اربكت الانباء المتواترة عن محاولات انتحار اقدم عليها معتقلون في غوانتانامو، اوساط عائلات المعتقلين السعوديين، في حين شكك محامو تلك العائلات بحقيقة ان يقدم موكلوهم على «وضع حد لمعاناتهم بخيار الانتحار لأن معظم المعتقلين من الملتزمين بقواعد الشريعة الاسلامية التي تحرم اقدام المسلم على الانتحار تحت أي ظرف كان».
واتفق المحامي السعودي عبد العزيز القاسم والمحامية البحرينية إلهام علي حسن، مع رأي الدكتور نجيب النعيمي رئيس لجنة الدفاع عن معتقلي غوانتانامو في «استحالة اقدام المعتقلين على هذا الخيار لانه محرم شرعا».
لكن رغم تلك الاعتبارات الدينية، فان المحامين اكدوا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على ان الاتصالات الهاتفية لم تنقطع عن هواتفهم المحمولة. وقال القاسم: «اتصالات كثيرة وردتني يسأل فيها ذوو المعتقلين عن صحة الانباء التي تتحدث عن اقدام بعض المعتقلين على الانتحار». وطالبت إلهام علي حسن السلطات الاميركية بسرعة اطلاق سراح المعتقلين وتخفيف القيود المفروضة عليهم «استجابة لعشرات المذكرات الصادرة عن منظمات حقوق الانسان في جميع دول العالم والتي تدين الاجراءات التعسفية المفروضة على المعتقلين، دون توجيه أي اتهامات ترقى لمستوى الادلة القاطعة».
وفي الوقت الذي قالت فيه ام عبد العزيز عبد الله المطرفي، زوجة رئيس جمعية وفاء الخيرية، وشقيقة ماجد بن حمد الفريح المعتقلين في غوانتانامو، انها تعاملت مع تلك الانباء «ببرود لانني اثق بإيمان زوجي واخي، وهو الايمان الذي يمنعهما قطعيا من محاولة الانتحار».
وقالت عائلات طلبت عدم الاشارة الي اسمائها: «ازعجتنا تلك الانباء لأننا لا نعلم شيئا عن معنويات أبنائنا داخل دوامة الاعتقال، وما نسمعه عن تدابير تعسفية تمارس ضدهم يكفي لاثارة القلق في نفوسنا». من جانبها قالت ام عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «وصلتني رسالة منذ ايام طمأنني فيها ابو عبد العزيز على احواله، وتبين لي ان ثقته بالله مطلقة وشديدة الرجاء بفرج قريب».
واشارت الهام حسن الى ان المعتقلين «مشغولون بقراءة القران الكريم، وهو ما يجعلني استبعد فرضية محاولاتهم الانتحار لما في القرآن من نصوص صريحة بتحريم قتل الانسان لنفسه او نفس غيره». وبدوره، ناشد القاسم المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان واوضاع السجناء بممارسة ضغوطها على السلطات الاميركية ليتم السماح لهم بالاطلاع على حقيقة ما يجري داخل معسكر غوانتانامو.