العاهل المغربي: الحرب ليست قدرا محتوما والحل السلمي للأزمة العراقية لم يستنفد بكامله

TT

أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن الحرب «ليست قدرا محتوما»، وأن خيار الحل السلمي للأزمة العراقية «لم يستنفد بكامله».

وقال الملك محمد السادس، في خطاب ألقاه أمس أمام اللقاء التشاوري لقادة الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، الذي دعت إليه ماليزيا، على هامش قمة عدم الانحياز «بقدر ما نحرص على سلامة ووحدة العراق ورفع معاناة شعبه من الحصار، وتجنيبه ويلات المواجهة العسكرية، فإننا مقتنعون بأن المسار الإيجابي الذي عرفه تنفيذ القرار 1441 لمجلس الأمن يبعث الأمل في أن الحرب ليست قدرا محتوما، وأن خيارالحل السلمي للأزمة لم يستنفذ بكامله».

وأكد أن خيار الحل السلمي أمر ممكن متى تغلب منطق الحكمة لدى جميع الأطراف المعنية، ومتى توافرت الإرادة الجادة والصادقة والتعاون التام مع فرق التفتيش الأممية لبلوغ الأهداف المنشودة من قبل المجتمع الدولي ضمانا لسيادة وأمن وسلامة كيان كل دول المنطقة.

واعتبر العاهل المغربي أن على هذا الاجتماع أن يبلغ بكل وضوح والتزام رسالة الأمة الإسلامية للمجتمع الدولي بأنها «تحرص على معالجة هذه الأزمة بالطرق السلمية لاقتناعها بأن أي خيار آخر سيعرض هذه المنطقة الحساسة والهامة برمتها إلى المزيد من المآسي مما ستكون له تداعيات خطيرة على العالم أجمع.

وقال «إننا من دعاة السلام والتشبث بالشرعية الدولية وتفعيل مبادئها في كل النزاعات حيثما كانت ومهما تكن اطرافها ليسود العدل والسلم والأمن كل مناطق التوتر بالعالم وبشأن القضية الفلسطينية، جدد الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، التأكيد على أن منطقة الشرق الأوسط ستظل مصدر تهديد خطير للأمن والسلام في العالم، ما لم يتم وضع حد للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، ولفظاعة مأساة الشعب الفلسطيني.

وشدد على ضرورة مسارعة المجتمع الدولي إلى إخراج مسلسل السلام من المأزق الراهن بالعودة إلى مائدة المفاوضات قصد تطبيق قرارات الشرعية الأممية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وأضاف العاهل المغربي أن منظوره لحل القضية الفلسطينية «يعتمد الواقعية والمواثيق الدولية والجنوح للسلم واستبعاد كل أشكال العنف انسجاما مع تعاليم ديانتنا الإسلامية السمحة التي تحرم الاعتداء على الحياة الإنسانية ودعا إلى مضاعفة الجهود قصد تصحيح صورة الإسلام المشرقة مما لحقها من تشويه، بسبب التصرفات المتطرفة والمدانة، لقلة من الجاهلين بمقاصد الإسلام السمحة وأضاف «إننا نقول لشركائنا في المجتمع الدولي تعالوا إلى كلمة سواء، قوامها أن نتمسك، في علاقاتنا وتدبير خلافاتنا، بهذه القيم الإلهية السامية، سالكين نهج السلام والتفاهم، مستبعدين منطق القوة والعنف الذي يستدعي الشعور بالظلم وركوب العنف المضاد.

واستقبل الملك محمد السادس قبيل افتتاح اللقاء الرئيس الجديد لحركة عدم الانحياز، رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد وأجرى معه مباحثات.

وحضر المباحثات وزيرا الشؤون الخارجية في البلدين محمد بن عيسى وسيد حميد البار.