رئيس لجنة الخارجية في البرلمان الجزائري: الجزائر لم تكن يوما تنشئ دولا وتعزل أخرى

TT

أكد الصادق بوقطاية رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة البرلمانية الجزائرية الأولى)، أمس، أن «الشعب الصحراوي وحده مخول لتقرير المصير الذي يناسبه، ولا يمكن لأي شخص آخر أن يفرض عليه رأيه»، في إشارة إلى وزير الدفاع الجزائري الأسبق الجنرال خالد نزار الذي نصح الجزائر بضرورة نفض يدها عن القضية وعدم تشجيع إقامة دولة صحراوية مستقلة.

وأوضح بوقطاية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تصريحات الجنرال نزار لا تلزمه إلا هو شخصيا»، فضلا عن أن «الجزائر لم تكن يوما تنشئ دولا وتعزل اخرى». وشدد على أنه «لا خالد نزار ولا غيره مخول للحديث عن الصحراء الغربية، والحلول محل الشعب الصحراوي، بل هي قضية تكفلت بها الأمم المتحدة منذ سنوات عديدة وهي الوحيدة المؤهلة لحلها».

واستبعد بوقطاية أن تكون تصريحات الجنرال المتقاعد، التي أدلى بها للأسبوعية المغربية «لاغازيت دو ماروك»، صدى لما يفكر فيه قادة الجيش الجزائري، لأن «الجيش مؤسسة دستورية مسؤولوها معروفون، أما نزار فهو إنسان متقاعد ولا يمكنه التحدث باسم المؤسسة». واتهم بوقطاية وزير الدفاع الأسبق بـ«الإفلاس السياسي»، مشيرا إلى أن هناك من يطلق «تصريحات قد تخدمهم كأفراد لكن لا تخدم المصلحة العليا للجزائر». غير أنه قلل من أهمية كلام نزار وتأثيره على الرأي العام وعلى الدولة الجزائرية، وقال «لا أعتقد أن مثل هذه التصريحات تهز الدبلوماسية الجزائرية أو الدولة الجزائرية أو تترك الجزائر تتراجع عن مبادئها».

من جهة أخرى، حمل الجنرال نزار، في تصريح جديد، السياسيين مسؤولية الركود والاحتقان اللذين عرفتهما العلاقات الجزائرية ـ المغربية بسبب الصحراء الغربية.

وقال، في حوار مع صحيفة «لانوفال ريبوبليك» نشرته أمس، إن «السياسيين عجزوا عن إيجاد حل للمعضلة الصحراوية منذ ثلاثين عاما، وعليهم الآن أن يكفوا عن البحث عن كبش فداء، وكل سياسة شجاعة تكون دائما أليمة».

وجدد نزار تأكيده على أن العسكريين الجزائريين لا يمنعون السياسيين كي يجدوا مخرجا مشرّفا من المأزق الذي حشر فيه السياسيون شعوبهم». وأوضح أنه ما دام محكوما على الجميع أن يجدوا مخرجا سلميا، فلماذا لا يكون ذلك في أسرع وقت. وبدا نزار ملحا على ضرورة تجاوز الخلاف الجزائري المغربي بسبب قضية الصحراء، ودعا المسؤولين إلى الإسراع في الحل قبل أن يكون ذلك مفروضا عليهم من قبل نفس الجهة التي تركت المنطقة بهذه الحدود، والتي تنادي الآن ببناء فضاء موحد. وقال إن «الدعم الذي قدمته الجزائر للصحراويين، يعتبره هؤلاء الطريقة المثلى لمنع قيام الاتحاد المغاربي.