إسرائيل تعتبر المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط «غير مجد» والفلسطينيون يؤيدونه

بلير يطمئن عرفات بشأن إعلان «خريطة الطريق» برسالة سلمها القنصل البريطاني في القدس

TT

رحبت السلطة الفلسطينية بالاقتراح الفرنسي لعقد مؤتمر سلام دولي حول الشرق الاوسط بينما وصفته اسرائيل بانه «غير مجد».

وكان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان قد جدد في كلمة القاها امام مجلس الشيوخ حول الازمة العراقية مساء اول من امس دعوة بلاده الى عقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط. وقال «من الضروري التحرك بصورة عاجلة لفتح افق سياسي جديد لتحقيق تطلعات الشعب الاسرائيلي في الحصول على الامن، وحاجة الشعب الفلسطيني لاقرار العدل».

في غضون ذلك يتوقع ان تعلن الولايات المتحدة خطة «خريطة الطريق» في غضون عشرة ايام، كما قال مبعوث السلام الاوروبي للشرق الاوسط. وقال المبعوث الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس امس ان «خريطة الطريق» قد تعلن خلال عشرة ايام. واضاف موراتينوس الذي كان يتحدث بعد محادثات مع وزير الخارجية اللبناني محمود حمود ان «الولايات المتحدة مستعدة لاعلان «خريطة الطريق» خلال عشرة ايام من الآن». واضاف «وانا اعتقد انه اذا كان هناك أي نفوذ فانه سيكون نفوذا ايجابيا بمعنى اننا سنتمكن من التحرك للامام على الفور».

واوضح موراتينوس ان نص «خريطة الطريق» هو الذي اتفقت عليه اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي) الذي تمت صياغته في 20 ديسمبر (كانون الاول) في واشنطن ولن يشمل أي تعديلات.

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير الحليفان الرئيسيان في الحرب على العراق، قد وعدا في 14 مارس (آذار) الجاري، باعلان «خريطة الطريق» بعيد تعيين محمود عباس (ابو مازن) رسميا، رئيسا للوزراء بصلاحيات واسعة وتكليفه بتشكيل حكومة فلسطينية.

لكن ذلك لم يتحقق رغم ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كلف ابو مازن بهذه المهمة يوم الثلاثاء الماضي بعد تجاوز الخلافات داخل المجلس التشريعي الفلسطيني، حول صلاحيات رئيس الوزراء.

وفي هذا السياق فان الدول المؤيدة للحرب الاميركية على العراق، تعد في تصريحات مسؤوليها بالتعامل مع عملية السلام. ففي محاولة لطمأنة الرئيس الفلسطيني الذي اوفى بالتزامه في ما يتعلق بتعيين ابو مازن رئيسا للوزراء بصلاحيات واسعة، بعث بلير امس الى الرئيس عرفات، رسالة خطية أكد فيها التزامه بالعمل على تنفيذ «خريطة الطريق». وحسب وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» فان نائب القنصل البريطاني العام في القدس المحتلة، قام بتسليم الرئيس عرفات رسالة بلير في مقره في رام الله.

ودعا الرئيس البرتغالي جورج سامبايو، خلال خطابه بمناسبة الحرب إلى ضرورة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال إنه يجب الإسراع في طرح «خريطة الطريق» التي تسمح بإقامة دولة فلسطينية.

وأكدت وزارة الخارجية اليابانية، أن طوكيو وهي ايضا تقف الى جانب الولايات المتحدة في الحرب ستواصل جهودها المخلصة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وقالت الوزارة في بيان أصدرته اخيرا حول الأوضاع الجارية في منطقة الشرق الأوسط حسب «وفا»، إن السلام هو مفتاح الاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن اليابان ستبذل قصارى جهدها للعمل مع الجانب الفلسطيني والإسرائيلي والدول ذات الصلة لاستئناف مفاوضات السلام.

وتسلم الرئيس عرفات، رسالة خطية من رجب طيب أروغان، رئيس الوزراء التركي، تناولت آخر التطورات، والجهود الدولية المبذولة لإعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح. ونقل الرسالة حسب «وفا» حسين أفني بيكالكي، القنصل التركي العام، في القدس المحتلة خلال استقبال عرفات له في مقر الرئاسة.

وعلى صعيد الاقتراح الفرنسي قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم ذكر اسمه ان «اسرائيل ترغب في ان تحافظ الولايات المتحدة على دور اساسي للتوصل الى تسوية سلمية وأي مبادرة اخرى في هذا الاطار غير مجدية». وأكد في هذا السياق على دور الولايات المتحدة في اعداد «خريطة الطريق».

من جانبه، قال صائب عريقات وزير الحكم المحلي في السلطة الفلسطينية لوكالة الصحافة الفرنسية ان السلطة الفلسطينية ترحب بدعوة فرنسا لعقد المؤتمر الدولي. واضاف «اننا نرحب ونؤيد دعوة فرنسا لعقد هذا المؤتمر بهدف انهاء الاحتلال الاسرائيلي وتنفيذ «خريطة الطريق»، مطالبا «بوضع الآليات الالزامية وجدول زمني محدد بوجود مراقبين دوليين لتنفيذ خريطة الطريق، لاننا لا نريد الدخول مجددا في قضايا شكلية».

وتابع عريقات القول «كفى خدمات كلامية لقد آن الاوان لتحويل رؤية الرئيس بوش بشأن اقامة دولة فلسطينية الى مسار سياسي واقعي على الارض لانهاء الاحتلال».