قوات الاحتلال تقتل 11 فلسطينيا في مجزرة جديدة بغزة وسرايا القدس تعلن عن مقتل قائدها الميداني أسامة العسعس في بيت لحم

حماس تؤكد تفجير 10 آليات وكتائب المقاومة الوطنية تدمر دبابة أخرى وإسرائيل تعترف بجرح جنديين

TT

في عملية اخرى من حملة الـ«استئصال الجذري للارهاب» التي تواصلها في قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي مجزرة جديدة في شمال القطاع قتل فيها 11 فلسطينيا وجرح اكثر من مائة واربعين آخرين، من بينهم عدد من الصحافيين، فضلا عن تدمير عشرات المنازل بشكل كلي او جزئي.

وجاءت المجزرة الجديدة بعد اقل من 12 ساعة على العملية التي نفذها احد عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في حافلة في مدينة حيفا واسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 15 اسرائيليا وجرح العشرات. واعلنت كتائب القسام عن تدمير 9 دبابات خلال العدوان الاسرائيلي الذي استمر اكثر من 7 ساعات بينما اعلنت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وفتح العاصفة عن تدمير دبابة عاشرة. ولم تعترف قوات الاحتلال بتدمير اي من دباباتها وآلياتها لكنها اعترفت باصابة جنديين فقط.

في غضون ذلك نعت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، قائدها الميداني في مدينة بيت لحم اسامة العسعس الذي قالت انه «استشهد اليوم (امس) في معركة بطولية مع قوات الارهاب الصهيوني دامت ثلاث ساعات في مدينة بيت لحم تمكن خلالها من اصابة جندي صهيوني في مقتل بعد تحصنه في منوله ورفض الاستسلام».

واعتقلت مجموعة من المستعربين التابعة للجيش الإسرائيلي بعد ظهر امس في مدينة طولكرم محمود اليحيى من حركة فتح بزعم انه كان مطلوبا لديها لاسباب امنية. وقالت مصادر فلسطينية ان اليحيى اعتقل، ومعه شخص آخر، عندما كان في معرض الأحذية التي تعود ملكيته إلى عائلته.

وحول مجزرة جباليا، فقد نقل عن شهود عيان قولهم ان 65 دبابة اسرائيلية من طراز «ميركافا ثلاثة» انطلقت في حوالي الساعة 12.5 من الليلة قبل الماضية من مقر قيادة جيش الاحتلال في معبر ايرز شمال القطاع ومن معسكر للاحتلال متاخم لمستوطنة دوغيت القريبة، زاحفة نحو بلدة جباليا ومخيمها وسط قصف مكثف كانت قد بدأت به خمس طائرات هليكوبتر من طراز «اباتشي» الاميركية الصنع، على كل شيء يتحرك في شوارع المخيم والبلدة، وذلك قبل ساعة من وصول الدبابات.

وتعمدت طائرات الهليكوبتر اطلاق خمسة صواريخ على المحولات الكهربائية التي تغذي شمال القطاع الامر الذي ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة بأسرها. وعندما وصلت دبابات الاحتلال الى منطقة محطة دلول الواقعة على تخوم مخيم جباليا من الناحية الشرقية، شرعت في عملية قصف مكثف على الاحياء السكنية في المخيم والبلدة.

وابشع ما قامت به قوات الاحتلال في هذه العملية هو قصف منزل احد سكان المخيم ويدعى احمد فرج المكون من اربعة طوابق، الامر الذي ادى الى اشتعال النيران فيه.

وقامت قوات الاحتلال في هذه العملية ايضا باستخدام عناصر وحدة المستعربين التي شرعت في العمل في قطاع غزة بعد ان تشكلت قبل شهرين، باقتحام منازل من تعتبرهم مطلوبين لقوات الاحتلال. فقد اقتحم المستعربون منزل خليل زيادة الذي كان نجلاه محمد وسهيل ينتميان لكتائب عز الدين القسام قبل مقتلهما برصاص قوات الاحتلال، واعتقلوا صاحب المنزل. وبعد ذلك وصلت للمكان وحدة الهندسة الميدانية في جيش الاحتلال فقام عناصرها بزرع المنزل بالمواد المتفجرة ودمروه بالكامل.

يذكر ان الابن الثالث لهذه العائلة قتل اثناء محاولته زرع عبوة ناسفة اسفل دبابة للاحتلال قبل ثلاثة اشهر على الخط الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل.

وذكر شهود عيان ان طائرات الاباتشي حرصت على قصف منازل عناصر المقاومة الذين قتلوا في عمليات عسكرية والذين تقطن اسرهم في مناطق لم تصل اليها دبابات الاحتلال، ومنها منزل عبد الله حمدية، عضو سرايا القدس الذي قتل برصاص الاحتلال. وواصلت قوات الاحتلال عمليات القصف المدفعي العشوائي، وسقطت ثلاث قذائف مدفعية على منزل الشيخ محمد البياري، 60 عاما، مؤذن احد المساجد في المخيم، الامر الذي ادى الى مقتله على الفور، وقد وصل البياري لمستشفى الشفاء مهشم الرأس، وقتل جراء القصف ايضا شاب آخر. واطلقت عناصر الوحدات الخاصة النار على احد الشباب الفلسطينيين الذي كان يقف بالقرب من منزله فأردوه قتيلا.

وذكر شهود عيان ان الجنود كما هي العادة في كل جريمة يرتكبونها، حرصوا على منع سيارات الاسعاف من الوصول الى محسن عوض ابو عودة، 30 عاما، وترك ينزف لمدة ثلاث ساعات.

