اعتبر المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله ان المنطقة العربية والاسلامية «ستكون المتضرر الاستراتيجي الاساسي من الخطط الاميركية القادمة». وحذر من ان «استمرار صمت النخب الفكرية والثقافية والطلابية سيضيع مستقبل الامة ويجعلها فريسة سهلة للغزو الاميركي للمنطقة».
وقال فضل الله، في ندوته الاسبوعية امس: «ان العرب والمسلمين الذين دمرت اقتصاداتهم واصيب مستقبلهم السياسي بنكسة كبرى جراء حرب الخليج الاولى لا يلتفتون الآن الى حجم الكارثة التي ستحل بهم في حال وقعت الحرب، واستمر حال الصمت الذي يلف شارعهم ودوائرهم الرسمية والشعبية».
وتساءل فضل الله «عما ستؤول اليه حال النخب الفكرية والثقافية والطلابية وتيار الوعي الشبابي في الامة اذا ما بقيت صامتة في الزمن الذي يذبح فيه الشباب الفلسطيني فيما يجري اغتيال قضية الامة المركزية». وقال ان عدم تصدي المنطقة للمخطط الاميركي ـ الصهيوني سيضيع عليها مستقبلها من دون ان تجد من يرحمها في المستقبل». واضاف: «ان احداً من العارفين لا يشك بغايات الهجوم الاميركي المرتقب على المنطقة في ان ثمة اهدافاً بعيدة لهذه الحرب تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية للمنطقة العربية والاسلامية لتصل الى المستوى الابعد الذي يفترض منع أي قطب عالمي جديد من الولادة، او حتى منعه من ان يكوّن له ملامحه ومعالمه المتوقعة. وبهذا المعنى تكون اوروبا الموحدة هي الهدف الابعد الذي ترسم الادارة الاميركية خطط الحرب لمنعها من التحول الى قطب سياسي واقتصادي وأمني متماسك».