لحود يتبلغ من المبعوث الروسي للشرق الأوسط استمرار جهود موسكو لمنع السيناريوهات العسكرية

TT

حذر الرئيس اللبناني العماد اميل لحود من ان التداعيات التي ستترتب على اللجوء الى الحرب «لن تقتصر على العراق وحده بل ستشمل دولاً كثيرة حتى تلك التي تظن انها في مأمن». ولفت الى ان «اسرائيل تبيّت لاعمال عدوانية ضد لبنان وسورية. وقد تستغل انشغال العالم باحداث الحرب، اذا ما وقعت، لتحقيق غاياتها الانتقامية». ونوه بالموقف المشترك الذي صدر اول من امس عن وزراء خارجية فرنسا وروسيا والمانيا، بعدم السماح بتمرير مشروع قرار في مجلس الامن يجيز استخدام القوة ضد العراق.

وابلغ لحود الى المبعوث الروسي الخاص للشرق الاوسط السفير اندريه فيدوفين، الذي التقاه امس «ان مثل هذا التوجه الذي يتنامى في العالم، يؤكد على اتساع الارادة الدولية الداعية الى ابعاد شبح الحرب عن العراق، والافساح في المجال امام المفتشين الدوليين للقيام بالمهمات التي حددها لهم القرار».

ولفت الرئيس اللبناني المبعوث الروسي الى مواقف اسرائيل وتصرفاتها خلال الاسابيع الماضية، معتبراً «انها تبيت لاعمال عدوانية ضد لبنان وسورية، وقد تستغل انشغال العالم باحداث الحرب اذا ما وقعت، لتحقيق غاياتها الانتقامية». واكد: «ان لبنان حريص على تفويت الفرصة على العدو الاسرائيلي، وان التدابير التي اتخذتها القوى الامنية بالتنسيق مع المقاومة الوطنية هدفها منع حصول اي عملية ابعاد للفلسطينيين الى الاراضي اللبنانية».

وعقب اللقاء، قال فيدوفين الذي التقى ايضاً رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري ونائب رئيس الحكومة عصام فارس، ان البحث «تناول الاوضاع في المنطقة ككل، وهي تشهد تطوراً دراماتيكياً يوماً بعد يوم. ونحن في روسيا الاتحادية نعتقد انه يجب الا نبقى مكتوفين بل علينا الاستمرار في بذل جهودنا لمنع السيناريوهات العسكرية التي نعتبرها خطيرة ومأساوية جداً بالنسبة الى مستقبل هذه المنطقة، اذ من الممكن ان تؤدي الى المزيد من المآسي والتطرف والمزيد من الانقسامات العرقية والطائفية والسياسية، والى زعزعة الاستقرار في هذه المنطقة، الامر الذي سيشكل ضرراً للجميع سواء لشعوب المنطقة او العالم. لذلك نعتقد ان المطلوب هو تشجيع عمليات التفتيش ونزع السلاح التي تقوم بها الهيئات الدولية في العراق. ونعتقد ان هناك خطوات مهمة قد حصلت في الايام الاخيرة وهي خطوات ايجابية لجهة تدمير صواريخ «الصمود ـ 2» والسماح باستجواب العلماء العراقيين وتقديم المعلومات المطلوبة. وهذه كلها يجب ان تستمر وتتعزز».

واعتبر فيدوفين «ان الحل في الشرق الاوسط يجب ان يكون حلاً شاملاً، بمعنى ان يشمل قضية فلسطين والمسار السوري والمسار اللبناني. واذا كانت هناك نقطة مضيئة في هذا الظرف الدراماتيكي والمأساوي بالذات، فهذه النقطة هي الاستقرار الذي يسود منذ فترة منطقة الحدود الجنوبية (في لبنان). ونحن نأمل ان يستمر هذا الاستقرار. وهذه مساهمة كبرى في عدم حصول مآس وكوارث من جديد».

وسئل فيدوفين اذا كانت روسيا ستستخدم حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار الجديد الذي تنوي واشنطن تقديمه الى مجلس الامن حول العراق، فأجاب: «ان روسيا وفرنسا والمانيا متضامنة في هذا الامر ومعها الصين كذلك. ولن تسمح بتمرير قرار يسمح باستخدام القوة. اما كيف يكون ذلك، فسنرى. والامور ستكون واضحة في مجلس الامن عندما ينعقد للبحث في تقرير المفتشين الدوليين. ونعتقد ان القرارات الموجودة والصادرة عن مجلس الامن هي قرارات كافية خصوصاً القرار 1441 والقرار 1284 ونعتقد انه من الافضل التركيز على تنفيذ هذه القرارات، فنفتح بذلك افقاً سياسياً وسلمياً لحل الازمة العراقية».

وبعد لقائه الحريري، قال فيدوفين: «رحبنا بجهود لبنان وسائر الدول العربية الهادفة الى تجنيب هذه المنطقة الحرب، كما رحبنا بقرارات القمتين العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز ازاء العراق».