أمين عام «التقدم والاشتراكية» المغربي يصف تصريحات وزير الدفاع الجزائري الأسبق حول الصحراء بـ «الإيجابية»

TT

وصف اسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (غالبية)، تصريحات الجنرال خالد نزار، وزير الدفاع الجزائري الأسبق بشأن الصحراء الغربية بأنها «شيء إيجابي جدا».

ودعا العلوي خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس في الرباط إلى احتضان مثل هذه التصريحات التي «تؤشر على نضج في أوساط القرار لدى إخواننا في الجزائر». وكان نزار قد قال في حوار مع صحيفة «غازيت دو ماروك» الأسبوعية المغربية إن «الجزائر ليست في حاجة إلى دولة جديدة على حدودها».

على صعيد آخر، أعلن العلوي أن حزبه يمضي قدما رفقة حلفائه في «التحالف الاشتراكي» الذي يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب العهد، نحو تقديم مرشحين مشتركين في الانتخابات البلدية والقروية المقبلة في غالبية الدوائر، فيما سيقدم كل حزب مرشحيه بشكل فردي في بعض الدوائر إذا دعت الضرورة إلى ذلك.

ووصف العلوي الانتخابات المقبلة بأنها «أولى المعارك التي تنتظرنا في الشهور القليلة الآتية، وهي محطة سياسية في غاية الأهمية باعتبارها مناسبة تاريخية لا ينبغي تفويتها، وهي أكبر من الحسابات الصغيرة التي ما فتئت أحزابنا تتخبط فيها، والتي تبين النتائج أنه لا جدوى منها».

ودعا العلوي إلى ضرورة تجميع وتفعيل قوى اليسار المغربي لمواجهة من وصفهم بـ«أقطاب اليمين المتعدد والهجين الذي لا طعم له ولا رائحة»، كما دعا الى «مواجهة أقطاب اخرين وغرباء، وأشد خطورة على نسيجنا المجتمعي، أقطاب لا مشروع لهم ولا برنامج، ولا يحيلونا على أي مرجعية ولا على أي أفق».

وردا على سؤال حول من يقصد بأحزاب اليمين وإذا ما كان يستثني أحزاب التجمع الوطني للأحرار والحركة الوطنية الشعبية والحركة الشعبية، التي تشارك أيضا في حكومة إدريس جطو، قال العلوي إن هذه الأحزاب الثلاثة «تمثل الطرف الثاني في ذلك الحل الوسط التاريخي الذي قمنا بتبنيه في عام 1998»، في إشارة إلى تجربة حكومة التناوب التي قادها عبد الرحمن اليوسفي الامين العام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتي ضمت أحزابا محسوبة على اليمين.

وسئل العلوي حول ما إذا كان من خلال دعوته إلى بناء قطب يساري يعلن موت «تحالف الكتلة الديمقراطية» الذي يضم حزب الاستقلال، الذي يحسبه عدد من المراقبين السياسيين المغاربة حزبا يمينيا، فكان رده «ما زلنا نعتبر أنفسنا داخل إطار الكتلة، وحزب الاستقلال كما يعلم الجميع له جذوره الشعبية التي لا يمكن لأحد أن ينازع فيها، وتمثل طموحات فئات واسعة، ويشاركنا همنا في العمل على إعادة إنعاش الكتلة».

وذكر العلوي أن حزبه راسل كل أعضاء الكتلة، وأوضح أنه تلقى جوابا مكتوبا من حزب اليسار الاشتراكي الموحد ومن حزب الاستقلال، «لكننا ما زلنا ننتظر بفارغ الصبر جواب إخوتنا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي لا يمكن تصور بناء قطب يساري من دونه».

وفي معرض جوابه على سؤال حول ما إذا كان تقدم حزب العدالة والتنمية (الاصولي المعتدل) في انتخابات 27 سبتمبر (أيلول) الماضي وراء دعوته إلى توحيد قطب اليسار، خوفا من اكتساح «العدالة والتنمية» للانتخابات المقبلة، أكد العلوي أن نتائج انتخابات 27 سبتمبر كان لها وزنها، لكنها ليست الوحيدة التي تحكمت في النداء، وأشار إلى أن حزب العدالة والتنمية، الذي اختار الممارسة السياسية ضمن النظام الديمقراطي العام والمؤسساتي، يمثل حركة في الواقع تضم أناسا وتيارات مختلفة المشارب حتى وإن كانت مرجعيتها واضحة. واستدرك قائلا «هناك أيضا توجهات فاشيستية داخل هذا الحزب، كما توجد توجهات ديمقراطية بكل معنى الكلمة، ويجب أن يقع نوع من التمييز التدريجي بين هذه التوجهات الموجودة داخله».

وبشأن تعليقه على تصريحات التهامي الخياري الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية التي قال فيها إن المغادرين من حزبه إلى «التقدم والاشتراكية» تلقوا مبلغا ماليا في حدود 100 ألف درهم (حوالي 10 آلاف دولار)، قال العلوي «سامح الله الخياري الذي ينعت حزبه القديم بهذه الأشياء. هذه ترهات لا تستوجب الوقوف عندها في هذا اللقاء».