بوتفليقة يستعد لاستثمار نجاح زيارة شيراك لتشكيل حكومة جديدة قد يترأسها بلخادم

TT

قالت مصادر جزائرية مطلعة امس، ان زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى الجزائر «بعثت في نفس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نفسا جديدا شجعه على استباق الأحداث واعلان رغبته في الترشح لمنصب الرئاسة لولاية ثانية».

وتوقعت نفس المصادر في اتصال مع «الشرق الأوسط»، ان يشرع الرئيس الجزائري «في المستقبل القريب، في اتخاذ عدد من الاجراءات تمهيدا لدخول الانتخابات» المقررة العام القادم، قد يكون اهمها «تعيين رئيس جديد للحكومة» خلفا لعلي بن فليس الموجود في منصبه منذ اغسطس (آب) 2000. ورغم ان زيارة الرئيس شيراك الى الجزائر ايام الأحد والاثنين والثلاثاء الماضية لم تلق صدى ايجابيا لدى كافة الطبقة السياسية والثقافية الجزائرية، فان الاجماع يكاد يكون حاصلا بان المستفيد الجزائري الأول من هذه الزيارة هو الرئيس بوتفليقة الذي كان يراهن كثيرا على تسجيل منعطف حاسم في مسار العلاقات الجزائرية الفرنسية التي تشهد منذ استقلال الجزائر تذبذبا وتجاذبا صعب على الرؤساء السابقين التغلب عليه من دون ان يسقطوا في «فخ التنازلات والانبطاح أمام مستعمر الأمس».

وقالت مصادر «الشرق الأوسط» ان «اول مرشح لخلافة بن فليس هو وزير الخارجية» عبد العزيز بلخادم، الذي يعتبر من المقربين الى الرئيس بوتفليقة ومن الذين «يمكن ان يعول عليهم في ترتيب الانتخابات القادمة». وشددت ذات المصادر على ان «ازاحة بن فليس لا تعني انه غير راض عنه او انه يريد التخلص منه حتى لا يزاحمه في السباق نحو كرسي الرئاسة، بل يريد منه ان يتفرغ لتسيير شؤون حزب جبهة التحرير الوطني» الذي يقوده منذ ازيد من عامين.

وينتظر ان يعقد هذا الحزب مؤتمره المقبل خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وعلى ضوئه سيتحدد مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، علما بان الحزب تمكن من استرجاع الأغلبية في الغرفة البرلمانية الأولى وفي المجالس البلدية والولائية في عهد الرئيس بوتفليقة الذي ينتمي في الأصل الى نفس الحزب. وهذا ما يجعل احتمال ترشحه باسم جبهة التحرير الوطني «أمرا واردا جدا»، علما انه ترشح سنة 1999 مستقلا وزكته معظم الأحزاب بما فيها حزبه الأصلي.