سجناء «القاعدة» وطالبان يتمتعون لأول مرة في معسكر جديد بحرية الحركة وبعض أنواع التسلية

المتحدث باسم غوانتانامو: سننقل المتعاونين مع السلطات وغير الخطرين للمعسكر الرابع

TT

تفتتح السلطات الاميركية معسكرا جديدا لأسرى «القاعدة» وطالبان (متوسط الاجراءات الامنية) خلال الايام المقبلة، تقل فيه الممنوعات، وابرز التسهيلات التواصل بين السجناء والصلاة الجماعية التي حرموا منها طويلا في معسكري «اشعة اكس» و «دلتا» الذي يطل على مياه البحر الكاريبي.

والمعسكر الجديد اسمه «الرابع» وسيكون بمثابة محطة «تأهيلية» أخيرة، قبل الافراج عن سجناء «القاعدة» وطالبان.

وموقع المعسكر الجديد سيكون داخل معسكر «دلتا» الذي يستضيف 650 من سجناء «القاعدة» وطالبان يمثلون 44 جنسية، وهو عبارة عن عنابر كبيرة، يسع كل منها 12 من معتقلي «القاعدة» وطالبان، وبداخل كل عنبر صالة كبيرة تستخدم لاقامة الشعائر الدينية، وممارسة انواع من الرياضة البدنية، بصفة شبه يومية.

ولاول مرة منذ اكثر من عام سيتمتع سجناء «القاعدة» في المعسكر بالنوم ليلا دون الاضواء المبهرة، الموجودة حاليا في معسكر «دلتا» طبقا لنظرية عالم النفس الروسي بافلوف، والتي اطلق عليها فيما بعد «غسيل المخ» بتعريض الانسان للإرهاق من تجويع وحرمان من النوم، فتصبح خلايا مخه شبه مشلولة عن العمل والمقاومة بل تصبح عاجزة عن الاحتفاظ بما اختزنته.

والمعسكر «الرابع»، حسب المصادر الاميركية، ربما يكون اشبه بمعسكر «تأهيلي» لهؤلاء الاسرى الذين لم يثبت عليهم شيء، وكانوا متعاونين اكثر مع جهات التحقيق قبل عودتهم الى بلدانهم الاصلية. وكانت محاولات انتحار معتقلي «القاعدة» وطالبان قد اثارت الشهر الماضي مجددا الشكوك في الظروف التي يعيش فيها المعتقلون، وتؤكد ما تناقلته وسائل الإعلام حول تعرضهم للتعذيب والضغوط النفسية.

يذكر ان اول مجموعة من المعتقلين وصلت الى كوبا قبل اكثر من عام، وطالبت العديد من المنظمات الحقوقية من بينها «العفو الدولية» بالافراج عمن يثبت انه لم يتورط في انشطة ارهابية مع «القاعدة» التي يلاحق زعيمها اسامة بن لادن، كمتهم رئيسي في الهجمات الارهابية على نيويورك وواشنطن في سبتمبر (ايلول) 2001.

ورفض الملازم الاول جونسون باري المتحدث الاعلامي باسم قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية ان يكشف لـ «الشرق الاوسط» عن اسماء او جنسيات سجناء «القاعدة» وطالبان، الذين يقدر عددهم بنحو 200 اسير، اي ثلث اجمالي عدد المحتجزين، المقرر نقلهم الى المعسكر «الرابع» في غضون الايام المقبلة.

وفي جميع اجوبة الملازم الاول باري التي تلقتها «الشرق الاوسط» عبر البريد الالكتروني، استخدم الضابط الاميركي لفظ «مقاتلين غير شرعيين» عند حديثه عن سجناء «القاعدة» وطالبان، الا انه تحدث عن مزيد من الحريات سيتمتع بها السجناء، وهي من وجهة نظره التواصل المباشر بين السجناء، وحرية القراءة وكتابة الرسائل، وممارسة انواع من الرياضة الخفيفة وصنوف من التسلية التي تعودوها من قبل مثل لعبة الطاولة والدومينو.

* متى يتم نقل سجناء «القاعدة» وطالبان الى المعسكر «الرابع» الجديد؟

ـ لا نستطيع ان نحدد موعدا محددا لنقلهم، ولكن بعض هؤلاء سيتم نقلهم الى السجن الجديد خلال ايام، والبعض الاخر سيتم نقله بحلول الربيع.

