مذكرة أرجنتينية للانتربول لاعتقال 4 مسؤولين إيرانيين

ترقب المطالبة بإيقاف آخرين من لبنان لمسؤوليتهم عن تفجير مقر يهودي في بوينس آيرس قبل 9 سنوات

TT

طلبت الحكومة الأرجنتينية من الشرطة الدولية (الانتربول) أمس اعتقال 4 مسؤولين ايرانيين، هم وزيران ودبلوماسيان سابقان، لتورطهم على حد زعمها في ما تنفي طهران مسؤوليتها عنه دائما، وهو تفجير مقر الجمعية الاسرائيلية ـ الأرجنتينية XأمياZ في منتصف 1994 في بوينس آيرس، بحصيلة 85 قتيلا و300 جريح.

ولم يتضمن الخبر من وكالات الأنباء جميع أسماء المطلوب اعتقالهم بموجب المذكرة التي كانت مرتقبة، الا أن «الشرق الأوسط» اتصلت بمسؤول أمني أرجنتيني، طلب عدم ذكر اسمه حين ذكر أنهم: علي فلاحيان، وزير الأمن الايراني السابق، اضافة الى محسن رباني، الملحق الثقافي سابقا في سفارة ايران ببوينس آيرس، وعلي أكبر برفاريش، وهو دبلوماسي سابق فيها أيضا، ثم بارات علي بلش عبادي، المسؤول السابق عن ارساليات البريد الدبلوماسي في السفارة، ممن وصفهم القاضي الاتحادي الأرجنتيني، خوان خوسيه غاليانو، المكلف بالتحقيق في عملية التفجير، بأنهم «بعض المسؤولين مباشرة عنها، وكان ثلاثة منهم موجودين في البلاد ـ باستثناء فلاحيان ـ يوم وقوع العملية» وفقا لما كتب في حيثيات المذكرة «مما يشير الى أن هناك أسماء أخرى قد ترد في مذكرة ثانية للانتربول قد يصدرها القضاء الأرجنتيني قريبا وتطال مسؤولين آخرين من ايران، وربما من لبنان» على حد تعبير المصدر الأمني بالهاتف من بوينس آيرس أمس.

ويستند قضاء الأرجنتين الى تحقيقات محلية ودولية قامت بها مخابراتها بالتعاون مع نظيرتيها الأميركية والاسرائيلية، وملخصها أن التخطيط للعملية تم خلال اجتماع ضم في طهران وزير الأمن السابق، علي فلاحيان، وكذلك مرشد الجمهورية الايرانية، آية الله علي خامنئي، ومسؤولين ايرانيين آخرين، في حين جاء بعض المنفذين من بيروت بالتعاون مع اللبناني أسعد أحمد بركات، وهو معتقل الآن في البرازيل وكان يقيم بالباراغواي في مدينة سيودادي دل لستي الواقعة على الحدود مع البرازيل والأرجنتين، حيث قدم رباني وزميلاه الدبلوماسيان سابقا بالسفارة الدعم اللوجستي للمجموعة التي أمنت سيارة «فان» بالتعاون مع تاجر أرجنتيني بالسيارات المسروقة، هو السوري الأصل كارلوس طلال الدين، المعتقل منذ عامين في بوينس آيرس، وبعدها أوقفها السائق الانتحاري، وهو اللبناني ابراهيم حسين برو، عند مدخل الجمعية وهي مكتظة بأكثر من 300 كيلوغرام من الديناميت، لتتم العملية من بعدها على الطريقة الأصولية: الشاحنة اقتحمت المقر بما عليها من متفجرات صعقت بجهاز عن بعد، وحولت المكان الى ركام بأقل من دقيقتين في أكبر عملية تفجير تعرفها الأرجنتين في تاريخها، وجاءت بعد عامين من تفجير استهدف مقر السفارة الاسرائيلية ببوينس آيرس، حيث قضى 29 شخصا وجرح 80 آخرون.

وذكر المصدر الأمني من بوينس آيرس أمس أيضا أن القضاء الأرجنتيني طلب قبل يومين من نظرائه في لبنان وسورية واسرائيل «معلومات عن السائق الانتحاري، ابراهيم حسين برو، بهدف التأكد مما اذا كان ناشطا عام التفجير في «حزب الله» اللبناني، أو سواه، لأن القاضي غاليانو لا يعير أي اهتمام لبيان صدر بعد أسبوع من العملية عن جماعة «أنصار الاسلام» تحملت فيه مسؤولية التخطيط والاعداد والتنفيذ، ولا يراه الا بيان تمويهي يهدف الى خلط الأوراق وابعاد الشبهة عن المسؤولين الحقيقيين».

وكانت الخارجية الايرانية قد استدعت منذ 12 يوما القائم بالأعمال الأرجنتيني، أرنستو كارلوس الفاريس، لتبلغه احتجاج طهران الشديد على نية بلاده اللجوء للانتربول لملاحقة ما تزعم الأرجنتين بأنهم مسؤولون من قادتها ودبلوماسييها عن تفجير المقر، حيث طالبه مهدي محتشمي، مدير عام الخارجية الايرانية للشؤون الأميركية، برد «سريع ورسمي ولائق من الحكومة الأرجنتينية» على ما يتم تسريبه حول عملية، تنفي ايران دائما مسؤوليتها عنها وتصف الزج باسمها فيها بأنه «من سمات الأصابع الصهيونية التي تسعى للاساءة لايران وتشويه سمعتها» وفق ما ورد في بيان من حميد رضا آصفي، المتحدث باسم الخارجية الايرانية وعزا فيه الحادث لأسباب داخلية في الأرجنتين متأزمة.

وعلى أثر الاحتجاج الايراني رفض وزير الخارجية الأرجنتيني، كارلوس روكاوف، التعقيب يومها، واكتفى بالقول: «لندع الأمور تأخذ مجراها الدستوري، لأن المسألة هي في يد القضاء الذي لا تتدخل الحكومة في قراراته على الاطلاق».

وكان المدعيان العامان الأرجنتينيان، ألبيرتو نيسمان وخوسيه بارباسياه، قد أوصيا القاضي الاتحادي الأرجنتيني، جوزيه غاليانو، حين قدم لهما ملخصا عن تحقيقاته التي انتهت قبل 3 أسابيع، بأن يلجأ للانتربول لملاحقة من تزعم الأرجنتين بأنهم متورطون، ومنهم سفير ايران السابق لدى الأرجنتين، هادي سليمان بور، والملحق الثقافي السابق محسن رباني، ومعهما وزير الامن الايراني الاسبق، علي فلاحيان، الى جانب مرشد الجمهورية الايرانية، آية الله علي خامنئي، مع قادة من «حزب الله» اللبناني، ومن بينهم عماد مغنية، المدرج على لائحة الارهاب الأميركية بجائزة للقبض عليه قيمتها 25 مليون دولار. الا أن المذكرة الأرجنتينية للأنتربول أمس اكتفت بالمطالبة باعتقال 4 مسؤولين ايرانيين الى الآن.