احتياطات أمنية واسعة في بريطانيا وفرنسا حول المؤسسات اليهودية والإسرائيلية

TT

اتخذت سلطات الامن في معظم الدول الاوروبية، وفي بريطانيا وفرنسا، بشكل خاص احتياطات امنية مشددة لحماية المؤسسات اليهودية والممثليات الاسرائيلية الرسمية، وذلك بناء على طلب اسرائيلي مرتبط بالحرب على العراق.

وجاء الطلب في اعقاب مزاعم اسرائيلية بأن اجهزة مخابراتها تلقت معلومات تفيد بأن «جهات اسلامية وعربية تنوي تنفيذ اعتداءات مسلحة على هذه المؤسسات، لانها ترى فيها جزءا من العدوان». واشارت المصادر الاسرائيلية في هذا الصدد الى الاعتداء الذي تعرض له ثلاثة يهود في باريس خلال مظاهرة فرنسية ضد الحرب في مطلع الاسبوع الماضي. وقالت ان هناك انذارات تحذر من وقوع اعتداءات اكبر. واعتبرت هذه «اعتداءات ارهابية لا سامية، تنفذ في اطار خطة ارهابية دولية ضد اسرائيل واليهود».

وتجاوبت اجهزة الامن الاوروبية مع الطلب الاسرائيلي على الفور، وجرى بحث الموضوع في عدة حكومات اوروبية. وقررت فرنسا وبريطانيا وغيرهما عدم الاكتفاء بالاحتياطات الامنية. والتوجه المباشر الى الجاليات العربية والاسلامية لديها بالطلب والتحذير من تشجيع ظواهر الاعتداءات، خصوصا في الخطب في المساجد، ومنع التحريض ضد اليهود والدعوة الى العنف ضدهم او ضد المؤسسات الاسرائيلية بأي شكل من الاشكال.

وفي بعض الدول اتخذت اجراءات احتياطية تمثلت في مدن فرنسية وبريطانية باعتقال عدد من النشطاء في منظمات عربية واسلامية معروفة في الدولتين.

يذكر ان اوساطا عقلانية عديدة في اسرائيل كانت قد حذرت الحكومة برئاسة ارييل شارون، في الاشهر الماضية، من تبعات موقفها المشجع لشن حرب عالمية على العراق والداعم بلا حدود لهذه الحرب. وقالت تلك الاوساط ان على اسرائيل الا تعلن اي موقف مؤيد للحرب وبالطبع ألا تشارك فيها بأي شكل من الاشكال، لان هذه الاوساط تتوقع ان ينفجر الغضب في العالم عموما، ولدى العرب والمسلمين وانصار السلام الاجانب بشكل خاص، ضد الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل.

واثر الاعتداء على اليهود في باريس وظهور الشعارات في المظاهرات العالمية ضد الحرب والتي تساوي بين بوش وشارون وهتلر وترسم الصليب المعقوف (شارة النازية) مقرونا بنجمة داوود السداسية، بدأت حكومة اسرائيل تخفف من لهجتها في تأييد الحرب. لكن الوقت جاء متأخرا، وهناك ايضا من لم يلتزم.

فعلى سبيل المثال اعلن وزير البنى التحتية في الحكومة الاسرائيلية، يوسف بريتسكي (من حزب «شنوي») ، انه يدرس امكانية اعادة تشغيل انبوب النفط من الموصل الى حيفا (عبر الاراضي السورية)، ولكن بعد سقوط النظام العراقي. وانه سيجد سبل اتصال مع «الادارة الاميركية التي ستتولى ادارة شؤون العراق في العهد الجديد»، حتى يتفق معها على هذا المشروع.

وفي مدينة صفد الواقعة في اعالي الجليل ظهرت في الشوارع امس واول من امس اعلانات وفاة تنعي الرئيس العراقي صدام حسين وموقعة باسمي ولديه عدي وقصي وتدعو الجمهور الى المشاركة في تشييع جثمانه الى المثوى الاخير في واشنطن وفتح بيت عزاء في غرفة عمل الرئيس الاميركي، جورج بوش، في البيت الابيض.

وكان عدد من الجنرالات الاسرائيليين قد وجهوا انتقادات لطريقة الولايات المتحدة في ادارة الحرب واتهموها بالتقاعس وبقلة المهنية، مما اوحى بأنهم يريدونها حربا اقسى.

من جهة ثانية واصلت اسرائيل حالة الاستنفار العسكري الشامل في جميع انحائها.

فقد قررت الحكومة في جلستها، اول من امس، تحرير نصف قوات الاحتياط التي قامت بتجنيدها في بداية الحرب (12 الف جندي وضابط) وفك الحصار المفروض على المناطق الفلسطينية المحتلة. وفي الوقت نفسه طالبت المواطنين بأن يحملوا كمامات الغاز الى اي مكان يتجهون اليه خارج بيوتهم (العمل، التعليم، العلاج.. الخ.). وبأن يبقوا الغرف المبنية من الاسمنت المسلح، جاهزة لاغلاقها باحكام في حالة اطلاق صواريخ عراقية على اسرائيل تحمل رؤوسا كيماوية او غازات سامة.

واكد قادة الجيش والمخابرات في هذه الجلسة ان الخطر باطلاق صواريخ سكود باتجاه اسرائيل لم يزل قائما. لان القوات الاميركية لم تكتمل احتلالها للمنطقة الغربية من العراق. وحتى في الاماكن التي تحتلها لم تعثر على الكثير من بطاريات الصواريخ وما زالت 20 بطارية صواريخ سكود عراقية مفقودة في المنطقة وتخشى قادة الجيش من ان يكون العراقيون قد نجحوا في اخفائها في باطن الارض، لكي يستخدموها في آخر لحظة.

وقال رئيس الاستخبارات العسكرية، اهرون زئيف فركش، ان الساعات الـ72 المقبلة (ابتداء من ظهر اول من امس)، ستكون حاسمة بشأن الحرب على العراق واحتلال بغداد.