مقتل جندي إسرائيلي وجرح اثنين في اشتباك مع سرايا القدس في طولكرم

«كتائب القسام» ـ الجناح العسكري لحركة «حماس» تتبنى مسؤولية عملية الحرم الإبراهيمي في الخليل

TT

قتل امس احد عناصر القوات الخاصة الاسرائيلية وجرح اخران خلال معركة وقعت في بلدة صيدا شمال مدينة طولكرم في الضفة الغربية، بين قوات الاحتلال ومسلحين من سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي. وقتل في المعركة ايضا احد عناصر الجهاد. واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي واصابة آخر بجراح طفيفة لكنه زعم بأن مقاتلين فلسطينيين استسلما للقوة المهاجمة.

في غضون ذلك واصلت قوات الاحتلال امس عمليات المداهمة والاعتقال في عدد من مناطق الضفة الغربية شملت ما لا يقل عن 22 فلسطينيا، وحاصرت بعد ظهر امس بناية في مدينة رام الله واعتقلت محمود حسيب الذي زعمت بانه قائد مجموعة تابعة لحركة فتح في رام الله.

واصدرت سرايا القدس امس بيانا اكدت فيه مسؤوليتها عن مقتل الجندي. وقالت ايضا ان جنديين وليس جنديا واحدا اصيبا في الاشتباكات التي وقعت في بلدة صيدا شمال الضفة الغربية. واعلنت سرايا القدس في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه عن «استشهاد رامي الاشقر، 21 عاما» وقالت انها «اذ تزف الى رضوان الله مجاهدها الفارس وشهيدها البطل الذي سطر ملحمة ايمانية في العطاء والصبر والالتزام لتؤكد ان صراعنا مع العدو الغاصب مستمر ومفتوح ولا يقبل المساومة». وقالت سرايا القدس في بيانها ان عناصرها استطاعوا الليلة قبل الماضية «استدراج قوة صهيونية خاصة (مكونة من الجيش والمظليين والوحدات الخاصة» اقتحمت قرية صيدا قضاء طولكرم، لكمين محكم وخاضوا معهم (عناصرها) اشتباكا عنيفا ادى الى مقتل جندي واصابة اخرين بجراح حسب اعتراف العدو الصهيوني».

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية عن مصدر عسكري اسرائيلي ان عناصر المقاومة في القرية فجروا عبوة ناسفة كبيرة بالقرب من مجموعة من جنود الاحتلال لكنها لم تسفر عن اي خسائر في صفوف الاسرائيليين على حد زعم الناطق باسم الجيش. واقرت مصادر عسكرية اسرائيلية بان عناصر سرايا القدس قاتلوا ببسالة. يذكر انه قبل عام قتل قائد «وحدة المستعربين» العقيد ايال فايس في اشتباك مع فدائي من سرايا القدس في نفس البلدة. وذكرت المصادر العسكرية ان اقتحام صيدا، جاء بعد وصول معلومات استخبارية حول وجود خلية الجهاد الاسلامي فيها.

وفي الوقت الذي كان فيه الاشتباك متواصلاً فجر امس كانت قوات كبيرة من لواءي المظليين وجولاني تقتحم القرية، وتفرض عليها نظام منع التجول. وعبر مكبرات الصوت امر جيش الاحتلال سكان القرية الذين تتراوح اعمارهم بين الخامسة عشرة والخمسين بالتوجه مهرولين الى ساحة احدى المدارس. وذكر شهود عيان ان جنود الاحتلال انتشروا في الشوارع وكان يقومون بالاعتداء على الرجال والشبان والصبية في طريقهم للمدرسة حيث كان الجنود يقيدون ارجلهم واياديهم ويعصبون اعينهم ويخضعونهم لتحقيق ميداني. وحسب مصادر فلسطينية فان سبعة من اهالي القرية اعتقلوا.

وتواصلت حملة الاعتقالات في مناطق اخرى في الضفة الغربية. ففي مدينة رام الله اعتقل فلسطينيان بدعوى أنهما مطلوبان للاحتلال، واعتقل ثالث هو محمود حسيب بعد محاصرة البناية التي كان يوجد فيها وسط رام الله بزعم انه احد قادة كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح.

