المبعوث الأميركي لدى المعارضة العراقية يبلغ اجتماع صلاح الدين: لا رغبة لواشنطن في حكم العراق

TT

بلدة صلاح الدين (كردستان العراق) :شيرزاد شيخاني ـ وا.ف.ب: اكد زلماي خليل زاده ممثل الرئيس الاميركي جورج بوش لدى المعارضة العراقية امس لمندوبي المعارضة الذين يحضرون اجتماعا في مدينة صلاح الدين في كردستان العراق ان الولايات المتحدة «ليست لديها اي رغبة في حكم العراق». بينما حذر احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي من ان عدم اطلاق عملية ديمقراطية بعد الاطاحة بالنظام العراقي سيؤدي الى الفوضى. وقال خليل زاده في كلمته خلال الاجتماع «ليس للولايات المتحدة اي رغبة.. اي رغبة في حكم العراق. وعلى الشعب العراقي ان يتمكن من حكم نفسه بنفسه في اسرع وقت ممكن».

ويخشى المعارضون العراقيون الذين حملتهم واشنطن على توحيد صفوفهم ان تتخلى عنهم الولايات المتحدة التي اشارت مؤخرا الى رغبتها في وضع العراق تحت ادارة عسكرية اميركية لفترة موقتة اذا ما تمت اطاحة الرئيس صدام حسين بالقوة.

وقال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، الذي يستضيف اللقاء، في كلمته الافتتاحية امام المؤتمر «آمل ان يشكل المؤتمر بداية توحيد عمل المعارضة العراقية بدعم من الاسرة الدولية حتى يتاح بناء عراق فيدرالي ديمقراطي وموحد».

وقال بارزاني الذي يسيطر حزبه على مدينة صلاح الدين، «ادعوكم الى رص الصفوف واستنفار كافة القوات والامكانيات لتحقيق اهدافنا».

واكد بارزاني ان الاكراد «يرحبون باي تدخل يساعد الشعب العراقي ولكن ليس لاحداث زعزعة في البلاد». ويخشى الاكراد ان تسهل واشنطن للقوات التركية احتلال منطقتهم مقابل تسهيلات من انقرة للقوات الاميركية لفتح الجبهة الشمالية.

ويشارك في الاجتماع 55 موفدا من اصل 75 من اعضاء لجنة التنسيق والمتابعة التي شكلت نهاية ديسمبر (كانون الاول) في لندن خلال اجتماع ضم نحو خمسين من المجموعات المعارضة للنظام العراقي.

وتتمحور مناقشات الاجتماع حول تشكيل قيادة ثلاثية مؤقتة موحدة وتحديد استراتيجية ما بعد صدام حسين في وقت خيمت شكوك ازاء نوايا الولايات المتحدة بعد قلب النظام العراقي المحتمل.

واكد احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي امام المؤتمر ان «اي فراغ (في السلطة) وعدم اطلاق عملية ديمقراطية سيؤديان الى الفوضى». وقال «نحن مع عراق ديمقراطي وفيدرالي ونطلب من الولايات المتحدة ان تساعدنا لا ان تعرقل مساعينا».

وقال الجلبي «نريد ان نؤكد، خلال هذا المؤتمر تأييدنا لعراق يتمتع بالسيادة. نحن نقول للولايات المتحدة: انتم اصدقاؤنا وحلفاؤنا، لكننا قاتلنا صدام حسين حتى قبل ان تعرفوا شيئا عنه».

ووجه ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، عبد العزيز الحكيم تحذيرات مماثلة، وقال في اشارة الى المشروع الاميركي لوضع العراق تحت ادارة عسكرية اميركية ان «الاحتلال الاجنبي هو احد اكبر المخاطر في هذه الحرب».

وفي مداخلة عقب كلمة الجلبي قدم جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني شكره للولايات المتحدة ورئيسها لارساله مندوبا عنه الى الاجتماع مما يدل على احترام المعارضة العراقية وتقدير نضال الشعب العراقي. واضاف «ان الولايات المتحدة ارسلت لنا مندوبا ليبشرنا بالتحرير، ولكن هناك مثل يقول (الاحسان بالتمام) وحتى يكون الاحسان تاما يجب ان يعقب التحرير اقامة حكم عراقي ديمقراطي تعددي ائتلافي برلماني يختار من خلاله الشعب العراقي الواعي سياسيا القيادة القادرة على ادارة بلده».

* على هامش الاجتماع

* صافح المبعوث الاميركي عند دخوله قاعة الاجتماع جميع اعضاء لجنة التنسيق وتحدث الى اللواء وفيق السامرائي عند المصافحة.

* ابلغ هوشيار زيباري مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الصحافيين المحتشدين في فندق «ميديا» القريب من موقع الاجتماع، ان موعد الاجتماع سيكون الثانية والنصف، لكنه تأخر الى ما بعد الساعة الثالثة بعشر دقائق.

* ترجمت كلمة بارزاني الى اللغة الانجليزية، لكن كلمة خليل زاد لم تترجم الى العربية داخل القاعة.

* التزم صنعان القصاب رئيس الجبهة التركمانية العراقية الصمت المطبق اثناء الجلسة ولم يتحدث مع أي من اعضاء اللجنة الجالسين حوله.

* اعتذر زيباري الذي تولى حزبه تنظيم الاجتماع عن صغر مكان الاجتماع للصحافيين وابلغهم انه سوف يدعوهم لدخول قاعة الاجتماع على شكل مجاميع بواقع ربع ساعة لكل مجموعة لكن معظم الصحافيين ظلوا في فندق «ميديا» ولم يتمكنوا من دخول قاعة الاجتماع، فنقلوا وقائع الاجتماع عبر فضائية «كي.تي.في» العائدة للحزب الديمقراطي الكردستاني.