إخلاء سبيل سبعة أصوليين اعتقلوا في إسبانيا وبرتغاليين في لندن

TT

اعلنت مصادر قضائية اسبانية ان قاضيا في محكمة مدريد امر اول من امس باطلاق سراح سبعة من 16 عضوا مفترضا ينتمون الى مجموعة اصولية جزائرية يشتبه في انها على علاقة بشبكة «القاعدة» كانوا اعتقلوا في 24 يناير (كانون الثاني) في اسبانيا. وفي لندن افرجت شرطة مكافحة الارهاب البريطانية عن برتغاليين، ومددت احتجاز مواطن لهما، في ما يتعلق بالعثور في شقتهم على قنبلتين يدويتي الصنع اثناء عملية مداهمات بالقرب من مطار غاتويك اللندني (جنوب غربي لندن) الثلاثاء الماضي. وامر القاضي غييرموروز بولانسو في محكمة الجزاء الاسبانية، والمسؤول عن هذا الملف باستمرار حبس مشتبه ثامن على ان يقرر اليوم مصير ثمانية اخرين في برشلونة يحتجزون في الوقت الراهن. واعتبر القاضي بعد استجواب اول ثمانية مشبوهين انه لم تتوافر ادلة كافية لتبرير استمرار الحبس الاحتياطي لسبعة اخرين، واكتفى بالطلب منهم المثول مرة واحدة امام المحكمة في الاسبوع. وقالت مصادر قضائية ان الثامن المدعو محمد امين سيبقى في السجن لان القاضي اعتبر ان من الضروري توضيح بعض النقاط في استجوابه.

ونفى المشبوهون السبعة الذين افرج عنهم امام القاضي اي علاقة بمجموعات اصولية متطرفة. ووحده محمد امين اعترف بانتمائه الى المجموعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية وهو مشبوه في تزوير وثائق. وكان الرجال الثمانية اعتقلوا في 24 يناير في جيرون (كاتالونيا شمال شرقي اسبانيا) خلال عملية للشرطة تمت بناء على طلب القضاء الفرنسي. وفي كارلسروه استجوب المحققون الالمان امس ستة أشخاص يشتبه في أنهم خططوا لهجمات بالقنابل في ألمانيا بالتزامن مع الحرب الدائرة ضد العراق. وكان المشتبه فيهم قد اعتقلوا في مداهمة على ستة مبان تشمل مسجدا ومنظمة إسلامية في برلين اول من أمس. وقال مكتب الادعاء الفيدرالي في كارلسروه إنه يشتبه في أن الاشخاص الستة «أسسوا منظمة إرهابية تنفيذا لاوامر من شبكة دولية للاصوليين الذين ينتهجون العنف في برلين».

ولم تكشف السلطات عن هويات أو جنسيات المشتبه فيهم. ويعتقد المحققون أن الاشخاص كانوا يحاولون تجنيد الطلاب العرب بضمهم لمنظمة هدفها تنفيذ هجمات بالقنابل في ألمانيا. ورفعت ألمانيا حالة التأهب في أنحاء البلاد مع بداية الحرب ضد العراق. ورغم أن ألمانيا عارضت هذه الحرب، فإن الحكومة حذرت من زيادة مخاطر تعرض البلاد لاعمال عنف من قبل عناصر اصولية متطرفة وكذلك جماعات يسارية. كما قامت سلطات التحقيق في ألمانيا امس بفحص رسائل تحتوي على «مسحوق مثير للريبة» تلقتها ثماني سفارات أجنبية في برلين.

وكانت الخطابات المريبة قد أرسلت صباح امس لسفارات أستراليا وبريطانيا وكندا وإسرائيل وإيطاليا وبولندا وسفارتي دولتين من الدول الاسكندنافية على الاقل. وقالت الشرطة ان الرسائل نقلت إلى معهد روبرت كوخ للتحليل العلمي. يذكر أنه في أعقاب اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 كانت هناك موجة من رسائل وطرود ملوثة بجراثيم الانثراكس (الجمرة الخبيثة) الزائفة، وذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001.

قال وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي امس انه من المحتمل أن تكون المواد التي عثر عليها في محطة قطار في باريس وعليها آثار من مادة «الريسين» السامة «محلية الصنع». وقال ساركوزي لاذاعة «أوروبا ـ 1» ان الزجاجتين اللتين عثر عليهما في خزانة حقائب يوم الاثنين الماضي، احتوتا أيضا على مادتي «الاسيتون والايثانول اللتين يمكن استخدامهما في تصنيع الريسين».

وعثر على آثار من الريسين في الزجاجتين في الخزانة في محطة قطار «جاردو ليون» بوسط باريس. وقال ساركوزي ان كمية «الريسين» التي عثر عليها «غير مميتة». كما لمح إلى أن الوصفة الخاصة بتصنيع مادة «الريسين» عثر عليها بين أوراق تخص أعضاء من شبكة «القاعدة».

وقال ساركوزي انه من الممكن أن يكون هناك صلة بين اكتشاف «الريسين» واعتقال تسعة أعضاء يشتبه في انهم من الاصوليين الاسلاميين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ضاحية لباريس، إلا أن الشرطة ليس لديها أدلة دامغة على ذلك.

وأضاف ساركوزي أنه منذ الخريف الماضي، اعتقلت الشرطة 92 شخصا في إطار التحقيقات حول خلايا اصولية مشتبه فيها.

واكتشاف «الريسين» يوم الاثنين الماضي هو أول اكتشاف للمادة السامة في فرنسا. وكانت تلك المادة قد اكتشفت في لندن في يناير الماضي. وتم ربط هذا الاكتشاف بأصوليين يعتقد أنهم كانوا يدبرون لهجوم على مترو أنفاق لندن. والريسين يستخرج من بذرة نبات الخروع وهو سم من السهل نسبيا إنتاجه ويعد أكثر سمية من «السيانيد» ويمكن تصنيعه في شكل يدخل المعدة أو بالاستنشاق. وكمية صغيرة منه تكفي للقتل، إلا أنه من الصعب استخدامه في هجوم بهدف قتل عدد كبير من الاشخاص............................