مثقفون مصريون ينتقدون هتافات الإسلاميين ومعارضي الحرب على العراق.. والسفارة الأميركية تلاحظ تغيرات في المواقف

TT

قال فيليب راين المتحدث باسم السفارة الأميركية في القاهرة لـ«الشرق الاوسط» امس ان السفارة الاميركية لاحظت تغييرات نسبية في وجهة نظر المعارضين المصريين لعمل عسكري ضد العراق، ولسياسة واشنطن بالمنطقة خلال الفترة الماضية. واضاف ان هذه التغييرات بدأت منذ فترة. وتزامنت تصريحات راين مع انتقادات وجهها عدد من المثقفين المصريين لهتافات الاسلاميين والمعارضين لضرب العراق خلال التظاهرات التي شهدتها القاهرة أخيراً. واعتبر بعض الحضور في ندوة نظمت مساء أول من أمس بالقاهرة ورعتها اللجنة الوطنية لحقوق الانسان والتنمية البشرية «ان استخدام أسلوب التحليل الدقيق للأمور وإيجاد حلول منطقية لها هو الأجدى، لان اسلوب الهتافات الحماسية والتحدي دون تفكير عميق في النتائج أمر غير محمود».

غير ان المشاركين بالندوة اتفقوا على ان واشنطن تضمر أهدافا أخرى غير المعلنة لتبرير ضربها للعراق، معتبرين انها «تضع مخططا ضخما للسيطرة على الشرق الاوسط بأكمله يخدم مصالحها ومصالح حليفتها الأولى اسرائيل، وان الدائرة ستدور على دول عربية واسلامية أخرى بعد العراق».

وكشفت التحليلات التي قدمها عدد من الكتاب والمحللين البارزين والمداخلات التي عقب بها الجمهور على وجهة نظرهم، عن ان التحول الجديد طرأ على الطريقة المفضلة للاعتراض والتصدي «للمخططات الاميركية» في المنطقة، ليس للتراجع عن المعارضة. وأكد المحلل السياسي البارز محمد سيد احمد على ان الحرب ضد العراق قادمة لا محالة، مشيرا الى ان الولايات المتحدة «تصر على حل الازمة بالقوة المسلحة وستختلق الاعذار والمبررات لاستخدام القوة ضد بغداد».

واضاف ان تمكن واشنطن من تحقيق مخططها بالسيطرة على الشرق الاوسط له بعد خطير وهو ان سيطرتها تعني سيطرة اسرائيل على العالم العربي، الذي يتعامل مع الأزمة من منطلق ان اميركا قوة لا تقهر.

وحذر المحلل الاقتصادي سعيد النجار من ان واشنطن اذا نجحت في مخططها «سنجد أنفسنا في شرق اوسط جديد، يهمش فيه دور العرب ويعظم دور اسرائيل، فعلى الرغم من القوة العسكرية الهائلة التي تمتلكها اميركا لا يمكن لها ان تنفذ مخططاتها بالسهولة التي تتصورها، وان التاريخ أكد ان القوة العسكرية وحدها غير كافية للسيطرة على العالم، إلا اذا كان هناك فكرة مقبولة». ووجه أمير سامي رئيس الجمعية المنظمة للندوة انتقادات حادة لقوى المعارضة والأحزاب المصرية بسبب الاسلوب الذي تنتهجه لمعالجة الأزمة، معتبرا انها تردد «شعارات ترضي بها عامة الشعب من البسطاء وغير مبالية لمصالحه وخطورة الأزمة».

وثار جدل واسع خلال الندوة من قبل عدد من اعضاء حزب التجمع اليساري المعارض على عبارات اطلقها سامي متهما بها بعض القوى المعارضة بانها «تمول من الخارج لترويج افكار رجعية تضر بمصالح المواطنين»، وأصر سامي على موقفه وكرر اتهاماته لهم ردا على تساؤلهم حول ما يقصده، غير انه لم يسم حزبا أو أشخاصا معينين، وانتقد خلال حديثه الاسلاميين الذين يهتفون خلال المظاهرات «خيبر خيبر يايهود جيش محمد سوف يعود» معتبرا انها ترويج لشعبيتهم.

من ناحية اخرى اثارت توصيات المؤتمر الاستثنائي لاتحاد المحامين العرب الذي أصدر بيانه الختامي اول من أمس في القاهرة خلافا جديدا داخل نقابة المحامين المصريين بسبب عدم تضمين التوصيات فقرة تطالب بالضغط على الحكومات العربية للافراج عن المعتقلين الذين تم توقيفهم لمشاركتهم في مظاهرات مناهضة للحرب على العراق، ودعم الانتفاضة الفلسطينية وبسبب عدم المطالبة بوقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، وكذلك التهديد بضرب المصالح الاميركية في المنطقة في حالة ضرب العراق.

وكانت مشادة كلامية قد نشبت بين أمين جماعة المحامين الناصريين سيد عبد الغني ونقيب المحامين سامح عاشور حول عدم تضمين البيان الفقرات السابقة، رفض اقتراحه المكتوب الى نقباء المحامين العرب بتنظيم المظاهرات المنددة بالبلدان العربية المشاركة في العدوان ضد العراق، أو التي تسمح باستخدام أراضيها وموانيها في الضربة الموجهة له.