اسرائيل تغتال إبراهيم المقادمة أحد مؤسسي «حماس» و3 من مرافقيه والقسام تتوعد بقتل قادة سياسيين إسرائيليين

طائرات أباتشي إسرائيلية أطلقت صواريخ على سيارة المقادمة وحولتها إلى كتلة لهب وتبعثرت اشلاء الجثث

TT

في جريمة اغتيال جديدة نفذها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، لقي الدكتور ابراهيم المقادمة، احد ابرز قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وأحد مؤسسيها و3 من مرافقيه، مصرعهم امس بواسطة 5 صواريخ اطلقتها مروحيات عسكرية اسرائيلية باتجاه سيارته، وجرح 10 من المارة.

وقال شهود عيان في غزة ان طائرتين من نوع أباتشي إسرائيلية ظهرت في اجواء مدينة غزة حوالي الساعة الثامنة وعشر دقائق وحلقت على علو منخفض وأطلقت ما لا يقل عن خمسة صواريخ باتجاه سيارة مدنية من نوع «ميتسوبيشي» بيضاء اللون كانت تسير قرب مسجد الروضة المتفرع من شارع «اللبابيدي» في حي النصر شمال مدينة غزة وأصابت ثلاثة صواريخ السيارة إصابة مباشرة مما حول السيارة المدنية إلى كتلة من اللهب وتبعثرت أشلاء الجثث في المكان.

وعلى الفور وجهت حركة حماس مقاتليها في كتائب الشهيد عز الدين القسام باستهداف قادة سياسيين في اسرائيل، ردا على مقتل المقادمة، فيما أدانت السلطة الفلسطينية عملية الاغتيال، التي اعترفت اسرائيل رسميا بارتكابها. ودعا عبد العزيز الرنتيسي احد قادة حماس كتائب القسام، «الى توجيه بنادقهم الى قادة سياسيين وبرلمانيين واحزاب واعضاء في الحكومة الاسرائيلية»، انتقاما لمقتل مسؤول حماس. وقال الرنتيسي «بما ان القتلة من اليهود يستهدفون القيادة السياسية.. فعلى كتائب القسام ان تضع في دائرة استهدافها وتوجه بنادقها الى القيادة السياسية اليهودية التي تعلن الحرب على الاسلام، بما فيها اعضاء في الكنيست والاحزاب والقيادة السياسية الحكومية في اسرائيل وجميعهم قتلة». وقال «اذا لم يكن هناك حرمة لدماء المدنيين من ابناء الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم القادة السياسيون فكيف ستكون هناك حرمة للقادة السياسيين القتلة من امثال رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون و(زعيم حزب العمل الاسرائيلي عمرام) موفاز و(وزير الدفاع شاؤول) متسناع وغيرهم من هؤلاء القتلة المجرمين». وقال الرنتيسي لـ«الشرق الاوسط» ان «الحادث خطير وقام به إرهابيون يهود ويفتح الباب على مصراعيه أمام كتائب القسام لتستهدف القادة السياسيين من القتلة الصهاينة».

وادانت السلطة الفلسطينية اغتيال المقادمة ومرافقيه، محملة الحكومة الاسرائيلية مسؤولية نتائج هذه السياسة. وجاء في بيانها «هذه جريمة اسرائيلية وتعبر عن الطبيعة العدوانية والعنصرية لاسرائيل». واضافت القيادة «انها بذلت وتبذل كل الجهود من اجل التهدئة ووقف اراقة الدماء» وانها «لا تلقى من حكومة اسرائيل وجيش احتلالها غير التصعيد والاغتيال واقتراف الجرائم اليومية والمدانة بحق المواطنين الفلسطينيين». وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني «اننا ندين بشدة حادث الاغتيال ونحمل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة لنتائج استمرار سياسة جرائم الاغتيالات». وطالب «المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وارسال مراقبين دولين على الارض». ومن جهته اعتبر نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عودة سياسة الاغتيالات «محاولة اسرائيلية لتخريب اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني (امس) وتدمير ما تبقى من حوار القاهرة». وابراهيم المقادمة، 52 عاما، من سكان مخيم البريج جنوب مدينة غزة، ويقيم منذ فترة طويلة في غزة. وقال مصدر طبي ان القتلى الثلاثة الاخرين، علاء شكري وعبد الرحمن العمودي وخالد جمعة وجميعهم في العشرينات من العمر، كانوا مع المقادمة في السيارة نفسها التي قصفها الجيش الاسرائيلي. وأوضح ان حوالي عشرة من المارة اصيبوا بجروح جراء القصف الاسرائيلي «وهم من طلاب المدارس، وجروح احدهم، رياض الددة، خطرة، وكان يستقل سيارة ثانية كانت تسير خلف سيارة المقادمة». وكان المقادمة قد امضى اكثر من ثماني سنوات ونصف السنة في السجون الاسرائيلية وثلاث سنوات ونصف السنة في سجون السلطة الفلسطينة بعد قيامها في 1994، وهو محاضر في الجامعة الاسلامية بغزة.

وفي السياق ذاته، هدمت قوات الاحتلال محلين تجاريين بالقرب من مستوطنة «كريات أربع» تعود للمواطن فريد الرازم، وجرفت آليات الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي قرب المستوطنة، تعود للمواطنين فريد الرازم، ونعمان الدعنة. وقتل امس محمود حسن الزينات، 35 عاماً، من سكان مخيم جباليا متأثرا بجراحه التي أصيب بها قبل يومين. وأغلقت قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي «حاجز التفاح العسكري» غرب خان يونس مما زاد من معاناة الفلسطينيين من سكان منطقة المواصي الذين منعوا من الدخول والخروج. وذكرت مصادر مطلعة أن مستوطناً إسرائيليا هاجم بسكين مواطناً مقدسياً خلال سيره في الجزء الغربي من مدينة القدس المحتلة وطعنه مما أدّى إلى إصابته بجروحٍ نقل على أثرها إلى مستشفى «تشعاري تصيدق». وذكرت الشرطة الاسرائيلية أنها ألقت القبض على المستوطن وادعت أنه مختل عقلياً، وهي الذريعة التي كانت تستخدمها سلطات الاحتلال في وصف المستوطنين الإسرائيليين الذين ارتكبوا اعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين تمهيداً لإطلاق سراحهم وعدم محاكمتهم.