في أعقاب اقتحام المستعمرة: المستعمرون اليهود يطالبون شارون بضم الخليل إلى قريات أربع

الفلسطينيان المسلحان دخلا المصلى بلباس متدينين يهود وفتحا النار

TT

يحاول وزراء اليمين الاسرائيلي والمستوطنون اليهود المستعمرون في الضفة الغربية الضغط على رئيس الوزراء، ارييل شارون، حتى ينتقم لهم من اهالي مدينة الخليل الفلسطينية المحتلة. فيطالبونه بتدمير جميع البيوت الفلسطينية الواقعة على مسافة نصف كيلومتر من مستعمرتهم قريات اربع وبناء المزيد من المستعمرات فوق جبال المنطقة، بل ان المستوطنين طالبوا بأن تضم مدينة الخليل العربية (حوالي 200 ألف نسمة) لتصبح تابعة الى قريات اربع (8000 مستعمر).

وجاء هذا الضغط في اعقاب تسلل فدائيين فلسطينيين من الخليل الى المستعمرة مساء اول من امس، واطلاقهما النار على مجموعة من المصلين اليهود وقتل اثنين منهم وإصابة ستة آخرين بجراح، مما ادى الى ارتفاع عدد القتلى اليهود الى 23 شخصا (معظمهم جنود) واصابة حوالي المائة بجراح خلال اقل من الأشهر الاربعة الماضية.

وكان الفلسطينيان، وهما من حركة «حماس»، قد تمكنا من اقتحام المستعمرة بعد ان اعطبا التيار الكهربائي على الاسلاك الشائكة المضروبة حولها من جميع الاتجاهات، وأحدثا ثغرة في السياج فاصطدما برجل وامرأة فأطلقا النار عليهما واصاباهما بجراح متوسطة. ثم تسلل الفدائيان، وهما يرتديان ملابس المتدينين اليهود المتزمتين، فوصلا الى المصلى اليهودي في المستعمرة، حيث يتم استقبال السبت بالاحتفالات والصلوات. وراحا يطلقان الرصاص باتجاه المصلين اليهود. وقد قتل على الفور زوجان، رجل وزوجته، واصيب بجراح 5 مواطنين مدنيين وجندي. وحضرت في هذه الاثناء تعزيزات كبيرة من الجيش، وراحت تتبادل معهما اطلاق النار. وتبين ان احدهما يرتدي حزاما متفجرا. فما ان اصابته رصاصة حتى انفجر بينما اصيب زميله برصاصتين في الرأس، وقتل.

وقد خرج قادة المستعمرة اليهود يهاجمون الحكومة ورئيسها ارييل شارون، الذي اتهموه بالكذب وبنكث الوعود. وتساءل رئيس مجلسهم البلدي، تسفي كاتسوفي «انت قلت انك ستجلب الأمن لمواطني اسرائيل. فهل نحن لم نعد من مواطني اسرائيل»، وهاجموا محكمة العدل العليا الاسرائيلية التي منعت تنفيذ قرار بهدم جميع البيوت الواقعة على المسار الواصل ما بين الحرم الابراهيمي في الخليل وحتى قريات اربع. وقالوا ان هذه البيوت تحولت الى بؤر للمقاومة المسلحة.

وطالبت غئولا كوهن، وهي وزيرة سابقة في اسرائيل ووالدة وزير الأمن الداخلي الجديد، تساحي هنغبي، بأن تحرق الخليل بأسرها من جراء عملية كهذه قائلة «يجب على الفلسطينيين ان يدفعوا الثمن غاليا».

تجدر الاشارة الى انه منذ 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، نفذت خمس عمليات مسلحة فلسطينية كبرى، ابرزها مقتل 16 مسلحاً عسكرياً اسرائيليا.