قذيفة إسرائيلية تقتل رجل إطفاء فلسطينيا خلال محاولته إنقاذ عائلة بجباليا

TT

غزة ـ أ.ف.ب: حاول رجل اطفاء فلسطيني انقاذ عائلة كانت تطلب النجدة بعد ان شب حريق هائل في بنايتها السكنية نتيجة اصابتها بقذيفة اسرائيلية خلال عملية التوغل في جباليا شمال قطاع غزة، لكن قذيفة اسرائيلية اخرى وضعت حدا لحياته.

وقتل ناجي ابو جليلة، 25 عاما، اثر اصابته في بطنه بشظايا قذيفة، قالت المصادر الطبية والامنية انها «مسمارية» اطلقتها دبابة اسرائيلية، بينما كان يمد خرطوم المياه ويحاول الاقتراب من البناية التي تلتهمها النار فيما تتعالى اصوات السكان طالبين النجدة من النوافذ وسط النيران.

وروى محمد ابو ثريا، صاحب محل تجاري للاثاث المنزلي والمكتبي في الطابق السفلي من هذه البناية ان اكثر من مائتي شخص، بينهم الكثير من الاطفال والصبية تجمهروا في المكان فور اندلاع الحريق وحاول بعضهم دون جدوى اخماد النار بواسطة المياه والرمال.

واشار الى انه فور وصول سيارة الاطفاء وخروج اثنين من رجال الدفاع المدني للمباشرة باطفاء الحريق، اطلق الجيش الاسرائيلي من الدبابات التي كانت في طريقها للانسحاب قذيفة مباشرة في اتجاه الناس «فشاهدت الاصابات والشهداء على الارض وتعالى الصراخ في كل مكان».

وقال ان الجميع انشغلوا بنقل المصابين الى المشافي في وقت حاولت فيه سيارات الاسعاف الوصول الى المكان لكنها تعرضت هي الاخرى لاطلاق النار من الجنود الاسرائيليين، اضافة الى ان الطرق غدت وعرة جدا بفعل تجريفها من قبل الجرافات العسكرية واحداث حفر كبيرة فيها.

وعلى بعد عدة امتار من البناية السكنية المنكوبة التي اتت عليها النيران جلست ثلاث نسوة مع عدد من الاطفال، بينهم رضيعة، يبكين امام منزل نسفه الجيش الاسرائيلي واحداهن كانت تردد باكية «حسبنا الله ونعم الوكيل».

وعلى جانبي الشارع الرئيسي لمدخل بلدة جباليا المجاورة للمخيم يمكن مشاهدة آثار الاعيرة النارية وشظايا القذائف، اضافة الى آثار الدمار الذي لحق بعشرات المنازل والمحال التجارية كما بدت اعمدة الكهرباء محطمة وغمرت المياه الطرقات بعد ان خربت الدبابات الاسرائيلية شبكتي المياه والصرف الصحي.

وتساءل عوني عبد ربه، وهو في الستين من عمره «الى متى هذا الخراب والدمار وهذه المجازر؟ اين العالم ألا يرى اطفالنا يموتون على يد الارهابي شارون وهم يتفرجون علينا». وقال الرجل مواسيا جيرانه الذين هدم الجيش الاسرائيلي منزلهم وقتل احد ابنائهم خلال العملية «كلنا مشاريع شهادة». وتابع ان ما يجري من «جرائم دليل على الحقد الصهيوني.. فيما العرب نائمون».

ووصف طبيب الاسنان محمد عيد ما جرى بانه «كأفلام الخيال والرعب.. الحرب استمرت ست ساعات لم يتوقف خلالها اطلاق النار والقذائف.. والمقاومة كانت شديدة»، مشيرا الى جنزير دبابة اسرائيلية كان يحيط به العشرات من الناس.

وذكر احد مقاتلين من كتائب «شهداء الاقصى» التابعة لحركة «فتح» كان على مقربة من هذا الجزء من الدبابة ان «معركة عنيفة دارت بين رجال المقاومة من كل الفصائل وقوات الاحتلال الغازية لكنها غير متكافئة».

عائشة زوجة شقيق الطبيب عيد التى تقف مع طفليها على باب منزلها الذي اصيب باضرار كبيرة، قالت «لن ننسى ابداً هذه الليلة الرهيبة». واضافت عائشة ان «واحدا وعشرين طفلا بينهم ابني وابنتي كانوا في البناية اصيبوا بانهيار كامل.. كنت احاول تهدئتهم لكنني كنت خائفة مثلهم.. انها ساعات فظيعة مرت وكأنها سنوات».