البرلمان التشيكي أمام صعوبة انتخاب خليفة للرئيس هافل

TT

تواجه البرلمان التشيكي غدا مهمة صعبة في محاولة انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس السابق فاتسلاف هافل، الذي انتهت ولايته منذ اربعة اسابيع. وستكون هذه المرة الثالثة في غضون شهر ونصف الشهر التي يحاول فيها البرلمانيون ايجاد خليفة هافل من دون نتيجة. فالطبقة السياسية التشيكية المنقسمة الى عدة مجموعات، لم تتوصل بعد للاتفاق على اسم رجل او امرأة لا جدال حوله.

وكما حصل في الدورتين السابقتين اللتين نظمتا في 15 و24 يناير (كانون الثاني) الماضي، لا احد يجازف ويتكهن بشأن الاوفر حظا في الدورة الثالثة، لا بل ومن المتوقع ألا يحصل اي من المرشحين الاثنين المتنافسين على الاغلبية المطلوبة كما حدث في الاقتراعين السابقين.

وغادر هافل الحكم منهيا فترة مهمة في حياته وحاسمة في تاريخ بلاده في الثاني من فبراير (شباط) الجاري بعد توليه ولايتين على رأس الجمهورية التشيكية ولا يسمح له الدستور بالترشح لولاية ثالثة.

ولعب الرئيس السابق والكاتب المسرحي دورا نشيطا في إسقاط الشيوعية بتشيكوسلوفكيا، واستطاع ان يحقق لبلاده الكثير من الاحلام والامنيات في اعقاب المرحلة الحرجة التي جاءت بعد انفصال القسمين التشيك وسلوفاكيا من الجمهورية السابقة تشيكوسلوفاكيا، احدى اكبر دول المعسكر الشيوعي سابقا.

ولعل ابرز الخطوات التي نجح هافل في تحقيقها لبلاده نجاحه في تحقيق الشروط المطلوبة للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي، وهو الامل الذي يراود كل دول شرق اوروبا وبعد مفاوضات وخطوات جادة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، اذ نجح هافل في اقناع الاتحاد الاوروبي بجديته ورغبته الحقيقية في وجود بلاده ضمن دول الاتحاد. ومنذ رحيله من «القصر»، المقر الفاخر الذي يطل على كامل العاصمة، لم يتدخل هافل في المناقشات حول خلفه.

وفي نهاية يناير الماضي اكتفى بتقديم توصية تطلب من البرلمان عدم اجراء عملية انتخابية ثالثة الا اذا تمكنت الاحزاب من التوصل الى اتفاق حول مرشح مشترك ولكن هذه المرة ايضا، لم يستجب طلبه.

وبين المرشحين للدورة الثالثة الاقتصادي فاتسلاف كلاوس، 61 عاما، الذي كان مهندس نقل بلاده الى اقتصاد السوق. وكان في الطليعة في الدورتين السابقتين، ولكنه كان يفتقر الى بعض الاصوات للحصول على الغالبية المطلوبة.

ويتم انتخاب الرئيس التشيكي الذي يتمتع بصلاحيات محدودة، من قبل مجمل البرلمانيين (81 سيناتورا و200 نائب)، سيعقدون اجتماعا مشتركا للمناسبة.

وسيتنافس كلاوس مع جان سوكول، وهو استاذ في الفلسفة، 66 عاما، كان وزيرا للتربية لفترة وجيزة عام 1997 ـ 1998، وهو يدير حاليا كلية الاداب في جامعة شارل المشهورة في براغ.

ويمثل سوكول الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء فلاديمير سبيدلا، الذي تمكن هذه المرة من حمل شريكيه الصغيرين من الوسط في الائتلاف الحكومي على ان يوافقا على ترشيح سوكول للدورة الثالثة.

وكان سوكول قد وقع الميثاق 77 الذي وضعه هافل في السبعينات لمطالبة الحزب الشيوعي باحترام حقوق الانسان.

ولكن خلافا لهافل، الذي ظل بعيدا عن الذين يحنون للعهد السوفياتي، بقي سوكول يتقرب منهم. وللشيوعيين الذين حصلوا على 5،18% من الاصوات في الانتخابات التشريعية الاخيرة عام 2002، موقع اساسي بفضل عدد نوابهم الـ41 فضلا عن ثلاثة اعضاء في مجلس الشيوخ. وحتى الآن امتنعوا عن التدخل لترجيح كفة الميزان.

وهذه المرة ايضا، يمكن الا يقوموا بدور الحكم بين الليبرالي فاتسلاف كلاوس والموقع السابق على ميثاق 77 سيما انهم يعارضون موقفه الداعي لاجراء مصالحة حقيقية مع المانيا بعد مرور 65 عاما على ازمة منطقة السوديت.

وفي حال لم يتمكن اي من المرشحين من الحصول على الغالبية المطلوبة غدا، فسيفكر المسؤولون السياسيون جديا في تعديل الدستور كي يسمح بتعيين الرئيس بالانتخابات العامة.

وهذا هو الحل الذي دعا اليه هافل قبل رحيله والذي يؤيده كلاوس الاوفر حظا بالفوز حسب الاستطلاعات، وحزبه القوي، الحزب الديمقراطي المدني (يمين). وانضم رئيس الوزراء فلاديمير سبيدلا الى هذا الموقف مطلع الاسبوع ولكن ادخال تعديلات في الدستور يتطلب اسابيع من المفاوضات.