سلطات الأمن السعودي تبطل مفعول قنابل ناسفة بمركز «المحمل» التجاري في جدة

16 إصبع ديناميت وقتت لتنفجر في التاسعة صباحا، والمتورطون هواة أو «متواضعو الإمكانيات»

TT

أبطلت سلطات الامن السعودية، صباح امس، مفعول حزمة ناسفة من «اصابع الديناميت» زرعت في مخارج طوارئ مركز «المحمل» التجاري، وسط مدينة جدة (غرب السعودية).

وكشفت مصادر قريبة من التحقيقات الاولية لـ«الشرق الأوسط» انه على الرغم من ان القنابل زرعت باحكام وكانت «موصلة بساعة توقيت محددة للانفجار عند التاسعة صباحا، إلا انه تكشف بعد ابطال مفعولها انها قنابل من صنع اياد هاوية وغير محترفة اطلاقا».

ولم تعلن السلطات عن القبض بعد على المتورطين في العمل الاول من نوعه الذي يطال مراكز تجارية.

وكانت الانباء متضاربة، ظهر امس، حول حجم ونوع القنابل، فبينما شددت المصادر على ان مجموع القنابل 3 فقط (بواقع 16 اصبع ديناميت) إلا ان شهود عيان ذكروا لـ«الشرق الأوسط» من موقع المركز التجاري، ان معلوماتهم تقول ان عدد القنابل كان اكثر من ذلك.

وعلمت «الشرق الأوسط» انه جرى عند الساعة 8 صباحا اخلاء مركز التسوق وبرج المكاتب المجاور من جميع العاملين عبر مكبرات النداء الداخلية. واغلقت جميع المداخل والمخارج (4 في الطابق الاسفل من المركز التجاري و9 في الطوابق العلوية).

وشهد مبنى المركز حضورا كبيرا لجميع فروع اجهزة الامن، وفي مقدمتهم رجال مكافحة المتفجرات الذين مشطوا طوابق السوق التجاري الستة بجميع منافذها، وشدد مسؤولون امنيون على ان الحادثة بسيطة، وقالوا ان التحقيقات ما زالت جارية، وسيكشف عن تفاصيلها لاحقا.

وفي الوقت الذي تترك فيه السلطات السعودية جميع الاحتمالات مفتوحة حول اهداف زرع القنابل داخل مركز تجاري، حتى يتم القبض على المتورطين وانتهاء التحقيقات، شككت مصادر «الشرق الأوسط» في سلامة عقل المتورطين نظرا «لتواضع الامكانات التي زرعت بها الاصابع» الامر الذي يدفع الى الاعتقاد بأن« الفاعل مشتت التركيز منذ اللحظة التي اعد فيها تلك الحزم الفاشلة».

ومن المقرر ان يأخذ المحققون اقوال جميع العاملين في مركز التسوق. وكان موظف في أمن المركز قد أجرى مسحا امنيا لنواحي المركز التجاري في الصباح الباكر وفق جدول العمل الروتيني اليومي، حيث اكتشف وجود الحزمة الناسفة من اصابع الديناميت وابلغ عنها مباشرة ادارة الامن في المركز. وتعتمد ادارة الامن في مراقبتها، بالاضافة الى العنصر البشري، مجموعة كبيرة من كاميرات المراقبة المنصوبة في ردهات المركز.

وفي الساعة الثامنة صباحا كان مركز التسوق والبرج الملاصق (مكاتب لكبار المستثمرين السعوديين، ومكاتب البنك الاهلي التجاري) مطوقا بقوات الامن وآلياتها تحسبا لأي تطور. وعند الظهر جرى اخلاء جميع الوحدات الامنية ليتاح للعاملين في المتاجر ممارسة نشاطهم التجاري.

ويعد مركز المحمل المملوك لشركة صالح بن سالم بن محفوظ واحمد بن صالح كعكي وشركاهم التضامنية، احد اكثر مراكز التسوق في جدة فخامة وجذبا للمتسوقين السعوديين والاجانب. ويتمركز «المحمل»في قلب وسط مدينة جدة القديمة المكتظة بالزوار من جميع الجنسيات.

وتخصص المراسم السعودية جزءا من وقت كبار الضيوف للبلاد لزيارة المركز، حيث كان آخرهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وكان الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان من اول الزعماء الذين زاروا المركز خلال العام الاول من تدشين مشروع «المحمل».