق الاستعداد للحرب المحتملة، قال مسؤول حكومي تركي أمس ان بلاده أوقفت استيراد النفط الخام، بواسطة الصهاريج من العراق، كما انها أوقفت حركة التجارة البرية عبر حدودها الجنوبية مع العراق فيما اعلن وزير الخارجية التركي ان انقرة اجلت دبلوماسييها من سفارتها في بغداد كاجراء احترازي بسبب احتمال وقوع «اعمال غير منضبطة» قد تنتج عن قرار الحكومة التركية فتح اراضيها امام القوات الاميركية. وقال الوزير يشار ياكيش للصحافيين ان انقرة استدعت دبلوماسييها «كي لا تتعرض السفارة لخطر اعمال غير منضبطة».

وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية في وقت سابق ان السفير التركي في العراق،عثمان باكسوت، وهو آخر دبلوماسي معتمد في البلاد، غادر امس العاصمة العراقية.واشار ياكش الى ان عملية اجلاء الدبلوماسيين بدأت ظهر أول من امس.

وعلى صعيد المفاوضات المستمرة حول ثمن المشاركة التركية في المجهود الحربي الاميركي، كشف وزير الاقتصاد التركي، علي باباكان، أن الولايات المتحدة رفعت قيمة المساعدات المقترحة لتركيا الى 14.5 مليار دولار، منها 6 مليارات تعطى كمنحة و8.5 مليارا كقروض.

الا ان الوزير حرص على الاشارة الى ان هذه الارقام تمثل الحد الذي وصل اليه الاميركيون مضيفا أن المفاوضات ما زالت جارية «فاكسيا». (بواسطة الفاكس).

وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اتصل هاتفيا أمس بعبد الله غول، رئيس الوزراء ، للتشديد على ضرورة نشر قوات اميركية في تركيا «قبيل هجوم وشيك على العراق». واضافت الوكالة ان باول طلب من غول تحديد موعد لتصويت البرلمان على طلب الولايات المتحدة لوضع 62 الفا من قواتها على الاراضي تركيا التركية.

ولكن، بعد ان كان من المتوقع ان يصوت البرلمان التركي هذا الاسبوع على مذكرة تسمح بنشر القوات الاميركية في البلاد، ابلغ مصدر برلماني تركي وكالة رويترز أمس بأن البرلمان سيناقش هذه المذكرة اليوم. وبدوره جزم زعيم حزب العدالة والتنمية ، طيب اردوغان أن لا تصويت امس في البرلمان على نشر القوات اميركية في تركيا، ولكنه أكد أن البرلمان سيناقش الموضوع «هذا الاسبوع» مستبعدا ارجاء هذه المناقشة الى الاسبوع المقبل.

وكان قد سبق هذا التأكيد اجتماع عقده اردوغان لنواب حزبه في البرلمان في ساعة مبكرة من صباح أمس، لاقناع المعترضين على تأييد الطلب الاميركي. وذكرت وكالة انباء الاناضول ان اردوغان قال، بعد انتهاء الاجتماع ظهرا، ان «المذكرة لن تعرض على البرلمان اليوم (الاربعاء).

الا ان استمرار المفاوضات المالية بين انقرة وواشنطن لم يحل دون استكمال الاستعدادات العسكرية الاميركية في تركيا ، فقد خرجت شاحنات كبيرة ومركبات نقل ثقيل تحمل علم هولندا من بوابة سفينة شحن رست أمس في ميناء الاسكندرونة التركي فيما كانت القوات التركية تسير دوريات في الميناء وتقود حركة مرور القافلة العسكرية الاميركية عبر الميناء.

والصواريخ التي تلقتها تركيا أمس هي اول شحنة تعهدت هولندا بارسالها لها بمقتضى ترتيبات ثنائية. ومن المتوقع أن تنصب هذه الصواريخ حول القواعد العسكرية او المدن، ومن المتوقع ايضا ان تصل الى مدينة قونية التركية طائرات اواكس للانذار المبكر وذلك تنفيذا لاتفاق مع حلف شمال الاطلسي بغية مراقبة المجال الجوي بالقرب من الحدود العراقية.

وينظر الى نشر قوات اميركية في القواعد التركية وعلى حدودها الجنوبية مع العراق باعتباره عنصرا رئيسيا في الاستعدادات العسكرية لاي حرب محتملة. وكانت بضع سفن امريكية تحمل مركبات عسكرية قد وصلت الى ميناء الاسكندرونة التركي خلال الاسبوع الماضي لكن الاف الجنود الاميركيين لا يزالون على سفن قبالة السواحل التركية في البحر المتوسط في انتظار موافقة انقرة على نزولهم.