أم معتقل مغربي سلمته دمشق إلى الرباط تطالب السلطات بإطلاق سراحه أو محاكمته إذا خالف القانون

TT

بينما كانت أمينة عنيبة تتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن ابنها المختفي،محمد أسامة بوطاهر، الذي كانت سورية قد سلمته للسلطات المغربية ضمن مجموعة من المعتقلين المغاربة العائدين من أفغانستان، دخل حفيدها عبد الرحمن، 4 سنوات،عائدا من المدرسة، قبل ان يلتفت الي متسائلا «هل أنت أنور؟... ومتى سيعود ابي»؟

وأوضحت الجدة أن أنور هو أحد المعتقلين الذين سلمتهم سورية للمغرب، وأن الطفل سمعها قبل أيام تتحدث عن زيارة عائلته لتقصي الأخبار عن ولدها بعد أن سمعت بإطلاق سراح أنور الجابري ليلة عيد الأضحى. وقالت «لقد فوجيء أنور عندما سألته عن ولدي لأنه كان يعتقد أنه أفرج عنه قبله بأيام».

وتضيف أمينة أن ابنها محمداً كان قد غادر المغرب عام 2001 رفقة صديقه إدريس بولعقول باتجاه السعودية لقضاء «عمرة رمضان»، وبحث فرص العمل والاستقرار في المشرق. وتقول «ظل ابني يتصل بي من السعودية إلى أن انقطعت اتصالاته بعد شهر رمضان. واعتقدت أنه وجد عملا واستقر هناك في مكان بعيد عن مكة والمدينة».

وبعد عام من الاختفاء ظهر بولعقول. وتقول والدة محمد اسامة «عندما سمعت أن الصحافة تحدثت عن إطلاق سراح بولعقول أواخر رمضان هرعت إليه لأسأله عن ولدي، وطمأنني وأكد لي أن أسامة سيخرج بعد أسبوع أو أسبوعين، وقال ان الذين أطلقوه أخبروه بذلك».

وبعد أسابيع من ظهور بولعقول طرق شخص باب بيت أمينة، فاستقبله ابنها الأصغر، وأخبره أنه مرسول من طرف محمد اسامة ، وأن هذا الأخير معتقل لدى المخابرات المغربية، وأنه مصاب بكسور في ذراعه وأنفه،وأنه بخير ويسلم على العائلة.

وتقول أمينة «علمنا فيما بعد أن أنور الجابري،الذي اطلق سراحه اخيرا،هوالذي كان مصابا بكسور في ذراعه وأنفه وليس ولدي محمد أسامة».

غادرمحمد أسامة،المولود نهاية عام 1969،فصول الدراسة لما كان في مستوى الرابعة إعدادي ليتفرغ لممارسة هوايته المفضلة كرة القدم،ولعب خلال الثمانينات ضمن فريق التبغ الرياضي بالدار البيضاء ثم ضمن فريق الجيش الملكي في الرباط.

وفي عام 1990 هاجر إلى إيطاليا للعمل، وخلال مقامه بالخارج قضى محمد اسامة بضعة شهور من عام 1994 في البوسنة.

وبعد وفاة والده خلال عام 1997 عاد الى المغرب ليتزوج ويتحمل مسؤولية عائلة تتكون من سبعة أفراد، تضم إضافة إلى والدته وجدته أخوين صغيرين وأربع أخوات، وتعاطى محمد اسامة التجارة.

وبشأن سفره الأخير، نقلت عائلته عن إدريس بلعقول قوله أن الهدف منه كان هو الهجرة إلى أفغانستان نظرا لما كانا يسمعان عنها ، قبل أحداث 11 سبتمبر (ايلول) من ان الشريعة تطبق فيها والعيش فيها يسير. فتوجها معا إلى السعودية لقضاء، العمرة ومنها إلى سورية ثم إيران بحثا عن وسيلة لدخول أفغانستان. وفي 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2001 وصلا الى مدينة مشهد الايرانية، ومكثا فيها نحو شهر ونصف الشهر قبل أن يعودا أدراجهما إلى سورية بعد انسحاب قوات الطالبان ،واصدار أوامر للعرب بالعودة إلى بلدانهم.

في سورية ألقي عليهما القبض رفقة ثلاثة سعوديين وذلك يوم 4 يناير (كانون الثاني) 2002، وهما يبحثان عن صديق مغربي يعيش في دمشق. وبعد عدة شهور من التحقيق والتعذيب في سورية،حسب قول بولعقول،تم تسليمهما الى السلطات المغربية مع معتقلين آخرين هما أنور الجابري الذي أطلق سراحه أخيرا، ومعتقل آخر من مدينة أغادير يدعى أبو حمزة، وذلك في 20 يوليو (تموز) .2002 وتقول والدة محمد اسامة «إنني أتوجه للمسؤولين في بلدنا أن يضعوا حدا لمحنة ولدي بإطلاق سراحه ليعود إلى عائلته ومسؤولياته، فطفلاه عبد الرحمن والخنساء، 3 سنوات، في حاجة إليه، وكذلك أخواه الصغيران (15 سنة و17 سنة). وأطلب منهم التدخل للكشف عن مصير ابني، إن كان قد ارتكب ما يخالف القانون فليقدم للمحاكمة وإلا فليطلق سراحه ليعود لبيته وحياته».