وادعى جيش الاحتلال انه لدى اقتحام منزل احد عناصر حماس عثر على حزام ناسف وقذائف هاون.

ووجهت قوات الاحتلال بمقاومة شديدة اثناء عملية الاجتياح. وفي بيان لها اعلنت كتائب عز الدين القسام مسؤوليتها عن تدمير 9 آليات للاحتلال باستخدام عبوات جانبية، الى جيب عسكري اصيب بقذيفة انيرجا.

وقالت كتائب القسام في بيانها الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه انه «وفي منتصف الليلة قبل الماضية فجّر مجاهدو القسام الدبابة الأولى بعبوة جانبية شرق شارع زمو وفجّر المجاهدون الدبابة الثانية في أول شارع عسلية من جهة السكة في تمام الساعة الواحدة فجرا». وحسب بيان كتائب القسام فان الدبابة الثالثة فجرت بعد ذلك بـ15 دقيقة في شارع صلاح الدين من جهة بيت حانون. وفي الساعة الثانية فجراً فجّرت «الدبابة الرابعة في معسكر جباليا بلوك 2 قرب بيت الشهيد كرم عبيد» بينما فجرت الدبابة الخامسة في الساعة 30:2 فجراً في معسكر جباليا بلوك 2 قرب استديو سلطان. وفي الساعة 4 فجراً فجّرت الدبابة السادسة بصاروخ البتار المضاد للدروع في شارع صلاح الدين دوار القرموفي وفي نفس الوقت فجرت الدبابة السابعة بعبوة جانبية في معسكر جباليا بلوك 2 قرب استديو سلطان، تلاها بعد 40 دقيقة تفجير دبابة ثامنة اصيبت بصاروخ البنا المضاد للدروع في معسكر جباليا قرب نادي الخدمات.

واوضح بيان كتائب القسام ان احد عناصرها اصاب في الساعة 20:6 صباحاً جيبا عسكريا جاء لنجدة إحدى الدبابات التي أعطبت تسانده طائرة اباتشي، بقذيفة أنيرجا فاحترق الجيب بالكامل وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منه شرق بلوك 2 بمخيم جباليا، وفجرت الدبابة التاسعة في تمام الساعة 20:7 صباحاً بينما كانت قوات الاحتلال تغطّي انسحابها بصاروخ من طراز البتار في شارع صلاح الدين.

كما اعلنت كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومجموعات فتح العاصفة مسؤوليتها عن تفجير دبابة للاحتلال أثناء اجتياحها للمخيم. وأفاد بيان مشترك صادر عن كتائب المقاومة و مجموعات فتح العاصفة عن تمكّنهما من نصب كمين للدبابة و تفجير عبوة ناسفة بها مما أدّى إلى إعطابها واشتعال النار بها وإصابة من بداخلها من طاقم.

وفي الضفة الغربية قتل اسامه محمد العسعس، 30 عاما، القائد الميداني لـسرايا القدس في منطقة بيت لحم في اشتباك مع افراد الوحدة المختارة في لواء هناحل فجر امس. وكانت عناصر القوة قد داهمت منزل شقيق العسعس ووقع اشتباك عنيف بين اسامة العسعس الذي كان يختبئ في المنزل وبين عناصر القوة. واستمرت المعركة ثلاث ساعات قتل في نهايتها العسعس بعد ان اصاب احد الجنود المهاجمين. وتعهدت السرايا في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه بالانتقام للعسعس.

وفي شمال وسط الضفة الغربية واصلت قوات الاحتلال عمليتها العسكرية في البلدة القديمة من مدينة نابلس، اذ قام جنود لواء المظليين بعمليات اعتقال في البلدة. واستولوا على مدرسة عبد المغيث الانصاري وحولوها الى ثكنة عسكرية. وافادت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال دمرت منزلا مكونا من اربعة طوابق في شارع فيصل يأوي عشرات الاسر. ووجدت هذه الاسر نفسها تفترش الارض وتلتحف السماء بين عشية وضحاها وسط برد جبلي قارس.

وفي قلقيلية دمرت قوات الاحتلال منزل ابراهيم دحمس، عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المعتقل منذ ثلاثة اشهر بعد اقتحام المدينة دون السماح لسكان المنزل اخذ أي من مقتنياتهم.

وشنت قوات الاحتلال في رام الله عملية مداهمة واعتقال. ودمرت في بلدة سريس جنوب جنين منزل المعتقل زيد الكيلاني عضو كتائب القسام منفذ عملية اطلاق النار في وادي عارة المتاخم لشمال الضفة الغربية، العام الماضي واسفرت عن مقتل وجرح عدد من الاسرائيليين.

وفتح جنود الاحتلال نيران أسلحتهم الرشاشة على عدد من الفلسطينيين، مما أدى إلى إصابة أربعة أطفال هم محمد قطيط، 8 اعوام، وبرهم برهم، 13 عاما، وسياف عواد، 14 عاما، ومحمود نزال فقهاء، 16 عاما.

يذكر ان زكريا شقيق زيد قتل على ايدي جنود الاحتلال في اول ايام انتفاضة الاقصى.

الى ذلك زعمت قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال العثور على حزام ناسف يزن عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرات في منطقة جنين واعتقلت مراد أحمد نواهضة وجهاد أحمد نواهضة ومؤيد حوشية.