السياسة تعصف بأكبر أندية كرة القدم في لبنان

TT

تنعقد اليوم الجمعية العمومية لنادي النجمة، اكبر اندية كرة القدم اللبنانية واكثرها شعبية، لاختيار لجنة ادارية جديدة، في معركة رياضية دخلتها السياسة من اوسع ابوابها يخوض معارضو اللائحة التوافقية التي سعى اليها رئيس النادي منذ 35 سنة عمر غندور، معركة انتخابية تحت شعار «ابعاد الهيمنة السياسية عن النادي»، قاصدين بذلك تيار رئىس الحكومة رفيق الحريري الذي وافق على الحاح غندور «تقديم» نجله بهاء الدين لرئاسة النادي الفخرية.

وكان غندور قد زار الحريري اكثر من مرة لاقناعه بترشيح نجله لرئاسة النادي بعد اعلان غندور استقالته نهائيا من قيادة النادي لتردي اوضاعه المادية، الا ان بهاء الدين الحريري رفض هذا الطلب اكثر من مرة ثم ما لبث ان وافق اخيراً على الرئاسة الفخرية، مبرراً ذلك بعدم قدرته على التفرغ للنادي. وبدا ان الامور تسير وفق المرسوم لها قبل ان تتعالى اصوات معارضة داخل النادي تشكو من «خديعة» قام بها غندور الذي عجز عن سحب المعارضين الذين شكلوا لائحة مضادة رافضين «الهيمنة السياسية على النادي»، وفق ما اكده عضو اللجنة الادارية المستقيلة رياض الاسعد الذي قال لـ«الشرق الأوسط» ان غندور «يلعب من وراء ظهرنا». واشار الى ان اجتماعاً عقد مع غندور وبعض اعضاء اللائحة التوافقية «كشف المستور». وتحدث عن اتجاه لـ«حل نادي النجمة وتشكيل مجلس اعلى للرياضة يضم ناديي النجمة والانصار بالاضافة الى نادي «الرياضي» لكرة السلة» وشكا من محاولات لـ«تسييس وتطييف النادي».

اما غندور فقد ابدى اسفه لقطع محاولات التوافق وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قطعنا مسافة كبيرة للتوافق الى ان اتى من يقول لنا الآن «ابقونا بعيدين عن السياسة». واضاف: «ذهبنا الى الرئىس الحريري بعدما خذلنا الجميع وطلبنا منه نجله لرئاسة النادي لانه لن يفشِّل ابنه وسيدعم النادي بذلك». واعلن غندور انه يسعى لاقناع اللائحة المعارضة بالانسحاب والا فالمعركة ستقع. ورغم اعلانه بأن لديه اصدقاء هنا وهناك في اللائحتين، الا انه توقع فوز اللائحة المدعومة من الرئيس الحريري اذا حصلت المعركة.

ولم ينجح اجتماع مسائي عقد امس بين غندور والاسعد في اقناع الاخير بالانسحاب مما يفتح الامور على عدة احتمالات اكثرها ترجيحاً «تطيير» نصاب الجمعية العمومية اليوم لافساح المجال امام المزيد من المشاورات، ذلك ان الرئيس الحريري اشترط على غندور التوافق على اللائحة المدعومة منه. ونقل عن الحريري قوله لغندور خلال احدى الجلسات التي جمعتهما: «انا لست في معركة مع احد، اذا كان هناك اي مشروع آخر لانقاذ النادي فأنا معه». وتوقعت اوساط مراقبة انسحاب اللائحة المدعومة من الحريري اذا استمر ترشيح الاسعد واللائحة المعارضة.

ويمتلك غندور تأثيراً قوياً على الجمعية العمومية يقدره البعض بنحو 90 صوتاً من اصل 200 يشكلون اعضاء الجمعية العمومية للنادي، وعليه يتوقع ان تكون له الكلمة الفصل، فاذا رفض الرئيس الحريري الدخول في «لعبة انتخابات رياضية» لا يريد ان ينجر اليها، فان غندور قد يؤلف لائحة «آخر لحظة» كما فعل في اكثر من مناسبة ويعود الى رئاسة النادي مجدداً.