رفضت المحكمة العليا الشكوى التي تقدمت بها مسلمات تاتارستان حول احقيتهن في استخدام صور بالحجاب لدى استخراج جوازات السفر والوثائق الرسمية. وفيما عزا فريد زاهد الله المحامي الذي رفع الدعوى باسم مسلمات تاتارستان صدور مثل هذا الحكم الى اسباب وصفها بانها معادية للاسلام قال انه سيستأنف الحكم واذا لم يوفق ثانية سيضطر الى اللجوء الى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان. وكانت هذه القضية قد اثيرت في اغسطس (آب) الماضي قبيل الزيارة التي قام بها الرئيس فلاديمير بوتين لقازان عاصمة تاتارستان فيما خرجت النساء يحملن اللافتات التي تطالب باحقيتهن في التصوير بالحجاب. لكن الرئيس بوتين لم يستجب لطلبهن آنذاك، إذ عزا ذلك الى ان الحجاب من «مقتضيات الموضة» والتي يمكن ان تتغير لاحقا على حد قوله. ازاء ذلك اعلنت الكثيرات عن اصرارهن على انتزاع هذا الحق عبر القضاء استنادا الى عدم وجود قانون يحظر ذلك فضلا عما يتبع ذلك من اهانات يتمثل بعضها في ارغامهن على نزع الحجاب لاستيضاح هوياتهن من جانب ممثلي السلطة. وفي تعليقها على ذلك قالت زولفيا فتح اللينا زعيمة اتحاد المسلمات ان المحكمة اعتبرت تعليمات وزارة الداخلية قانونا وهو ما لا يتفق مع المادة 80 من الدستور الروسي والتي تنص على ضرورة احترام حريات وتقاليد الانسان. واستشهدت بالمئات من جوازات السفر والوثائق التي تحمل صور المحجبات والصادرة عن مختلف المناطق الروسية ذات الاغلبية المسلمة ومنها تاتارستان قبل اثارة هذه القضية على نطاق واسع، فضلا عن الاشارة الى تعليمات وزارة الداخلية الصادرة في عام 1998 والتي تسمح صراحة بذلك للشخصيات ذات الطبيعة الدينية مثل رجال الدين والراهبات استنادا الى ان دياناتهم لا تسمح لهم بالظهور بدون غطاء الرأس.