المباحث الأميركية تسيطر على موقع «القاعدة» على الإنترنت وتنشر فيه إعلاناً عن المتهمين بالارهاب

TT

كسبت أجهزة الأمن الاميركية الجولة الاخيرة من الحرب المعلنة على الانترنت ضد مواقع الاصوليين القريبة من «القاعدة» و طالبان، مع الساعات الاولى لبدء الحرب الاميركية على العراق ، اذ تمكنت اجهزة الامن الاميركية من ضرب موقع «الدرسات والبحوث الاسلامية» المتحدث باسم «القاعدة»، الذي نجح في الهرب من الرقابة اللصيقة الى سيرفر جديد تحت اسم موقع «كونرادو دوت نت.

وفوجئ الاصوليون مع الساعات الاولى للحرب على العراق باختراق المباحث الفيدرالية الاميركية لموقع «القاعدة». وقال احد الاصوليين لـ«الشرق الاوسط» انها حملة مدبرة ومتزامنة للحرب الاميركية على العراق ، واضاف ان السلطات الاميركية كسبت معركة «الجهاد الالكتروني» بما لديها من خبراء وتقنيات عالية. واشار الى ان ضباط المباحث الاميركية «كمن يخرجون السنتهم» للمحسوبين على «القاعدة». وبدلا من ظهور مركز «الدراسات والبحوث الاسلامية» على الانترنت امس ظهر موقع «إف بي آي» الذي يتصدره اعلان ضخم للبحث عن المطلوبين المتهمين بالارهاب، ويأتي في مقدمتهم اسامة بن لادن زعيم «القاعدة» ونائبه ايمن الظواهري زعيم «الجهاد» المصري. وقد بث موقع المباحث الاميركية امس عدة صور للطيار السعودي عدنان الشكري جمعة، وكنيته «ابو جعفر الطيار»، الذي تبحث عنه السلطات الاميركية، وهو من مواليد 4 اغسطس (اب) 1975، ويعتقد حسب المصادر الاميركية انه يخطط لتنفيذ اعتداءات لحساب «القاعدة».

وتعتقد المصادر الاميركية ان موقع «مركز الدرسات والبحوث والاسلامية» هو الصوت الاعلامي لـ«القاعدة» نظرا لانه ظل طوال الشهور الماضية الجهة الوحيدة التي تنقل اخبار بن لادن المشتبه به الرئيسي في احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، وآخرها تسجيل بن لادن الصوتي الذي ينصح فيه العراقيين من واقع خبرته في معارك تورا بورا في افغانستان باللجوء الى الخنادق لاتقاء شر الهجمات الجوية الاميركية.

ونقل موقع «القاعدة» من قبل التسجيل الصوتي لسليمان ابو غيث المتحدث الرسمي باسم «القاعدة» الذي اعلن فيه مسؤولية التنظيم عن تفجير جربة (تونس) الذي سقط فيه 21 قتيلا بينهم 14 سائحا المانيا. وهذا هو اول اعلان بمسؤولية «القاعدة» عن التفجير الذي وقع في ابريل (نيسان) قرب معبد يهودي في جزيرة جربة التونسية. الى ذلك بدأت عناصر من «المباحث الاميركية» باعتقال مواطنين عراقيين موجودين داخل الولايات المتحدة وقالت محطة «سي ان ان» الاخبارية انه في حكم المفترض أن يكون 36 عراقيا يعيشون داخل الولايات المتحدة، رهن الاعتقال وقالت مصادر إن عناصر مكتب «المباحث الاميركية» ودائرة الهجرة يريدون إخلاء مسؤولياتهم، في حال اكتشاف أي علاقة بين أولئك الأشخاص والاستخبارات العراقية.

وأوضح بيان مشترك صادر عن الجهتين أن الهدف هو وضع أشخاص يمكن أن يشكلوا تهديدا للاميركيين «بعيدا عن الشارع».

ولم يوضح المسؤولون عدد المعتقلين ولا الأماكن التي جرت فيها الاعتقالات وكانت مصادر حكومية اميركية قد قالت إن العشرات من المواطنين العراقيين المقيمين في خمس مدن اميركية على الأقل، قد يتم احتجازهم مع اقتراب وقوع الحرب وأوضحت المصادر أن هؤلاء العراقيين تحت المراقبة وأن وزارة العدل الاميركية هي التي ستقوم بإجراءات الحجز.

وكانت السلطات الأميركية قد اعتقلت أكثر من خمسمائة شخص في ولاية كاليفورنيا حيث شهدت سان فرانسيسكو مظاهرة ضخمة شارك فيها آلاف الغاضبين على الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق.