أميركا تستبق هجوما لكوريا الشمالية بإرسال قاذفات للمحيط الهادي

TT

لندن ـ سيول ـ وكالات الأنباء: وصلت قاذفات اميركية الى منطقة غرب المحيط الهادي الليلة قبل الماضية لردع كوريا الشمالية في حالة شن واشنطن حربا على العراق وسط مؤشرات عن وجود اتصالات غير رسمية مع بيونغ يانغ حول طموحاتها في امتلاك اسلحة نووية.

ونقلت وكالة كيودو للانباء اليابانية عن مسؤول اميركي رفيع قوله امس ان كوريا الشمالية تمضي قدما في استعداداتها لتجربة الصاروخ رودونغ متوسط المدى وهو مختلف عن الصاروخ قصير المدى الذي اجريت عليه تجربة في الاسبوع الماضي قبيل ساعات من اداء رئيس كوريا الجنوبية روه موه هيون اليمين الدستورية.

ونقلت الوكالة عن المسؤول قوله «في هذه المرحلة نحن قلقون من الصاروخ رودونغ، اذ اننا نراقب الوضع عن كثب».

ولم تذكر الوكالة مزيدا من التفاصيل، ولكن المسؤول قال ان الحكومة اليابانية ستبلغ اذا ما ظهرت معلومات عن اقتراب موعد اطلاق الصاروخ.

ويعتقد خبراء ان ما يصل الى مائة صاروخ رودونغ الذي يبلغ مداه نحو 1300 كيلومتر قادرة على ضرب اليابان تم نشرها بالفعل.

وقال القصر الازرق الرئاسي انه من المتوقع ان يلتقي يوم امس روه مع مستشارين امنيين لبحث التوترات في شبه الجزيرة بعد ساعات قليلة من وصول القاذفات الاميركية الى غوام.

وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الذي أمر بنشر 24 قاذفة في لقاء صحافي انه قرار حكيم. ودافعت استراليا حليفة الولايات المتحدة عن نشر الطائرات الاميركية. وقال وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر في كانبيرا «لا اعتقد ان الادارة الاميركية اتخذت قرارا ببدء عمليات نشر متقدمة لقوات تهدد بها كوريا الشمالية».

وطالبت استراليا وهي واحدة من عدد محدود من حلفاء الولايات المتحدة الذين تربطهم علاقات دبلوماسية بكوريا الشمالية باجراء محادثات متعددة الجوانب لحل الازمة المتفاقمة في شبه الجزيرة.

ولكن واشنطن وسول فيما يبدو على خلاف بشأن كيفية التعامل مع الشطر الشمالي من الجزيرة وخاصة حول ما اذا كان يستخدم معه القوة لاحباط خططه النووية.

الا ان الاثنتين اجرتا اتصالات غير رسمية مع كوريا الشمالية خلال الاسبوعين الماضيين بالرغم من رغبة واشنطن في اجراء محادثات متعددة الجوانب بدلا من محادثات ثنائية كما تطالب بيونغ يانغ.

كما تريد الصين ان تجري واشنطن وبيونغ يانغ محادثات مباشرة وقال وزير الخارجية الصيني تانغ جيا شيوان امس ان ممارسة الضغوط او فرض عقوبات على بيونغ يانغ لن تؤدي سوى الى مزيد من «التعقيدات».

وصرح تانغ في مؤتمر صحافي «طالما طالبنا بالحوار وعارضنا ممارسة الضغوط او فرض عقوبات على كوريا الشمالية بدلا من حل المشكلة لن يؤدي هذا سوى الى تعقيد الوضع». وتحث الولايات المتحدة والصين التي تقدم لكوريا الشمالية اغلب واردات الغذاء والنفط على استخدام نفوذها لاخضاع بيونغ يانغ.

ويقول محللون ان بكين الصديق القديم للشطر الشمالي من كوريا تخشى من احتمال ان تؤدي الضغوط او العقوبات الى مزيد من التحدي من جانب الشطر الشمالي او حتى الى انهيار البلاد، مما قد يسبب تدفق ملايين اللاجئين على الصين.

وكانت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، اللتان لا تربطهما علاقات دبلوماسية، قد اجرتا محادثات في برلين وكذلك عبر الامم المتحدة في نيويورك.وجاءت تلك المحادثات قبل واقعة اعتراض اربع مقاتلات من كوريا الشمالية لطائرة استطلاع اميركية في المجال الجوي الدولي قبالة شبه الجزيرة. وهذه الواقعة جاءت عقب تقارير متكررة من كوريا الشمالية عن ان طائرات الاستطلاع ار.سي/135 قامت بطلعات تجسس داخل المجال الجوي للدولة الشيوعية.

وبالرغم من ان كوريا الشمالية لم تعلق بعد على هذه الواقعة الا ان صحيفة رودونغ سينمون اليومية نشرت مقالا يحث كل الكوريين على مواجهة الولايات المتحدة.

وقال رامسفيلد ان الرئيس الاميركي جورج بوش يفضل استخدام الدبلوماسية بمساعدة كوريا الجنوبية واليابان والصين وروسيا لتسوية الازمة النووية.

وفي ذات السياق، دعا الرجل الثاني في نظام كوريا الشمالية رئيس مجلس الشعب كيم يونغ نام في حوار نشرته امس صحيفة بريطانية واشنطن الى عدم «تسميم الوضع» بين البلدين.

وقال المسؤول الكوري الشمالي في المقابلة «الحصرية» بحسب صحيفة «ديلي ميل» «ان اقتراحنا يتضمن اجراء مباحثات ترتكز على مبدأ المساواة». واوضح انه «يجب على الولايات المتحدة ان تتوقف عن تسميم الوضع وان ترد لاننا لن نبقى جالسين بهدوء في الوقت الذي تعتدي فيه على سيادتنا».

واعتبر المسؤول ان «لا احد اثار وأجج هذه الازمة النووية غير الولايات المتحدة»، مشيرا الى ان واشنطن «تسعى الى تدويل مبادراتها لخنق جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية»، مضيفا ان «هناك جهات اخرى تقترح الان اجراء مباحثات متعددة الاطراف ولكن هذا لم يؤد سوى الى تورطها في المشكلة لتصبح جزءا منها».