واعتقلت قوات الاحتلال في مدينة نابلس ستة اخرين عندما اقتحمت فجر امس حي الضاحية جنوب المدينة. وافاد شهود عيان ان مجنزرة اسرائيلية هاجمتهم عند حاجز حوارة جنوب نابلس وحاولت دهسهم عندما كانوا يحاولون عبور الحاجز مما أدّى إلى إصابة ميسر لافي حسن عودة، 41 عاما، من بلدة حوارة بكسور وجروح مختلفة.

وأوضح شهود العيان أن جنود الاحتلال حاولوا منعهم من المرور عبر الحاجز وشرعوا بإطلاق النار وقنابل الصوت فوق رؤوس المواطنين وأغلبهم من المسنين والأطفال والنساء، ولم يكتفِ الجنود بذلك، بل قاموا باستدعاء مجنزرة حاولت دهسهم. وأكّد شهود العيان أن العناية الإلهية حالت دون سحق المواطنة عودة تحت جنازير المجنزرة، مشيرين إلى أن سائق المجنزرة كان مستهتراً بحياة المواطنين إلى حد استعداده لسحق الأطفال والنساء.

واعتقلت قوات الاحتلال 6 فلسطينيين في الخليل زعم جيش الاحتلال ان ثلاثة منهم من عناصر حماس. وفي قرية نزلة زيد في منطقة جنين، اعتقلت فلسطينيا.

وفي خطوة تفضح الممارسات غير الانسانية له احتجز جيش الاحتلال صباح امس ثلاثة من المزارعين المسنين في بلدة الخضر القريبة من بيت لحم عند موقع عسكري. وذكرت مصادر فلسطينية ان جنود الاحتلال يحتجزون كلا من محمود، 69 عاما، وخليل، 60 عاما، واحمد صبيح، 70 عاما، في معسكر كفار عتصيون العسكري.

الى ذلك أعلنت كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام ـ الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليّتها عن الكمين الذي استهدف دورية للاحتلال قرب الحرم الابراهيمي وسط مدينة الخليل مساء يوم الاثنين الماضي وأدّى إلى مقتل جنديّ للاحتلال و إصابة اربعة اخرين أحدهم جراحه بالغة. وكشف بيان صادر عن كتائب القسام عن اسم منفذها وهو حافظ الرجبي الذي سقط برصاص الاحتلال بعد ذلك.

يذكر ان الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة كانت قد اعلنت امس مسؤوليتها عن العملية.

وشدد البيان على ان العملية جاءت انتقاما لاغتيال الدكتور ابراهيم المقادمة، احد ابرز قادة الحركة مطلع الاسبوع الجاري. واضاف البيان «بعدما بلغ العدو في دمائنا ولم يرعَ في ذلك أي حرمة، جاءت دعوة كتائب القسام الأخيرة لجميع مجموعاتها في قطاع غزة والخليل وجنين ونابلس وكافة مدن الوطن، لاستهداف العدو بكلّ مجرميه العسكريين والسياسيين ضمن مواجهة مفتوحة رداً على شهية (رئيس الحكومة ارييل) شارون و(وزير دفاعه شاؤول) موفاز المفتوحة لدماء المئات من أبرياء رفح وخان يونس وبيت حانون والبريج والشجاعية ونابلس وجنين، وكان منها ذبح الشيخ ابن الثمانين عاماً والأم الحامل وعملية الاغتيال الجبانة لأحد القادة السياسيين للحركة الدكتور إبراهيم المقادمة وثلاثة من رفاق دربه».

وفي مدينة رفح جنوب قطاع غزة اصيب مواطن فلسطيني بجراح بعد ان فتحت قوات الاحتلال المتمركزة في موقع تل زعرب العسكري النار بشكل عشوائي على حي تل السلطان. ودمرت قوات الاحتلال منزلين في حي السلام جنوب شرقي المدينة وحولتهما الى انقاض.