إسرائيل تبلغ مصر رسميا عدم صحة فرضها السيطرة على «المثلث البحري»

TT

احتوت إسرائيل أمس أزمة كادت تعصف بعلاقاتها المتردية والهشة مع مصر، ونفت في اتصالات رسمية مع القاهرة اعتزامها فتح ملف علامات ومناطق الحدود المتعارف عليها بين الطرفين منذ تبادل التمثيل الديبلوماسي وانتهاء المواجهة العسكرية. وتلقت السلطات المصرية تأكيدات رسمية عبر سفارتها في تل أبيب من وزارة الخارجية الإسرائيلية تشير الى عدم وجود أي نية لدى إسرائيل لمحاولة فرض سيطرتها على منطقة حدودية بحرية مصرية كانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد كشفت النقاب عنها أول من أمس.

وقال مسؤولون مصريون ان القاهرة طلبت إيضاحات سريعة من تل أبيب حول فحوى التقرير الذي نشرته الصحيفة الإسرائيلية استنادا إلي مصادر بوزارتي الخارجية والدفاع في إسرائيل ومفاده أن إسرائيل قررت من جانب واحد فرض سيطرتها على منطقة تسمى «المثلث البحري» جنوب منطقة ايلات خلافا للاتفاقيات المبرمة بين مصر وإسرائيل بموجب معاهدة كامب ديفيد عام 1979.

وأوضح هؤلاء «ان الرد الرسمي الإسرائيلي نفى صحة ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية، وأكد أن إسرائيل لا تسعى لافتعال أزمة شكلية مع مصر بهذا الخصوص». وعلمت «الشرق الأوسط» أن اتصالات وتحركات تقوم بها الخارجية المصرية لمتابعة مانشر حول ضم اسرائيل المثلث البحري جنوب ايلات. وكشفت مصادر رفيعة المستوى عن وجود اتصالات عاجلة أجرتها الخارجية المصرية مع سفارتها في تل أبيب وطلبت موافاتها بتقرير مفصل حول هذا الموضوع.

وفيما استبعدت المصادر أن تقدم اسرائيل على هذه الخطوة، قالت: «ان هذه المنطقة متنازع عليها وأن الحدود البحرية مازالت مشاعاً ،ولم يتم تحديدها أو ترسيمها منذ توقيع معاهدة السلام عام 1979. وفى أعقاب ما نشرته «الشرق الأوسط» أمس في هذا الصدد أجرى التليفزيون الرسمي المصري لقاء عاجلا مع محمد بسيونى آخر سفير مصري في تل أبيب، حيث فند الادعاءات والمزاعم الإسرائيلية، وأكد على خلو الحدود المصرية ـ الإسرائيلية من أي مشكلة تتعلق بالترسيم أو علاماتها. وقال: «هذه القصة لا تستند إلي أي واقع على الإطلاق، وليس لها أي وجه من الصحة». واضاف لـ«الشرق الأوسط»: «بعد ترسيم الحدود بموجب مشارطة التحكيم وما ترتب عليها، انتهت أي مشكلة حدودية عالقة بين مصر وإسرائيل.. الموضوع انتهى عند هذا الحد ولا يوجد أي مبرر لإثارة الجدل حوله.

واستبعد بسيونى وجود أي علاقة بين إعلان أحمد ماهر وزير الخارجية المصري تأجيل الزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون في وقت لاحق هذا الشهر إلى منتجع شرم الشيخ لعقد محادثات هي الأولى منذ عامين مع الرئيس المصري حسني مبارك وبين قصة المثلث البحري المزعوم. وأضاف: «لا يوجد في تقديري أي رابط بين الأمرين وحكاية المثلث البحري غير حقيقية ولا أساس لها من الصحة».