ركز رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري امس نشاطه على تتبع تطورات الحرب الاميركية ـ البريطانية على العراق، وذلك في ضوء المعطيات التي توافرت لديه عنها خلاله جولته الدولية الاخيرة.
وفي هذا الاطار التقى الحريري السفير الروسي في بيروت بوريس بولوتين الذي قال عقب اللقاء ان زيارة الحريري الاخيرة الى موسكو كانت «ناجحة ومفيدة جداً لتبادل الآراء حول التطورات الاخيرة في العراق وحول قضية الشرق الاوسط عموماً». واضاف: «بالنسبة الى موقف روسيا من التطورات فهو معروف. ونحن نعتقد ان ما يجري في العراق خرج عن اطار المنطقة. وربما ان الازمة العراقية هي من اخطر الازمات بعد انتهاء الحرب الباردة. وفي هذه الظروف نحن نعتقد ان من الضروري وقف اطلاق النار واعادة المسار السياسي والتسوية السياسية للمشكلة العراقية في اطار الامم المتحدة. ونحن في روسيا ما يثير قلقنا هو العواقب الوخيمة للناحية الانسانية حيث هناك قصف للاماكن السكنية في بغداد ووقوع ضحايا مدنيين. ونحن نؤيد نداء الامم المتحدة الاخير لتركيز الجهود وتقديم المساعدة الفورية للمدنيين».
وسئل بولوتين عن تعليقه على تطور سير المعارك في العراق، فأجاب: «يبدو ان هذه الحرب ستكون طويلة».
والتقى الحريري ايضاً سفير فرنسا فيليب لوكورتييه الذي قال: «شعوري ان لبنان يفضل الجهود الدبلوماسية. وهنا نعني طبعاً العراق والصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي. ونرى ان اللبنانيين لديهم فرصة الا يكونوا متأثرين بشكل مباشر. ولكن طالما هم على حافة المشكلة فلديهم رؤية ربما اكثر موضوعية من دول اخرى».
وسئل لوكورتييه كيف ينظر الى الوضع في العراق، فأجاب: «لدينا بالطبع هواجس اليوم ونحن نرى ان هذا الصراع يتوسع ويستمر. وما يهمنا اليوم هو اعادة لم شمل المجموعة الدولية واعطاء الدفع للامم المتحدة وان يكون الخروج من الصراع هو الامر المطلوب من المجموعة الدولية مع الضمانة بأن العراق سيظل سيداً متكاملاً وان الحياة ستعود في شكل طبيعي وان تعبر الحكومة فعلاً عن تطلعات الشعب العراقي».