* هل يمكن ان تتحدث عن بعض التسهيلات في المعسكر «الرابع»؟

ـ السجناء الذين سيتم نقلهم الى المعسكر «الرابع» سيتمتعون، بمزيد من حرية الحركة غير المتاحة حاليا في معسكر «دلتا»، حيث سيتم السماح لهم بالتواصل المباشر فيما بينهم، وكل عنبر في المعسكر الرابع، سيستضيف 12 سجينا، وستكون داخل العنبر غرفة معيشة ومرحاض وحمام، بالاضافة الى حمامات مشتركة يمكن استخدامها، وصالة كبيرة للاستجمام، يمكن ممارسة بعض الالعاب الخفيفة وانواع التسلية فيها مثل الدومينو والطاولة. وسيزود كل سجين بسرير نوم، ودولاب لتخزين حاجياته الشخصية.

* هل سيسمح للسجناء في المعسكر «الرابع» بالصلاة جماعة وممارسة الشعائر الدينية؟

ـ سيسمح للسجناء بالصلاة جماعة في الاوقات الخمسة في غرفة المعيشة، واخذت في عين الاعتبار ممارسة الشعائر الدينية للمساجين بمزيد من الحرية في المعسكر الرابع

* ما الفرق بين التسهيلات المسموحة لسجناء «القاعدة» وطالبان في سجن «دلتا» والمعسكر الرابع؟

ـ الفرق الاساسي هو حالة التواصل بدون حدود بين سجناء «المعسكر الرابع» الذين سيشعرون انهم يعيشون في حالة «جماعية»، بالاضافة الى ان المعسكر الرابع «متوسط الاجراءات الامنية»، بينما معسكر «دلتا» يحظى باجراءات امنية مشددة، وعليه كثير من القيود المفروضة.

* ما الشروط التي يتم بموجبها نقل سجناء «القاعدة» وطالبان، الى المعسكر «الرابع» الجديد؟

ـ المعسكر «الرابع»، سيستضيف «مقاتلين من الاعداء»، اقل خطورة من غيرهم، وضمن الشروط كذلك التي اخذت بعين الاعتبار، ان هؤلاء السجناء كانوا متعاونين مع سلطات التحقيق، وتبين انهم ايضا يحترمون قواعد العمل بمعسكر «دلتا»، ويمكن الوثوق بهم، اذا ما تم نقلهم الى ظروف معيشية جماعية مع اخرين.

كم عدد السجناء السعوديين او العرب الذي سيتم نقلهم الى المعسكر الجديد ؟

ـ لا نناقش هوية او جنسية السجناء الذين سيتم نقلهم الى «الرابع»، ولكننا حاليا نحتجز نحو 650 مقاتلا من العدو، يمثلون اكثر من 40 جنسية، وهذه الجنسيات تم تحديدها عبر القنوات الرسمية مع السلطات الاميركية.

* ما تعليقكم على التكهنات المثارة في الصحافة الغربية ان المعسكر «الرابع» جاء كضرورة ملحة بعد تزايد محاولات الانتحار في معسكر «دلتا»، والتي بلغت نحو 19 محاولة انتحار بحلول منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي؟

ـ التخطيط لانشاء المعسكر الرابع كان منذ شهور طويلة، بهدف الفصل بين السجناء المتعاونين مع السلطات، والذين يمكن الوثوق بهم، عن غيرهم من السجناء الذين يتطلب احتجازهم تحت اجراءات امنية مشددة.

* هل يمكن القول ان المعسكر «الرابع» خطوة في اتجاه الافراج عن بعض سجناء «القاعدة» وطالبان؟

ـ المعسكر الرابع يمكن القول انه سيكون خطوة «تأهيلية»، للافراج او نقل السجناء المحتجزين، ولكن لا يعني ان نقل السجناء الى المعسكر «الرابع» بات الافراج عنهم وشيكا.

* هل ستكون هناك صالة رياضية داخل المعسكر «الرابع»، تسمح للسجناء بممارسة رفع الاثقال وزيادة معدل اللياقة البدنية؟

ـ سيسمح لهم بمزيد من الوقت لممارسة الرياضة البدنية، وسيمارسون الرياضة الجماعية بصفة شبه يومية، وسيسمح لهم بممارسة انواع من التسلية مثل لعبة الشطرنج والدومينو والطاولة.