مواجهة بين قوات الأمن المغربي وضحايا شركة «النجاة» الإماراتية في الرباط

TT

شهدت الرباط الليلة قبل الماضية مواجهة ساخنة بين قوات الامن وبضعة آلاف من ضحايا «شركة النجاة» الاماراتية الذين تظاهروا امام البرلمان المغربي احتجاجا على عدم انصافهم وتعويضهم، وكانوا يعتزمون قضاء ليلتهم في العراء احتجاجا. كانت الساعة في حدود العاشرة ليلاً. بدت «آثار» الحدث واضحة في ساحة شارع محمد الخامس قبالة البرلمان وسط الرباط.

خرق ممزقة تحمل شعارات ملقاة على أرضية الساحة، أحذية، قمصان ممزقة، عصي مكسرة، ربما كانت تحمل لافتات، بقايا أكياس بلاستيكية، بقايا ساندويتشات، زجاجات مياه فارغة، حطام متناثر.

في طرف الشارع الشمالي الذي يطل عليه «بنك الإنماء الوطني والاقتصادي»، وهو بنك انهار قبل ثلاثة أيام، اصطفت سيارات خضراء اللون، اخضرار يميل للسواد. بداخلها تكدست عناصر من وحدات تعرف في المغرب باسم «السيمي» أي شرطة مكافحة أعمال الشغب يرتدون خوذاتهم ويراقبون الشارع.

في الجهة الأخرى من الشارع توجد محطة القطار. قلة من المسافرين يبحثون عن سيارات أجرة. موقف سيارات الأجرة المجاور لمبنى المحطة فارغ. سيارات الأجرة اختفت. في الساحة التي عرفت «المواجهة» بين قوات الأمن والعاطلين كان هناك ثلاثة عمال يرتدون زياً اخضر يقومون بتنظيف الساحة مما علق بها. كل واحد منهم يحمل مكنسة طويلة ويجر خلفه برميلا بلاستيكيا أخضر اللون كذلك بعجلات صغيرة يجمع بداخله القمامة. العشب بدت عليه آثار «المواجهة». ما أن ينمو هذا العشب حتى يأتي محتجون يقفون فوقه فيلتصق بالأرض من جديد. عشب سيئ الحظ.

في الجانب الأيمن من الشارع تحلقت مجموعة صغيرة حول بائع الصحف الذي يفترش صحفه كل مساء أمام المكتب الرئيسي للخطوط الملكية المغربية .أمامه تمر سيارات ببطء متعمد ويطل سائقون من خلف الزجاج لمعاينة ما يحدث. الجانب الأيسر من الشارع امتلأ بسيارات الشرطة . سيارات بيضاء صغيرة تحمل الضباط، خططت باللونين الأحمر والأخضر. لونان يدلان على «السلطة». وشاحنات خضراء إلى جانبها سيارات زرقاء، وضع شبك حديدي ليغطي واجهتها الزجاجية وكذلك زجاج الجانبين. يبدو أن الغرض من هذا الشبك الحديدي حماية الزجاج من حجارة قد يقذفها متظاهرون غاضبون. مجموعة من رجال السلطة يأتون من شارع خلفي يحملون هراواتهم ويلبسون خوذات يسيرون من غير انتظام لكنهم يتلقون أمراً من أحد الضباط بالانتظام فيصطفون في صفين. الواضح أن هذا «الفصيل» من الشرطة كان يطارد «فصيلا» من المحتجين الذين فرقتهم قوات الأمن وضيقت عليهم الخناق في الأزقة والشوارع الجانبية. المحتجون يعتبرون ذلك «قمعا وتنكيلاًً». الشرطة ترى انها قامت بالواجب في تفريق «تجمهر غير قانوني». الساحة لا تزال مبللة بالمياه بعد أن استعملت خراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين كانوا يعتزمون تمضية ليلتهم في العراء احتجاجاً ، لكن قوات الأمن لم تسمح لهم بتمضية ليلة تحت ضوء القمر. بعضهم سيمضون ليلتهم في المخفر. آخرون في أقسام المستعجلات في مستشفى الحكيم «ابن سيناء». مجموعة أخرى ستعود من حيث أتت. قطعاً هناك من سيصيبهم الفزع مما حدث. هل سيعودون من جديد للساحة للاحتجاج في وسط شارع محمد الخامس قبالة مبنى البرلمان؟ من يدري؟.

صحف الصباح التي طبعت عصر أول من أمس، وقبل أن تشرع الهراوات في أداء واجبها ،اختلفت حول عدد المحتجين. صحيفتان قدرت اعدادهما بحوالي 5000، صحيفة واحدة قدرتهم بحوالي 7000، صحيفة أخرى قالت إنهم 4000. صحيفة خامسة قالت إنهم في حدود 2000. ثلاث صحف لم تنشر خبراً على الإطلاق . بالنسبة لهذه الصحف لم يحدث شيء.