قالت مصادر مطلعة إن جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة في مصر بدأت جهودا حثيثة لاطلاق محطة تلفزيونية فضائية تنطلق من القاهرة عبر القمر الصناعي المصري « نايل سات». وقال احد كبار المحسوبين على التنظيم العالمي للاخوان المسلمين انها «خطوة تأخرت كثيرا ومنبر اعلامي كان من الضروري ظهوره قبل عشر سنوات على الاقل». ورشحت مصادر الاصوليين احمد منصور المذيع بقناة «الجزيرة» القطرية الذي يقدم برنامجي «شاهد على العصر» و«بلا حدود» لتولي رئاسة تحرير المحطة الوليدة، الا ان مصادر اعلامية في لندن قالت ان منصور لن يترك «الجزيرة»، ولكنه قد يلعب دورا مهما في اختيار الكوادر الاعلامية بالمحطة. وذكرت مصادر الاسلاميين ان هناك اكثر من اسم اعلامي من المحسوبين على التيار الاخواني، عملوا من قبل في مجلات اسلامية، مرشحون للانتقال الى محطة «الاخوان» التلفزيونية. واشارت الى ان كادر صحيفة «الشعب» المصرية لسان حال حزب العمل المجمدة أنشطته الآن، مرشح هو الاخر للانتقال الى المحطة الجديدة. من جهته قال مأمون الهضيبي المرشد العام للاخوان المسلمين في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»: «نتمنى من الله عز وجل ان يتحقق ذلك، ولكن ذلك على ارض الواقع يعتبر مسألة صعبة للغاية، لاننا نبحث في الاول عن كيان قانوني واعتراف رسمي من قبل الدولة». الا ان المرشد العام للاخوان المسلمين «لم ينف التفكير في مثل هذا الامر». وقال ان «اصدار محطة فضائية تتحدث باسم الاخوان قد يكون امرا مقبولا، اذا كنا نتعامل مع جهات تعشق الرأي والرأي الاخر». واوضح ان التمويل المالي لن يكون مشكلة، «ولكن يسبق ذلك اعتراف الدولة بنا». وطوال عقود مضت لم تكف الجماعة المحظورة عن السعي لامتلاك منبر إعلامي بأي طريقة، خاصة في ظل العلاقة القلقة بين الجماعة والسلطات المصرية التي تتغاضى أحيانا عن مساعي الاخوان للتعبير عن أنفسهم علانية عبر منابر يمكن وقفها. ويصدر حاليا عن التنظيم العالمي للاخوان بلندن «رسالة الاخوان» وهي رسالة اسبوعية، ويتسلمها المشتركون عبر البريد، وتتضمن كلمة المرشد العام الشيخ مأمون الهضيبي، وفيها اخبار تتعرض لاحوال المسلمين حول العالم خصوصاً في فلسطين والشيشان وافغانستان. وكانت تصدر عن الجماعة «مجلة الدعوة» وهي شهرية، لكنها توقفت قبل نهاية العام الماضي. وقال احد القائمين على اصدارها لـ«الشرق الاوسط» انها ستعود قريبا بعد تطوير كثير من ابوابها.