20 محاولة انتحار في غوانتانامو تعكس يأس المعتقلين

TT

واشنطن ـ ا.ف.ب: سجلت هذا الاسبوع محاولة انتحار رقم 20 في قاعدة غوانتانامو حيث تحتجز الولايات المتحدة من تشتبه في ضلوعهم بالارهاب معزولين تماما عن العالم، ما يعكس اليأس الذي يحسه المعتقلون هناك من دون اي بصيص امل في المستقبل.

وتحرم السلطات الاميركية معتقلي غوانتانامو المقدر عددهم بحوالي 650 من وضع اسير الحرب. وتفرض عليهم منذ وصولهم الى الجزيرة الكوبية العزلة التامة التي تتخللها عمليات الاستجواب.

ولم توجه التهمة رسميا الى احد من هؤلاء المعتقلين الذين وقع معظمهم في الاسر خلال الحملة العسكرية في افغانستان. كما لم يلتق اي منهم بمحام ولا يحق لهم بالزيارات. وهم يسجنون افراديا في زنزانات صغيرة لا يسمح لهم بمغادرتها سوى مرتين اسبوعيا خلال ربع ساعة للاستحمام. وقد حاول عدد منهم وضع حد لحياته شنقا وبعضهم عاود الكرة مرات عدة. وما زال احدهم في المستشفى منذ منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي في حال الخطر.

وقال مايكل راتنر رئيس مركز الحقوق الدستورية في نيويورك الذي يمثل اربعة معتقلين في غوانتانامو، ان «ما يمكننا استنتاجه استنادا الى شهادات خمسة اشخاص اطلق سراحهم حتى الآن والى اساليب الاستجواب المعتمدة في قاعدة باغرام (افغانستان) هو ان ظروف الاعتقال مريعة»، مشيراً الى ان ظروف الاعتقال تتضمن استخدام «تقنيات الارهاق مثل تسليط اضواء قوية فجأة والحرمان من النوم ووضع الاغلال والعزلة التامة وربع ساعة من التمارين مرتين في الاسبوع»، يضاف الى ذلك "غياب اي اتصال مع العائلات باستثناء بعض الرسائل وفقدان اي امل بالخروج، وقد حاول بعضهم الانتحار ربما لجذب الانتباه لكن خصوصا لان اليأس يتملكهم».

واكد «انهم يجدون انفسهم في قلب فجوة قانونية سوداء في ظروف اعتقال غير انسانية على الارجح»، متهما ادارة الرئيس جورج بوش بانها عمدت عن قصد الى «القاء القانون الدولي من النافذة» لجهة مسألة وضع هؤلاء السجناء.

من جهتها، اكتفت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بالتعبير عن اسفها لمحاولات الانتحار بعد ان اكدت بصورة منتظمة بان ظروف الاعتقال صحيحة.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون برباره برفيند «علماء نفس واطباء نفسانيون يدربون الحرس لرصد ونقل» الاشارات المنذرة، مضيفة ان المعتقلين يتلقون العناية النفسانية.